2025-06-16 06:05 م

مابين حجر وطعنة !!

2015-10-15
بقلم: الدكتور محمد بكر
الحجر في يدك يا سيدي لا تشبهه حجارة الكون.. في حضرته تتجلى الذكريات والبطولات والتضحيات ومهر الأحرار وارث الآباء , امضي برميةٍ يزينها الله بالإرادة والقدسية والنقاء والطهر والإباء. اقذف حممك الربانية الطافحة بالعزة والعقيدة والثورية والانتماء. بطعنة سكينك تدخل سجل الأشراف وتصوغ من حرابك مجداً يزلل العدى ، يقهر الخانعين المتآمرين المتصهينين الخراف. امضي فالغرفة مسكنك ياأيها الثابت الصامد المجاهد الثائر, اغرف من تراب القدس أكواماً وانثر بها على جباههم علها توقظ فيهم سباتهم وتغسل عهرهم ولوثتهم وحقدهم وخنوعهم وتجبرهم ومَن على الكرسي يخاف. ادهس بعجلات العز جبروت آل صهيون وحقد قطعانهم، امرر بها على نفوسنا وقلوبنا، ادهس سواداً خيم عليها من سنين، ادهس غباءنا وتشردنا في أوطاننا, ادهس داعشية ً عششت في سلوكنا , في تفكيرنا ومقارباتنا.. لماذا يا سيدي عن أرضك فقط تغيب الأحلاف ؟ امضي فالميدان يتراقص على وقع رميتك والأرض تطرب لصهيل نبضك، والسماء تخشع لتراتيل دمك لك الله يا سيدي حافظاً وناصراً ومثبتاً ومعزاً وحامياً وأمينا , فسواعدك التي تشربت من مدارس العز واختزنت قوة الله كيف لها أن تلينا .. امضي فدربك الحمراء تلفظ الخانع الخائن وكل مستكينا. امضي فلا تحسب الساحة خلت إلا منك.. ولكأني أرى أجنحة مردفة ًمع كل خفقةٍ تنهال براكينٌ وتزدحم أهازيجٌ وتُطلق زغاريدٌ ويفوح المسك وتتعالى أصواتٌ : ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى. علّم العالم كيف تبوح حجارتنا بقصص الشهداء.. كيف تقتبس من يدك العنفوان فتدب الحمية فيها لتتفجر في أرض العدا بركان, كيف تقص طعنة ٌحكاية ظلمها , كيف تثأر لطفلها وشيبها فتخط في سجل الثورة عنوان امضي وعين الله ترقبك تحرسك.. لا نملك لك إلا دعاءنا وصلاتنا وبقايا إيمان امضي.. وقل لهم أن الحجر في يدك يغزل نصراً… وطعنة سكينك تعيد العروبة للأوطان .
* كاتب فلسطيني