أنا على يقين بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأول للعربدة الصهيونية في الأرض المحتلة فهي لا تكتفي بمد الكيان العبري البغيض بكل أسباب القوة لوجستياً وتسليحاً واقتصادياً ، بل تمنحها الحرية المطلقة بممارسات لا تمت إلى الإنسانية بصلة ، لذلك لا أتفاجأ بما تقوم به من منح الكيان الصهيوني الباغي شهادة البراءة وتبرير ممارساته في مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية ، لأنني على يقين بأن مجلس الأمن بوضعه الحالي هو مجلس أمن الكيان الصهيوني فقط ولا فائدة من العودة إليه أو الاستنجاد به لأن الاستنجاد به كالمستجير من الرمضاء بالنار، فهي تعلم في النهاية أن الغريق لا يخشى من البلل ومن كان مجتمعه في النار ليس كمن ينظر إليه يقف دون أن يحرك ساكناً فلا يكتفي بسكوته بل يمد المعتدي بالدعم المطلق ليستمر في اعتداءاته وتطاوله على العُزَّل الذين يرعبون عدوهم بوقوفهم الشامخ وسط الأحداث لا تنثني عزائمهم فهم بصمودهم الذي يذهل العالم بأسره والذي يخرج دائماً من بين الأنقاض كمارد مقتدر يصنع المستحيل ولا تثنيه مواقف الخذلان والتآمر والسكوت العالمي على قضيته ، فمن يمتلك أعتى الأسلحة في العرف الأمريكي ويستخدمها يدافع عن نفسه أما الأعزل فهو المعتدي الذي لا بد أن يدان .. لذلك لا أعول أبداً على الولايات المتحدة وعلى مواقفها في نصرة المظلوم فقد اعتدنا على ما تصنعه دائماً ، فهي في الأصل بلد الظلم والظلام والعدل لديها دمه مستباح لا وجود له في قاموسها وقانونها هو ما تفرضه على العالم بأسره والكل يجاريها في تصرفاتها الرعناء هذه ليأمن العقاب.
البعض يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية مع حل الدولتين ، فكيف لها أن تكون كذلك ما دامت هي من تقف في وجه كل المحاولات التي تسعى من خلاله أغلبية أعضاء المنظمة الدولية تثبيت هذا الحق لأصحاب الحق في أرض فلسطين ، من خلال قيادتها لدفة المفاوضات التي حولتها بفعل مواقفها المتناقضة والتي تخدم العدو الصهيوني في الدرجة الأولى إلى مفاوضات عبثية ، الهدف منها منح العدو الصهيوني الوقت الكافي لاستقدام كل يهود العالم إلى أرض فلسطين ويقيموا دولة عنصرية تبقى القاعدة المتقدمة المهيمنة على كل مقاليد الأمور في المنطقة برمتها..
الولايات المتحدة تعلم جيداً أن الظلم مرتعه وخيم وأن الضغط يولد الانفجار وأن ما تقوم به من استباحة الأرض العربية بفتن من أجل هيمنة الكيان الصهيوني ليل لن يطول وسيبزغ فجره قريباً ليحرق الأخضر واليابس من تحت أقدام الغزاة وكل معتدٍ أثيم ، فهي لا تستطيع أن تبقى تسير بعكس اتجاهات عقارب الساعة ، فقد سبقها من حاول فرض هيمنته ، لكنه أدرك في النهاية أن أرضنا ستبقى عصية على الغزاة وسينتفض ما عليها من شجر وحجر وإنسان لإلقاء كل غثٍ منها ليبقى السمين الذي يخدم شعوبها والحضارة الإنسانية جمعاء.
هذه هي الولايات المتحدة!!
2015-10-18
بقلم : عبدالحميد الهمشري