سوريــا دولة تمسك بزمام أمورها قيادة حكيمة تضم العديد من الكفاءات في جميع الميادين، دولة التحم شعبها وجيشها مع هذه القيادة الشجاعة، لذلك، هي صامدة في وجه حرب ارهابية كونية شرسة ممتدة منذ خمس سنوات.
الدولة السورية تدرس بدقة المعادلات في الاقليم والساحة الدولية، والمطبخ السياسي من الحنكة والقدرة والخبرة والكفاءة، جعلته محط إعجاب شعوب العالم وبالتحديد، الرافضة للظلم والقهر والاستعباد، فهو يحقق النجاح تلو الآخر، يكمل بهذه النجاحات، انتصارات الجيش السوري، الصامد في وجه البغاة والارهابيين والوهابيين.
القيادة السورية، قامت مؤخرا بالطلب من روسيا مشاركتها في اجتثاث الارهاب، وكان لها ذلك، ودخلت موسكو عمليا الى ميدان المواجهة والقتال.
نسوق هذه المقدمة، لنضعها أمام القيادة الفلسطينية، التي وضعت "كل البيض في السلة الأمريكية" ولم تقطف من وراء ذلك، الا الاجحاف ومزيدا من الانكار والتنكر والنفاق، فلماذا، لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن مواصلة الرهان فقط على الدور الأمريكي والرعاية الأمريكية احتكارا وتسلطا وابتزازا، ولماذا لا تمد القيادة الفلسطينية الخيوط صوب روسيا وايران، فهما لاعبان مركزيان في ملفات المنطقة، وحتى لو اختارت هذه القيادة المقاومة الشعبية وحدها، فهذا لا يمنع من توجه حقيقي نحو طهران وموسكو دعما للمطالب الفلسطينية، في ظل عدم جدية الولايات المتحدة وانحيازها التام الى اسرائيل، احتلالا وعدوانا وسفك دماء.. فلا يعقل، أن يستمر هذا الارتهان الأعمى والخاطىء لواشنطن، ولا يعقل أبدا أن نظل متمسكين بمفاوضات عبثية، دون أن نناقش جدوى ذلك، ونقف بقوة في وجه أولئك الذين يريدون أن نؤمن بهذه المفاوضات قدرا لنا، واذا كان هؤلاء يرون في المفاوضات حياة، فليعيشوا هذه الحياة داخل بيوتهم وبين أفراد عائلتهم، ولماذا لا نتوجه نحو التغيير في الشخوص والسياسات ورفد المطبخ السياسي بكفاءات بعيدا عن الاختراقات والارتباطات والجمود، والدوران في الحلقات الفارغة، فحتى الطرف المقابل، أقدم على إحداث تغييرات مرات عديدة وفي كل المراحل، فهذا الشعب صاحب القضية ليس بعاقر، وتاريخه يشهد على ذلك.
في هذه المرحلة الحرجة، تكون المصارحة وكلمة الصدق والتسلح بالحرص الأكيد الحقيقي، مفتاحا للنجاح والقدرة على المواجهة، والإسناد الحقيقي للقيادة، المطالبة اليوم بتوسيع دائرة التشاور، وما نطرحه، هو نقل لما يرغب به الشارع، وما يقوله، في السرّ والعلن.