2025-06-17 06:57 ص

أمنيات في العيد ...

2015-09-27
بقلم: الدكتور محمد بكر*
تتوالى الأعياد ولاتزال الحُرقة تأكل من قلوبنا، والبأس يخيم على يومياتنا وحياتنا، يُغتال الفرح كل لحظة ٍ ألف مرة , وتثور الحمية في غير موضعها , وفي غير مهراقها تراق الدماء , وتسافر بعيداً الكرامة والكبرياء , على وقع عواصفنا الحازمة وغير الحازمة يتنامى القتل ويموت الخجل , وبتحالفاتنا مع أعدائنا نحيي الأمل , يُقتل الوازع والضمير في أمة العرب، وعلى أعينهم يُصنع كل هذا الواقع الأسخم وتتكاثر في أرضنا الأحقاد, وتُصفّى كل القيم الدينية والإنسانية للأعياد. يقتلني فيكم هذا التشظي الفريد، وهذا الجبروت والطغيان والسواد والربيع الجديد، وتلك الثورية العفنة المقيتة البليدة الحمراء، وذلك الانفلات القيمي الوحشي الطافح بالدماء. من اليمن تُختطف السعادة ومن الشام يُسلب الأمان والتاريخ وفي العراق يتكاثر الشذاذ والإرهاب وفي وطني فلسطين يُداس الحق والحقيقة على عيون أمتي , ولا أرى سوى الصمت المقيت يلف أمكنتهم ومؤتمراتهم وقممهم العاجلة وغير العاجلة . هي وقفة ٌ من على منابر بيوتنا إذ لطالما حَرمت " الديكتاتورية الإسلامية " والتسلط الإسلامي " لمملكة آل سعود السوريين واليمنيين من أداء فرض الله، وقفة ٌ نفرد فيها الأكف وتصدح فيها القلوب وتعلي دعاءها الأنفس أن نفتح عيوننا : وقد أضحى الأقصى صامداً سالماً غانماً حراً عظيماً مطهراً من رجس آل صهيون. وقد أضحى يمننا المبارك مكللاً بكل سعادة الأرض منتصراً قاهراً لكيد المعتدين ولوثة الظالمين. وقد أضحى العراق شامخاً عزيزاً موحداً معافىً من كل الشرور والأمراض والفتن. وقد أضحت الشام عزيزةً شامخة ً، قصيدةً للنصر يزينها الله بآثاره وظل ملائكته فترشف من آهات كل ثكلى ومن أنين حجارتها القدسية ودماء شهدائها وكبرياء جندها سيول البقاء والعطاء. وقد أضحى اللاجئون إلى ديارهم عائدين , ولتراب بلادهم مقبلين , ولعيونهم في رؤية أوطانهم آمنة ً مستقرة ً مكحلين . وقد أضحت هذه الأمة مضاءةً وهاجة ً بمشاعل الحب والحكمة والإخاء.  
* كاتب فلسطيني مقيم في سورية 
mbkr83@hotmail.com