بقلم: وليد الجابر
كثر الحديث وكثرت التساؤلات حول زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو بمفرده دون أن يرافقه وفد رسمي .
وهذه التساؤلات والأحاديث مشروعة إذ أن الحدث لا يمكن تصنيفه إلا على أنه حدث عالمي غير مسبوق بمقدمات ولا مجهز مسبقا" بتحضيرات تسبق عادة الزيارات الرسمية لأي رئيس دولة .
وللإجابة على مثل هذه التساؤلات يمكن وبكل تواضع و محبة لكم أن نقول :
أن العلاقات الدولية المعاصرة شهدت تطورات جوهرية، أهمها ظهور دبلوماسية القمة أو مايعرف Summit Diplomacy وهو الاتصال المباشر بين الرؤساء، سواء بأجهزة الاتصال المتطورة، أو بالزيارات السريعة أو ما يسمى الزيارات الشخصية وهو نوع راق من الزيارات المتبادلة إذ يكون التركيز فيه متضمنا" على إظهار الاعتراف بشرعية الرئيس الضيف ومكانته وتمثيله الشرعي لشعبه .
لذلك يتم خلال مثل هذه الزيارات التعامل مع الرئيس الضيف على أنه الدولة بكاملها حيث يتم رفع علم البلدين في مكان ظاهر ويتم الحديث عن الزيارة في وسائل الإعلام بشكل رسمي وعلى أعلى المستويات .
وهذا ما حدث في الزيارة الأخيرة للرئيس الأسد إلى موسكو إذ اعتبرت لقاء قمة بين دولتين بينهما مذكرات تعاون مشترك عمرها عشرات السنين
ولمن سيقول لماذا ظهر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و بعض المسؤولين الروس نؤكد أنه ومن ضمن المتبع بروتوكوليا" في مثل هذه الزيارات هو أن تظهر الدولة المضيفة للرئيس الضيف كل مظاهر الاحترام من خلال تمثيل كل المؤسسات الرسمية في استقباله .
على كل حال .. تبقى هذه الزيارة ورغم كل محاولات أعداء سورية التقليل من شأنها .. حدث عالمي سيرسم ملامح المستقبل ليس فقط من خلال ما صرحت به سورية وتناقلته وتناولته بالتحليل كل وسائل الإعلام وإنما أيضا" من خلال ما عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تفاؤل بهذه الزيارة وما دار فيها من حوارات ونقاشات مهمة .
أو من خلال الاتصالات التي أجراها الرئيس بوتين عقب الزيارة مع عدد من الدول التي تلعب دورا" سلبيا" مدمرا" في سورية .
ويمكن أن نقول لكل من يريد الإجابة .. الرئيس الأسد لم يكن بمفرده وإنما كانت معه سورية التي يمثلها كاملة بكل مكوناتها .الدلالات البروتوكولية لزيارة الرئيس الأسد إلى موسكو ..!!
2015-10-23