2025-06-16 06:25 م

حملة إعلامية ضد روسيا أم مقدمة لتوسيع رقعة الإرهاب

2015-10-14
بقلم.: بطرش الشيني
تشن وسائل الإعلام الغربية حملة إعلامية منظمة ضد روسيا باللغة العربية تصاعدت بصورة كبيرة بعد يوم واحد من استهداف الطيران الروسي لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وهي في الوقت عينه حملة لتأمين الدعم النفسي لمئات المنظمات الإرهابية التي تقاتل في سورية، وتهدف بصورة أساسية لإثارة الكراهية ضد الروس من جهة واستقطاب المزيد من الإرهابيين الدوليين إلى سورية من جهة أخرى خاصة وان الحملة الغربية منسجمة تماماً مع فتاوى شيوخ التطرف الوهابي في السعودية والإخوان المسلمين وهي كما سابقتها المتعلقة بالحرب الإرهابية على سورية فتاوى تكفيرية تأتي في إطار منظم يخدم الهدف الأمريكي البعيد في إثارة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط بأدوات محلية ودولية تلجأ الحملة الإعلامية ضد مشاركة روسيا في محاربة الإرهاب إلى كل ما يخالف أخلاقيات العمل الإعلامي وتعمل على اجتزاء الأخبار واستخدام مقاطع مصورة لا علاقة لها بالأهداف التي يقصفها الطيران الروسي وخاصة مشاهد مناطق مدنية مدمرة دون الإشارة إلى مكان وجودها أو تاريخ تصويرها . ووسائل الإعلام الغربية الناطقة بالعربية تعمل مع العديد من المحطات العربية بأسلوب موحد ما يوحي أن ثمة غرفة عمليات إعلامية واحدة تضع التوجهات والاستراتيجية الإعلامية وتصيغ الأخبار والمصطلحات والتعابير المستخدمة . تتمحور الحملة الإعلامية الغربية و تلك التابعة لها حول عدة نقاط : -الإيحاء بشكل مباشر أن مشاركة روسيا تهدف ليس لمحاربة داعش بل دعم "النظام"واختزال سورية على أنها "النظام"هي إحدى لبنات الحرب الإعلامية الدولية المؤيدة للإرهاب منذ أربع سنوات ويتم تكرارها عشرات المرات يومياً ،وهي تعطي المبرر الدائم للغرب والعرب لدعم المنظمات الإرهابية لتدمير سورية بحجة ما تسميه "محاربة النظام" -الإيحاء أن روسيا تستهدف ما تسميه المحطات الغربية "المعارضة المعتدلة ،في وقت تتجاهل فيه الإشارة إلى مكونات هذه "المعارضة المعتدلة" التي تتكون بمعظمها من منظمات تابعة للقاعدة او مؤيدة لها وتتجاهل الكم الهائل من الأسلحة الذي تملكه وبما أن هذه المعارضة مدعومة من الغرب وتركيا ودول الخليج فإن وسائل الإعلام التابعة لهذه الدول تتجاهل جميع المجازر والجرائم التي ارتكبتها تلك المعارضة وتعمل يومياً عبر الأخبار لإضفاء "الشرعية"عليها. -الإيحاء أن هناك ما يسمى "الجيش الحر "وهي أعادت اكتشافه وتقويمه من جديد رغم ان تصريحات السياسيين الغربيين ووسائل إعلامهم اعترفت أكثر من مرة منذ عام أن هذا الجيش لم يعد موجوداً وحلت مكانه تنظيمات مثل داعش والنصرة" القاعدة "وعشرات التنظيمات الوهابية أو تلك العاملة تحت مسميات شتى تابعة لمنظمة الإخوان المسلمين التأكيد "عبر التكرار "أن التدخل الروسي فاشل وتقزيم الجهود الروسية في مكافحة الإرهاب رغم ان ما حققته الطائرات الروسية خلال أسبوع في محاربة تنظيمات القاعدة في سورية فاق ما قام به تحالف /60/دولة على رأسها الولايات المتحدة تزعم أنها تحارب داعش منذ عام وربما ان النجاح الروسي في استهداف مقرات الإرهاب هو ما أجج الاحتجاج الغربي الأمريكي التركي الخليجي ضد التدخل الروسي لان هذا الاستهداف ينسف خطة أمريكا لإطالة الأزمة في سورية وقد سبق لمسؤول أمريكي أن صرح أن الأزمة يمكن ان تستمر لعشرين سنة قادمة -التركيز على مقارنة مشاركة روسيا في محاربة الإرهاب في سورية بما حصل في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان في محاولة واضحة "لأفغنة "الأزمة السورية واستقدام المزيد من الإرهابيين إليها وهذه النقطة تهدف لإثارة المتطرفين ودفعهم لمحاربة الروس وهي تنسجم مع فتاوى المتطرفين السعوديين والإخوان المسلمين الذين يحرضون الشارع المتطرف كما حصل في أفغانستان بحجة محاربة "الشيوعية"والإلحاد حتى أن بعض المحطات الفضائية العربية التابعة لدول الخليج والممولة منها استخدمت تسمية "الجيش الأحمر "في وصف القوات الروسية وهي تسمية لم تعد موجودة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي . - تجاهل الخسائر التي تعرضت لها التنظيمات الإرهابية خلال أسبوع من القصف وتجاهل الإشارة الى قوميات الأجانب القتلى في تلك الغارات وتحويلهم الى سوريين " مدنيين " واستخدام مايسمى " المرصد السوري لحقوق الإنسان " وهو مكتب إعلامي تابع للاستخبارات البريطانية كمصدر " موثوق " للأخبار للحديث يومياً حول نتائج القصف وتجاهل المصدر السوري الرسمي أو المصدر الروسي أو اجتزاء التصريحات من المصدرين الأخيرين في حال ذكرها .. أهداف أخرى محطات بي بي سي وفرانس 24 والحرة تمثل رأس الحربة في الحملة الإعلامية ضد روسيا " باللغة العربية " تليها بدرجة أقل محطات يورو نيوز ودي دبليو الألمانية " مع المحطات الإذاعية التابعة لتلك الدول والحملة الإعلامية الأوروبية الأمريكية تخدم استراتيجية الغرب بشكل عام أو على الأقل منذ الانقلاب ضد الديمقراطية في أوكرانيا وحادثة الطائرة الماليزية وهي تكرس حالة الاستقطاب بما يشبه العودة للحرب الإعلامية إبان " الحرب الباردة " ومشاركة العرب في الحملة هي تحصيل حاصل للتبعية لسياسة أمريكا غير أنها تمثل خدمة كبيرة لدولة مثل السعودية وحلفائها التي تشن ضربات جوية ضد اليمن قتلت ما يزيد عن ستة آلاف يمني معظمهم من المدنيين وجرحت ما يزيد عن ثلاثين ألف آخرين " وفق تصريحات الأمم المتحدة " إذ إن التركيز على قصف الطيران الروسي شكل المادة الرئيسية للإعلام السعودي الخليجي والإعلام الممول من تلك الدول وفي وقت يتم فيه تحوير الأخبار والإيحاء باستهداف المدنيين في سورية يتم إخفاء المجازر اليومية التي يرتكبها الطيران السعودي وطيران التحالف العربي ضد المدنيين في اليمن . ما تقوم به وسائل الإعلام الغربية والتابعة لها يشبه الى حد بعيد حملة التجييش الإعلامي بداية الأزمة السورية والتي هدفت بصورة أساسية لاستقدام آلاف الإرهابيين الى سورية تحت مسميات وعناوين الحرية والديمقراطية وبمفعول أساسي من التحريض الإعلامي والفتاوى الدينية وأموال هائلة وضعت في تصرف الجهات المحركة للإرهاب الدولي المتنقل لتحقيق الشرق الأوسط " الأمريكي " الجديد . وبما أن الخطة نجحت جزئياً من الواضح أن أمريكا بدأت عملياً في محاولة استخدام ذلك الجيش الهائل من " الإرهابيين الدوليين ضد دول أخرى خارج منطقة الشرق الأوسط لذلك بدأت بالحملة الإعلامية وبإصدار الفتاوى " حسب الطلب " من قبل التابعين .
* صحفي سوري
butros3s@gmail.com

الملفات