2025-06-17 01:56 م

من حفر حفرة لأخيه ...

2015-09-13
بقلم: محمود الشاعر
إذا استطعنا أن نصدق أن الذئاب بمقدورها التخلي عن طبع الغدر المتأصل فيها منذ بداية الخليقة أو أنها قادرة على ترك الحملان الوديعة تعيش آمنة في مرابعها , عندها فقط نستطيع أن نصدق أن رأس الشيطان المتمثل بأمريكا وذيله التابع له أبداً والمتمثل بآل سعود سيتعاونان بعد لقائهما الأخير على استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب فيها ولاسيما أن صفقات بيع الأسلحة التي تبرمها واشنطن مع السعودية بما فيها صواريخ لتسليح أسطول الطائرات المقاتلة / f -15/ ما هي إلا إمعان في إذكاء نار الإرهاب الدموي الذي تقوم به السعودية على اليمن وحين تقوم أمريكا وهي الصانعة الأولى للإرهاب وبامتياز بوضع يدها بيد السعودية بلد الإرهاب ومنبعه ومموله فهذا يعني استمرار العمليات الإجرامية في المنطقة لتحقيق مصالحهما المشتركة التي لا تخفى على أحد , فأمريكا من مصلحتها بقاء بلادنا رازحة تحت وطأة الإرهاب لتعطي لنفسها حق التدخل في شؤونها وبالطريقة التي تراها مناسبة بحجة محاربة الإرهاب والسعودية تسعى لإشعال المنطقة وتدميرها وتصدير الإرهابيين إلى خارج أسوارها كي لا يصل الخطر إلى مملكتها ولكي يحافظ آل سعود على مكتسباتهم في السعودية بعد نشرهم الفكر الوهابي التكفيري في المنطقة وإشغالها بحروب تدميرية يطول أمدها خدمة للكيان الصهيوني وحرصاً على أمنه وسلامته الأمر الذي سعى آل سعود إلى تحقيقه منذ بداية تأسيس مملكتهم . إن الحفاوة التي استقبل بها سلمان بن عبد العزيز من قبل الرئيس الأمريكي ووصفه ( بالصديق الشخصي ) ومحاولة تهدئة مخاوفه بشأن الاتفاق النووي الإيراني هي تأكيد على ما قاله ( ترامب ) المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية حيث وصف السعودية بالبقرة الحلوب التي تدر النفط وحين يجف ضرع هذه البقرة فإنه لزاماً على أمريكا ذبحها أو إرسال من يذبحها . لقد آن الأوان لتعلم السعودية بأن الارتماء في أحضان الأمريكيين والطعن في ظهر الأشقاء وخوض الحروب ضد إخوانها من العرب سواء أكان بشكل مباشر كما في اليمن أو بشكل غير مباشر كما يحدث في سورية لتعلم السعودية أن ذلك كله سيقودها الى الهاوية لأن من يحفر حفرة لأخيه فلا بد أنه واقع فيها لا محالة , وأن الإرهابيين الذين انجبتهم السعودية من رحم الضلالة وأرضعتهم من حليب الشر والعدوان سيعودون إلى مهدهم لاستكمال ( دولة الخلافة ) المزعومة وسيرفعون فيها أعلامهم السوداء كقلوبهم وقد علقوا فوقها رؤوس ملوك الرمال المقطوعة بعد أن يطبقوا شرائعهم وسننهم الضالة التي ابتدعوها دون وجه حق . إنه من المخزي والمخجل حقاً أن تتباكى دول الغرب على مصير المهاجرين السوريين غير الشرعيين الذين ابتلعهم البحر أو ماتوا خنقاً في شاحنات الموت في الوقت الذي تعرقل فيه السعودية وغيرها من الدول العربية المتآمرة على سورية أي حل سياسي يمكن أن يخرج السوريين من أزماتهم أو يضع حداً لهجراتهم المتتالية خوفاً من بطش داعش والإرهاب المتمثل بجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التي تنشر أفكارها الإجرامية بحد السيف وتعيث فساداً في مناطق مختلفة من سورية ألا تشعر السعودية بالعار حين تصرح ( ميركل ) بأن التاريخ سيسجل بأن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي فتحت أبوابها للاجئين السوريين في حين أوصدت مكة أبوابها في وجوههم ،إن من يرى حال اللاجئين السوريين وهم يحاولون التسلل عبر الأسلاك الشائكة للدول التي لجؤوا إليها وقد تعرضوا للذل والإهانة من قبل شرطة الحدود ( كالأيتام على موائد اللئام ) يدرك تماماً حجم التقصير من قبل دول الخليج الغنية تجاه السوريين الذين يعانون الشتات . لقد عاش السوريون في بلدهم كراماً قبل أن تتدخل أياد عربية وغربية لتنغص عيشهم الرغيد في بلدهم الآمن سورية وما الحياة الآمنة التي يعيشها السوريون اليوم في المناطق التي يحميها الجيش العربي السوري إلا دليل على أن درب الخلاص للسوريين أجمعين هو الوقوف جنباً إلى جنب مع حماة الديار لإعادة الوجه الحقيقي لسورية العزة والكرامة والإباء . 
mmalshaeer@gmail.com

الملفات