2025-06-17 07:37 ص

أميركا تخسر كل الرهانات في سورية ...

2015-09-27
بقلم: جمال العفلق
أخيراً أعلن المخطط والمحرك لمشروع الفوضى الخلاقة هزيمتة ، وحاول المتحدثون بإسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ان يستعيروا كل العبارات لحفظ ماء الوجه ، قد خسرت أميركا كل الرهانات في سورية ، ولم يعد هناك طريق اخر الا قبول الامر الواقع ، السوريون انتصروا ولم ينجر كل المجتمع السوري بتكوينة المتنوع والمتعدد الى الحرب الطائفية والأقليات التي طالما راهن عليها اعداء الشعب السوري لم ينجروا الى القتال وبقي صوت الوطن اعلى من صوت الرصاص . من دعم اعلامي الى دعم مالي وعسكري خمس سنوات ومعسكر العدوان على سورية يجرب ان يجد اختراقات ، عمليات اغتيال بالجمله فتح ابواب اللجوء تسهيل الطرق لوصول المنشقين تصنيع للاخبار تهم بالجملة واتهام باستخدام الاسلحة الكيماوية تدريب معارضه معتدله ومؤتمرات تحت اسم اصدقاء الشعب السوري ، رهان على الملف النووي ورهان اخر على اوكرانيا فتح جبهة اليمن وتعطيل الحياة السياسية في لبنان اقفال الحدود مع الاردن وتسليم مفاتيح الحدود التركية للمرتزقة حصار اقتصادي واعلامي وسياسي ، كل هذا تحت اسم (( الربيع العربي )) والمطالب المحقة التي نسيها العالم ولم يبقى الا الحرب والدمار . واليوم تتسابق وسائل الاعلام لنقل التصريحات في عواجل الاخبار عن تغير مواقف كانت ترفض اي تغيير او تبديل وتمسك اصحابها بعبارة واحده ومشاريع وهمية اسقاط النظام وحل الجيش وتشكيل قوه جديده ترضي مروعهم ، بدأ جون كيري برفع الراية البيضاء وتبعته اوربا بصقورها من الفرنسيين والالمان وبدا اردوغان المدلل لدى اسرائيل بتبديل خطابة اتجاه سورية هذا الخطاب الذي بدأ صاحبة بوعد الصلاة في مسجد بني امية الكبير وانتهى اليوم بالقبول بالحل السياسي اذا ما وافقت دمشق على التفاوض ، وفي هذا الازدحام السياسي بقي العرب نيام ملتزمين الصمت ، وتوقف ما يسمى ائتلاف الدوحة عن نشر بياناته التي كانت انعكاس لقرار المشغل والممول العربي . لم يشك السوريين بيوم من الايام بانتصارهم فمن كان حصان الرهان عند الامريكي هو من المرتزقة ولم يبني المرتزقة وطن في يوم من الايام ولم يكن لهم ولاء الا للمال والنفوذ والشهوه . لهذا وجد الامريكي نفسه بعد خمس سنوات في مستنقع لا نهاية له ، فلم تستطع اميركا ان تشكل معارضة موحده ذات قاعدة شعبية لدى الشارع السوري ، ولم يفهم الامريكيون كيف بقي الجيش السوري موحدا" وحجم الانشقاقات فيه لا يشكل رقما حقيقيا على الارض ، اعتمد الامريكيون على النصره فخذلتهم واعتمدوا على داعش فكان اكثر سوء وفشل من سابقة ، راهنوا على العصبية الدينية فلم تكن كما ارادوا ، ابتدعوا فكرة تدريب المعارضة المعتدله فدربوا من دربوا وعند وصول الدفعة الثانية من هذه القوة صدم الامريكان بان المتدربين باعوا اسلحتهم للنصره وقبضوا الثمن . وكانت ازمة اللجوء التي اغرقت اوربا بالسوريين وغير السوريين الذين استخدموا جوازات سفر سورية للوصول الى الغرب عاملا اخر اثقل على دول العدوان واحرج موقفها امام الراي العام العالمي . ليأتي القرار الروسي الصريح دمشق خط احمر ولا ماوضات على اسقاطها والجسر الجوي الروسي لن يستطيع احد منعه او وقفة مهما كان السبب ، ومعركة سورية هي على اسوار موسكو ولا فصل بينهما وانتظر الامريكيون اي تغير على الارض وفي الميدان بانتظار ان تنحسر المعارك لصالح المرتزقة ولكن الأخبار لم تأتي بما يرضي المشغلين لهذا اصبح من الضروري رفع الراية البيضاء والاعلان عن الهزيمة والقبول بالواقع الذي فرضتة قوة الجيش والمقاومة وتمسك دمشق بالمبادئ وعدم التنازل لدول العدوان ، فمحاربة الارهاب اولوية ووقف تمويل العصابات الارهابية هو شرط لانهاء حالة القتال والتوقف عن تصنيع الاخبار الملفقة يسهل عملية التفاوض والبحث في الحوار ، ويبقى على الامريكي ان يجد له ممثلا سوري ليرسله الى طاولة الحوار فما يسمى ائتلاف الدوحة اصبح ورقة عديمة النفع بكل تكوينة والاعضاء المنتمين له وآن لهم ان يخرجوا الى التقاعد مع التعويض المناسب كلٌ حسب الجهة التي يتبع لها ، اما معارضة الداخل (( الوطنية )) فلا تقبل ان تكون ممثلا لاميركا او لأي من دول العدوان ولهذا لن يجد الامريكين بين هؤلاء من يحمل ورقة شروطهم ان بقي لديهم شروط . إن ما قام به الامريكيون ومن خدم مشروعهم من الاوربيين والعرب هو جريمة بحق الشعب السوري وتمويل الارهاب الذي طالما ما تحدثت الولايات المتحده الامريكية عن محاربتة هو جريمة بحق الانسانية ، فهذه الجماعات الارهابية ستكون عبئ ثقيل على البشر اينما حلت ووجدت ، ومن ساهم في تطويرها ودعمها وتمويلها بهذا الشكل القبيح سوف يكلف العالم الاف القتلى الجدد ، لقد استثمرت الولايات المتحده الامريكية وما يسمى اسرائيل الارهاب اسوء استغلال وحولت الشرق الوسط الى كتلة من نار . وعلى اميركا ان تتحمل المسؤولية عن كل هذه الجرائم . اما السوريين الذين جمعتهم دوائر الاستخبارات لتصنع منهم وجه معارض عليهم ان يعودوا الى تلك البلدان التي يحملون جنسيتها ومن يحمل الجنسية السورية فقط علية ان يقبل بمحاكمة الشعب السوري فعدد الضحايا من السوريين ليس بالقليل والخسائر المادية ليست بالرقم البسيط وعلى كل من ساهم بهذا الخراب ان يسدد فاتورة التعويض وهي ان يكف عنا ‘ فالعب السوري لا يحتاج لوصي عليه وهو شعب حي منذ سبعة الاف سنه وقادر على البناء وسيبقى في خط المقاومة الى ان يقضي الله امرا فاعله .

الملفات