2025-06-17 11:56 ص

أخلاق الأعراب .. دعم الإرهاب وهروب من الواجبات الإنسانية

2015-09-14
بقلم: بطرس الشيني*
خرج الأوروبيون بمظاهرات تأييد لاستقبال اللاجئين السوريين في عدة دول وفتحت النمسا وألمانيا حدودها لدخول الآلاف منهم يومياً , ورصدت ألمانيا ستة مليارات يورو لمشكلة اللاجئين إليها في العام القادم .. في أي كارثة إنسانية في الزلازل والفيضانات وفي حال انتشار الأوبئة ترى المساعدات الأوروبية والروسية والأمريكية تصل خلال ساعات أو ايام لمساعدة البشر على الطرف الآخر من العالم ولكن لن تلمس أية علامة أو مؤشر لمساهمة العرب وهم أغنى أغنياء الأرض في أي عمل إنساني له قيمة .. وبغض النظر عن أسباب الهجرة ومسبباتها والتي كانت للدول الأوروبية والأمريكية وخاصة للدول العربية في الخليج الدور الأساس في إحداثها عبر تسليح ودعم عشرات المنظمات الإرهابية وعلى رأسها منظمة القاعدة بفرعيها داعش والنصرة في سورية وهذه المنظمات نشرت الرعب ودمرت أجزاء واسعة من البلد وهجرت السكان واستقدمت عشرات آلاف الإرهابيين من أوروبا وبلاد العرب للحلول مكانهم في بيوتهم وقراهم .. بغض النظر عن أسباب الهجرة فإن الموقف الإنساني للشعوب الأوروبية وتعاطفها مع المهاجرين يعكس حالة ايجابية أخلاقية افتقدها معظم العرب عبر تاريخهم , وعكست أزمة المهاجرين حنقاً وغضباً لدى السوريين لا يوصفان كونهم فتحوا بلادهم دوماً " حكومة وشعباً " لأي لاجئ وعاملوه معاملة أبناء الوطن, ومنحته الدولة نفس حقوق المواطن السوري " بلا واجبات بالمقابل " كان هذا في أزمة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وما بعدها, تم أزمة النازحين من لبنان أثناء الحرب الأهلية, وبعدها خلال الحروب الإسرائيلية ضد لبنان , واستقبلت سورية عشرات آلاف الكويتيين بلا أية قيود إبان احتلال صدام حسين لبلادهم , واستقبلت ما يزيد عن مليوني عراقي بعد احتلال أمريكا للعراق وعاملتهم كالمواطنين السوريين ومنحتهم التعليم و الطبابة المجانية والسكن الرخيص والعمل وقدمت لهم الدعم على المواد المقننة كما المواطنين السوريين بكلفة سنوية زادت عن ملياري دولار ..واغنتهم عن مذلة مخيمات اللجوء . مع الكارثة الإرهابية التي حلت بسورية وما تلاها من تهجير افتقد السوري لما كان يتوقعه من المعاملة بالمثل في الأزمات والملمات , وفي دولة مثل الأردن التي أقامت مخيمات اللجوء حتى قبل حصول الأزمة وشجعت الناس على الخروج من بيوتهم والذهاب إلى تلك المخيمات عبر مغريات شتى لعب الإعلام المشبوه الدور الأكبر في الترويج لها , تم استثمار هذه المخيمات لتحقيق فوائد اقتصادية عبر المساعدات الدولية وفاحت رائحة المتاجرة بالبشر وخاصة بالفتيات من القاصرات في مخيم الزعتري وغيره في تركيا" وفق وسائل إعلام مؤيدة للمعارضة المسلحة " وكان النخاسون دوماً من كبار السن الأغنياء من الخليج العربي الذين تصيدوا الضحايا عبر جمعيات تحمل صفة إنسانية وأوجدوا الفتاوى اللازمة لتبرير أفعالهم .. وفي تركيا ولبنان لم يكن الحال أفضل وهذا مادفع عشرات الآلاف لترك المخيمات والتوجه إلى أوروبا مخاطرين بحياتهم في مراكب متهالكة غرقت وقتلت الآلاف منهم .. في هذه الأزمة الإنسانية اختفى العرب تماماً من الواجهة وخاصة أغنياء الخليج وحكامهم هؤلاء الذين دفعوا مليارات الدولارات لدعم الإرهاب في سورية ، اختفوا تماماً عن الساحة عندما احتاج لاجىء جائع إلى من يساعده وأغلقوا حدودهم بوجه المهاجرين وصموا آذانهم عن صرخاتهم ومن المؤكد أن أية مظاهرة تعاطف لم تخرج ولن تخرج في أية دولة خليجية للتعاطف أو لدعم هؤلاء. تصرف العرب وحكامهم تجاه أزمة اللاجئين يتناسب تماماً وأخلاقهم كما جاء في إحدى تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي وما قاله ذلك السياسي الكويتي في وصفه اللاجئين أنهم " مجموعة من المرضى النفسيين " يعكس حقيقة وأخلاقية معظم حكام الخليج . والمثير للسخرية أن هؤلاء يمارسون عنصرية بغيضة ضد السوريين في وقت يفتقدون فيه ليس للأخلاق فقط بل ولأي منجز حضاري يجعلهم يعتدون بأنفسهم. الاعراب يشتهرون بأكاذيبهم حول كرم الضيافة وإغاثة الملهوف ومراعاة الجيرة ، يشتهرون أكثر بالكذب حول النخوة والشهامة وأكثر من كل شيء يشتهرون بالكذب حول القيم والإنسانية ويعانون من انفصام شخصية جماعي بشأن ماهم عليه من هوان وضعة بين أمم الأرض لذلك يتغنون دائما بماض "مجيد" لم يكن موجودا ,وانتصارات وهمية في وقت كانت معظم معاركهم عبر التاريخ بين بعضهم وليس مع عدو خارجي , العدو بالنسبة لهم هو الجار أي القبيلة الاخرى اما أي عدو اخر فيمكن بكل بساطة الرضوخ له والتعامل معه وتادية الطاعة ومع ذلك يطول حديثهم عن علو الشأن والكرامة...! . في لقاء مع إحدى محطات التلفزيون ردد احد الهاربين من حرب فرضت على بلده الآية الكريمة " .. أن الأعراب لأشد كفراً ونفاقاً .. " ومضى باتجاه ألمانيا ..
* صحفي سوري

الملفات