2025-06-16 01:22 م

ازدواجية معايير محور الشر ..

2015-10-17
بقلم: كريمة الروبي
إن العلاقة بين أي تنظيم أو شخص معادي لوطنه وبين أمريكا ليست فقط علاقة تحالفات ومصالح مشتركة، إنما هي تكوينات بشرية تجعل الطرفين يتلاقيان فكريًا ويحقق كل منهما مصلحة الآخر ويفكر بنفس أسلوبه الشيطاني في التزييف والتلبيس ولي عنق الحقائق الواضحة كوضوح الشمس. رأينا النشطاء الممولين يعتمدون على الازدواجية في تبني مواقفهم السياسية فلم ينطقوا ببنت شفة حين يسقط ضحايا في أي عمل إرهابي بينما علت أصواتهم بعد فض اعتصام رابعة الإرهابي المسلح، وحتى لا يتهمهم أحد بالعمالة والتحيز لصالح طرف دون الآخر ظهرت مقولة "الدم كله حرام" مما يعيد للأذهان السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والتي تعتمد سياسة الازدواجية فتغض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني، وتخرج عن صمتها حين يدافع الشعب الفلسطيني عن حقوقه وتطالب "جميع الأطراف" بضبط النفس ونبذ العنف من جانب الطرفين فتساوي بين المعتدي والمعتدى عليه ولأن محور الشر في العالم تتقاطع مصالحه دائمًا ولو بدون قصد، فقد أصيبوا جميعهم بالجنون منذ بدء الضربات الروسية لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والذي سيؤدي بدوره إلى إفشال مخططات التقسيم ويقوض النفوذ الأمريكي في المنطقة، بل وسيعيد التوازن للعالم مرة أخرى بعد أن سيطرت عليه سياسة القطب الواحد، فظهرت الازدواجية من قبل عملاء الداخل الذين ثارت ثائرتهم وعلت أصواتهم رفضًا "للتدخل الخارجي" وهم أول من طالب بتدخل أمريكا والناتو لإنقاذ ثوراتهم المزعومة في سوريا وليبيا، وحتى لا يتهمهم أحد بالانحياز للمصالح الأمريكية، فقد استثمروا الشيء الوحيد الذي يجيدونه وهو تزييف الحقائق والمساواة بين الحق والباطل نصرة للباطل، فساووا بين التدخل الأمريكي في المنطقة والذي لم يجلب سوى الخراب وبين التواجد الروسي الذي سيعيد توازنات افتقدناها لعقود والتي تلعب دورها في إفشال المؤامرات التي تواجه الأمة العربية. إن لدى هؤلاء من الجرأة "بل البجاحة" ما جعلهم يساوون بين دولة إذا منحتك سنتًا واحدًا طلبت مقابله فرض الوصاية وبين دولة بنت المصانع والسد العالي وزودتنا بالسلاح ولم تطلب سوى الصداقة . بين دولة تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يخدم الأمة العربية (استخدمت أمريكا حق الفيتو 77 مرة منهم 36 مرة لصالح الكيان الصهيوني) وبين دولة تدعم القضايا العربية في كل المحافل الدولية (استخدمت روسيا حق الفيتو 4 مرات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، مرتان منهم لصالح الدولة السورية). بين دولة احتلت العراق وتساند الكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين وبين دولة ليس لها أي تاريخ استعماري في المنطقة العربية. بين دولة تقصف وتقتل الشعوب وتتبنى المؤامرات لإشعال المنطقة وتقسيمها وبين دولة تقصف الإرهاب لإفشال المؤامرات ومساندة الشعوب. لا شك أن أي رفض للضربات الروسية الموجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي لا يخدم سوى المصالح الأمريكية، تلك الضربات التي ستعري وتفضح علاقة أمريكا بالتنظيمات الإرهابية وتقضي على مؤامراتها وبالتالي تنقذ المنطقة العربية من مصير كادت أن تلقاه بفضل هؤلاء العملاء الذين يتطوعون لخدمة الاستعمار في صورته الجديدة.

الملفات