2025-06-16 02:17 م

إلى بروجردي : الفلسطينيون يطلبون إرسال قوات برية إلى فلسطين ؟!

2015-10-19
بقلم: الدكتور محمد بكر
تستمر انتفاضة أبناء شعبنا الفلسطيني وتزداد وتيرتها في القدس والضفة , ولا يزال الصمت يلف الواقع العربي , وحدها البيانات والإدانات تبقى حاضرة ً كعادتها , ينشط الحراك السياسي والعسكري على جبهات ٍ بعينها , تتنامى فيها الحميّة والانتصار والدعم للأطراف التي تحارب الإرهاب , تُصاغ التحالفات , وهدير الطائرات والسفن الحربية لا يهدأ , تدك بقاذفاتها على الأرض السورية معاقل داعش وغير داعش , يجري التسابق على تقديم الخدمات وعرض الإمكانيات والانخراط في محاربة الإرهاب , ودائما ً بحضور العبارة الأكثر تداولاُ هذه الأيام " إذا طُلب منا ذلك " , تدخلت روسيا بعد أن طُلب منها التدخل من قبل الدولة السورية , كذلك عرض رئيس لجنة السياسات الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي على الأسد في زيارته الأخيرة لدمشق استعداد طهران إرسال قوات برية إلى سورية " إذا طُلب منها ذلك " للقتال إلى جانب سورية الحلقة الذهبية في عقد المقاومة كما عدها مستشار قائد الثورة الدكتور ولايتي , فيما أعلن الأمين العام لحزب الله أن الحزب سيكون في المكان الذي يجب أن يكون فيه , أي في حلب والزبداني وحمص التي يراها الحزب طريقاً إلى القدس , جبهة ٌواحدة فقط تغيب عنها كل تلك العروض , ومن غيرها جبهة القدس التي يُكتفى حيالها برسائل التضامن , والإدانات ضد ممارسات الصهاينة . ليس ثمة عاقل يمكن أن يغض الطرف أو يتجاهل حضور السلاح الإيراني في يوميات الحرب الصهيونية على قطاع غزة , وكيف دعمت الجمهورية الإسلامية فصائل المقاومة الفلسطينية على مدى سنوات , لكن مع تنامي الإرهاب , واستطاعة خصوم إيران إغراق حلفاء هذه الأخيرة بملفات غاية في التعقيد , أصبح خلالها مكافحة ذلك الإرهاب هدفاً ومعركة ً مقدمة على المعارك الأخرى ( أي المعركة مع الكيان الصهيوني) بالنسبة لمحور الممانعة الذي أبدى حميّة ًمنقطعة النظير واندفاعة غير مسبوقة لتوحيد الإرادات ورص الصف ضد ما يعده هذا المحور معركة وجود مع المشروع التكفيري وهي كذلك بالفعل نظراً للفكر الإقصائي المعشش في سياسة تلك التنظيمات المتطرفة , إلا أن أسئلة ً تلّح في حضرة هذا المشهد الذي يستحق الوقوف عنده والبحث في تفاصيله وبعيداً عما قد يقوله البعض لجهة أن العرب أولى بالقدس , فالفلسطينيون نفضوا أيديهم من هؤلاء الأعراب منذ زمن بعيد هذه الأسئلة مفادها: أين كانت مثل هذه الأفكار والطروحات في فترة ما قبل " الربيع العربي" وفي وقت لم تكن داعش موجودة أصلاً في الجغرافية السورية على الأقل ؟؟ ألم تشكل السياسة التوسعية العدوانية للكيان الصهيوني خطراً على هذه المنطقة ؟ ثم ألا تشكل فلسطين الحلقة ليست الذهبية فقط بل الألماسية في عقد المقاومة لكي يتم إرسال قوات إيرانية إليها لتقاتل إلى جانب الحق الفلسطيني ضد رأس الإرهاب من أجل لجمه ووضع الحد المناسب لغطرسته ؟؟ هذه القوات التي لن يطلبها الجانب الفلسطيني فحسب إنما كان سيستقبلها بالأرز والورود , والأهم من كل ذلك , هل ثمة أحدٌ يقل لنا لماذا لم يرَ النور حتى الآن ما كان قد طرحه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ( وبعيداً عن أداء الجناح السياسي للحركة المتماهي كلياً مع السلوك والعقيدة الأخوانية ) في رسالة التعزية التي وجهها إلى قيادة حزب الله بعد استشهاد ستة من كوادره في القنيطرة إثر غارة إسرائيلية لجهة ضرورة توحيد جبهات الجولان وفلسطين ولبنان من أجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ؟؟ ربما الشعار الذي ترفعه وتردده قيادة حزب الله على الدوام ( سنكون حيث يجب أن نكون ) تعرقل أو تؤجل الطرح العسكري الحمساوي . غير مرة أعلن فيها مرشد الثورة الإسلامية عن ضرورة تسليح الضفة كإجراء نوعي لجهة صياغة الحلول الناجعة وتأمين انتزاع الحقوق الفلسطينية المغتصبة , وهذا مما لاشك فيه طرح في محله , واليوم ليس ثمة حاجة أكثر إلحاحاً من الوضع المنتفض الذي تشهده الضفة لتطبيق الرؤى الإيرانية , وربطاً مع استعداد طهران لإرسال قوات برية إلى سورية إذا ما تم طلب ذلك من الجانب السوري وهو بالتأكيد سيطلب ذلك ,فإننا نيابة ً عن شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي نسمع ونتلمس يقيناً مايرد على لسانه ولاسيما في هذه الأوقات العصيبة والمصيرية وانطلاقاً من خط الثورة الإسلامية الذي هو خط المستضعفين والمظلومين كما يقول الإمام الخميني , نطلب من السيد بروجردي (وبالطبع ليس من شخصه تحديداً ) إنما كونه هو من عرض المساعدة على الأسد ,نطلب إرسال قوات برية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تدعيماً وتكاملاً وإشرافاً على طرح تسليح الضفة , ولسان حال الفلسطينيين المظلومين يردد كما رددها سيد شباب الجنة وسبط رسول الله أبو عبد الله الحسين : " هل من ناصرٍ ينصرنا " .. نحن بالانتظار.
 * كاتب فلسطيني