2025-06-16 06:21 م

لهذه الأسباب .. أصبحت إيران قوة يحسب لها الحساب

2015-10-15
بقلم : جمال رابعة
في إطار الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز الوحدة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي , وفي ظل التحدي الذي يحيكه أعداء هذه الأمة وملاحقها الإعلامية والسياسية لتشويه الدور الإيراني الإيجابي في المنطقة والحديث المستمر بلغة المذهبية والطائفية والعزف على وتر مايسميه الغرب وأتباعه من مشيخات البترودولار مشروع تمدد إيران في المنطقة والعمل على تغذية الشارع العربي والإسلامي بجملة من الأفكار والمصطلحات المضللة , تأتي هذه الجهود الإيرانية في سياق تصدير المشهد الحقيقي في إيران وتكريس الصورة الواقعية للثقافة الإيرانية وسلوكها الإجتماعي والديني المناصر والمسوق لكل أساليب وحدة الأمة الإسلامية عبر تشكيل عدد من الوفود السورية الشعبية التي تعبر عن النسيج الاجتماعي السوري بكافة أطيافه وانتماءاته للاطلاع عن كثب عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاحتكاك عن قرب بالشعب الإيراني الشقيق لملامسة الفكر المجتمعي في إيران ونقل المشاهدات بأمانة للمجتمع السوري . لهذه الأهداف وغيرها كانت زيارة وفدنا إلى الجمهورية الإسلامية . الزائر إلى إيران ينبهر ويتفاجأ بكل شيء وحيث تقع عينيه منذ دخول مطار طهران مروراً بطرقاتها وجسورها وتميزها الهندسي العمراني وحدائقها الغناء ونظافتها الملفتة للنظر , إنها تنافس ولا أكون مبالغاً إذا قلت أنها تتجاوز العديد من أعرق مدن الغرب . الزائر لإيران يرى حقيقة المجتمع الإيراني وطبيعة العلاقات الاجتماعية ودور المرأة الكبير في بناء المجتمع فتجدها سائق تكسي عامة في شوارع طهران وفي الإدارة العامة للشركات الخاصة والعامة وفي كل المؤسسات العاملة في الدولة والمساهمة في تطور ونهضة إيران , حيث أن المرأة والرجل جنباً إلى جنب في كل مكان حتى المقاهي والاستراحات والحدائق وبكل احترام وتقدير . الزائر لإيران والمطلع والباحث في كيفية صنع القرار في هذه الدولة الكبيرة وعلى غير ما حاول الإعلام الغربي وأميركا وإسرائيل ومن لف لفيفهم من دول الخليج لجهة حصرية القرار السياسي بيد مرشد الثورة . أقول لا إنها دولة مؤسسات كبيرة تحترم قراراتها وتعمل كل منها على حدى بمسؤولية كبيرة كمرشد الثورة , كل في موقعه يتخذ قراراً بمسؤولية مطلقة وأمانة كما عهدت إليه ويجب أن تكون . أحب أن أشير إلى أن الغالبية العظمى من رجال الدين المعممين إضافة لحصولهم على شهادات عليا في أصول الدين والفقه لديهم شهادات أخرى تخصصية من أرقى جامعات العالم في علوم التكنولوجيا والفيزياء والكيمياء والأحياء , إنها الحضارة التي تجمع العلم والإيمان لتحقيق التقدم التقني والإنساني سمة حضارية تميز إيران وشعب إيران . زائر إيران يشاهد مدى تقدم صناعة السيارات وحافلات النقل العامة والخاصة وهناك اكتفاء ذاتي من السيارات وحيث تعتبر إيران الدولة رقم 12 في إنتاج السيارات , فالإيرانيون حريصون على التخصصات العلمية العالية من أعرق الجامعات الأميركية والبريطانية والهدف هو استقدام ونقل التخصص العلمي إلى الجامعات الإيرانية ومهما كان المصدر . إيران في ظل الحصار الذي دام أكثر من 35 عام استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة في مجال الفضاء أطلقت قمرين صناعيين إلى الفضاء وبصناعة محلية , وفي الصناعة الحربية فحدث ولا حرج والشواهد كثيرة في صناعة الصواريخ والطائرات والسفن والطوربيدات البحرية أما في المجال الزراعي تطور وتنوع حيث استطاعت خلال مدة الوصول للاكتفاء الذاتي من القمح مع إمكانية استيراد كمية قليلة من بعض الدول المجاورة في حال كان هناك حاجة إما الطاقة والنفط تشكل عائداتها عاملاً مهما ً في تنفيذ الخطط الاقتصادية . حسب تقرير توموسون رويترز وهي مؤسسة أميركية كندية تقول : أن البحث العلمي في إيران ينمو بمعدل سنوي أعلى ب 11 ضعف مما هو في سائر دول العالم كل ذلك حدث وإيران محاصرة ومطوقة اقتصادياً وسياسياَ واستطاعت أن تحقق وتنتزع الإنجاز الأكبر وهي تحت مطرقة الحصار الاتفاق النووي مع السداسية الدولية , وهنا أشير إلا أنه في أثناء زيارتنا لأحد الشخصيات من أصحاب القرار تحدث إلينا عن زيارة قام بها إلى علماء الذرة في إيران وكانت أعمارهم بين 25 – 30 عام , إنها إيران دولة الشباب المتعلم المبدع , أضف إلى ذلك التواضع منقطع النظير الذي يتميز به مسؤولوها عموماً وهذا ما تلمسه وفدنا الشعبي عندما التقى بكبار الشخصيات السياسية والدينية . أقول انتظروا إيران بعد سنوات من هذا الاتفاق , كلنا يدرك حقيقة الأمر إنه كان عدم الاعتراف بإيران كدولة نووية أسبابه ليس سعي إيران للحصول على سلاح نووي والغرب يعلم أن إيران لا تهدف لذلك مع علمه بوجود فتوى لا تشرع صناعة سلاح نووي لكن وجود طاقة نووية سلمية في إيران يعني توفرها لكل المستضعفين والدول الفقيرة بأقل التكاليف وبذلك تكون قد كسرت طوق احتكار الطاقة النووية من قبل الغرب الأطلسي وتشكل قلقاً لهذا الكيان الصهيوني من نوع آخر قوامه العلم والمعرفة لتحقيق التقدم العلمي والحضاري والانساني قوتها تفوق نتائج ال200 رأس نووي في ذلك الكيان . وقفت وحالي يقول وأنا أسير في طرقات طهران في أي زمن يستفيق العرب ويسخروا إمكانياتهم المالية والبشرية في بناء المجتمع والدولة وتحت شعار العلم والمعرفة لبناء الإنسان بدل تسخيرها واستنزافها في حروب عربية داخلية عبثية شعارها المذهبية والطائفية بأهداف أميركية صهيونية . 
عضو مجلس الشعب السوري.

الملفات