2025-06-16 06:49 ص

نحن سوريون فلا تنتظروا منا رفع الرايات البيضاء ...

2015-10-23
بقلم: جمال العفلق
كلما اقترب الحل السياسي ، خرج علينا من يهددنا وينذرنا بحرب قادمة ، وكلما ضاق الخناق على العصابات الارهابية والمرتزقة ، تتصدر عبارات التهديد تصريحات المسؤولين الغربيين وموظفيهم من العرب ، هي الحرب التي فرضت على الواقع السوري ولكن ولكن هل يفرض على السوريين الاستسلام ؟؟ معركة السوريين اليوم متعددة الوجوه وعلى كل الجبهات ، ولا اعتقد ان وصف الحرب الكونية على الشعب السوري هو وصف مبالغ فيه ، فهذا الحصار الطويل على السوريين والذي اشتركت فيه اكثر الدول الاقليمية والمجتمع الدولي بحجة تنفيذ قرارات مجلس الامن هو بالنتيجة لا يختلف عن حصار ما يسمى اسرائيل للشعب الفلسطيني او عن الحصار الاميركي لكوبا ، وان اختلفت الاهداف . وفي الواقع ان الدول التي تحاصر سورية هي المُحاصره اليوم بإرادة الشعب السوري وصموده ، وللحكاية بداية قديمة تعود لثمانينيات القرن الماضي حيث دعمت نفس الدول او عدد منها عصابة الاخوان المسلمين بالسلاح ومعسكرات التدريب والمال ، ولم تترد تلك الدول في حينها بالانضمام الى الغرب الذي اتهم سورية بالارهاب وبدعم الفدائيين فكان الحصار الاقتصادي الدولي والعربي ، في وقت كان الصراع على اشده في لبنان بين المقاومة والمرحبين بالدبابات الاسرائيليه في بيروت ، ولأن سورية كانت ومازالت الرقم الصعب في المنطقة ولأن السوريين كانوا دائما يجدون الطرق لكسر الطوق الاقتصادي او السياسي المحاصر لهم فكان لا بد من اعلان الحرب المباشره عليهم حتى وان كانت حرب خاسره ولكن كان على اصحاب مشروع الحقد على سورية من المحاولة . تخلى العرب عن انفسهم ولكن السوريين لم يتخلوا عن العرب وفي اول شقاق عربي وقع بين الكويت والعراق سارع الجميع الى دمشق فعند أهل الشام العزم السياسي والاراداه لحماية الاشقاء من شر انفسهم واعترف من كان يدعم الحصار على سورية ، انه كان على خطأ ولكن التجربه تعاد اليوم وتحت اسم دعم الديمقراطية والربيع العربي !!! فهل ينتظر هؤلاء ان يرفع السوريون الرايات البيضاء ؟؟ قد تكون العوده للتاريخ مفيده ولكن الغرق فيه قد لا يفيد اليوم فيكفي البحث في السنوات الاربعة والنصف الاخيره لنفهم ماذا يريد اعداء سورية منها . فعلى رأس اولوية مشروع العدوان على سورية امن ما يسمى اسرائيل حيث لم يتردد أصدقاء الشعب السوري في الاشتراك مع الكيان الصهيوني في غرف العمليات التي تدير الحرب على سورية وشعبها في عمان وفي تركيا ، ولم يفكر الاصدقاء المزعومين للشعب السوري بعد تدخل اسرئيل المباشر في الحرب على سورية بأعلان بيان ولو على مستوى المندوبين في الجامعة العربية يدين هذا التدخل او ينتقده ولو بشكل دبلوماسي مخفف ، بل على العكس روج اعلامهم للامر وكأنه طبيعي وان ما يسمى اسرائيل تقوم بحماية حدودها . وكان تدمير التراث السوري والتاريخ القديم لسورية من ضمن اهداف المشروع فالتزام اعداء سورية الصمت امام جرائم داعش واغفل اعلامهم تلك الجرائم بحق الانسان السوري اولا وبحق التراث الانساني ثانيا ، فكان من الطبيعي ان يحول هذا الاعلام انظار متابعية الى قضايا اخرى في كثير من الاحيان كان هذا الاعلام هو من يصنع تلك القضايا ويروجها على انها حقائق وواقع ، فصنعوا ما يسمى المرصد السوري المعارض لحقوق الانسان فكان ذلك المرصد لا يرى ولا يسمع بجرائم داعش والنصره والتنظيمات الارهابية الاخرى ، بل كان يغطي تلك التنظيمات باخباره عندما تتلقى ضربات موجعه من الجيش فيبدأ العويل والبكاء على المرتزقة . ولو قدر لاهل الاعلام والاقتصاد حصر كميات الاخبار والاموال التي دفعت على الحرب النفسية التي شنها اعداء سورية على الشعب السوري لعلم العالم الحر كم تحمل هذا الشعب السوري خلال هذه السنوات الاربعة ، فكم مره اسقطوا دمشق وكم مره شقوا الجيش السوري وكم مره قالوا نحن على ابواب الجامع الاموي ي دمشق ، ويعلم المتابعون ان حلم الصلاة في مسجد بني امية الكبير تحول الى تصريحات محدده في المواعيد والمواقيت . فمشروعهم كان وعلى لسانهم سينتهي ىفي ستة اشهر مدد لعام والعام انقضى وبقيت المواعيد تتجدد ، حتى انفرط عقد المناصرين لهم وانكشفت العيوب فصارت اخبار صراعاتهم الداخلية على المال المخصص لتدمير سورية اكثر بكثير من اخبار الانتصارات الوهمية التي اعلنوا عنها . ليأتي فصل جديد من هذا العبث بتهديد شخص يقولون انه وزير خارجية لشيء اسمه دوله !! ويهدد بدخول سورية عسكريا " ليثبت للعالم ان هؤلاء الناس لا يتعظون من التاريخ ولا يقدرون الواقع ويعيشون حلم الانتصار عبر شاشات الاعلام فقط . نعم انهم السوريون ، الذين لا يقيسون الانتصار بامتار على الأرض يخسروها هنا او يكسبوها هناك .. انما يفهمون الانتصار على انه حرية وكرامة ويفهمون الانتصار معركة النصر فيها صبر ساعة وهم قادرون على الصبر لعقود ، فهذه الحرب التي فرضت عليهم هي واقع ولكن هزيمتهم هي الخيال ، جربوا اختراق الجنوب مرارا وجربوا ان يغزوا دمشق ولكن الاسوار ردتهم تلك الاسوار مبنية بارادة الوطنيين السوريين الذين لم ولن يترددوا في السعي الى الشهادة والموت من اجل الوطن . فهذا ليس خطاب جماهيري ولا شعارات نطلقها نحن السوريين في المناسبات انما هذه هي عقيدتنا من يدعم المقاومة الشريفة لا يخون وطن ومن لا يعترف بالكيان الصهيوني لا يخون الوطن ، ومن يصفح ويعفوا لا يخون الوطن . فمفهوم الوطن لدى السوريين ليس ارض يعيشون عليها انما هناك تاريخ وارث نضالي طويل جدا ، فهل بعدا هذا تنتظرون منا رفع الرايات البيضاء ماكنا لنفعلها وما فعلها من قبلنا اجدادنا ، سيطوا انتظاركم فاحجزوا اماكنم في تلك الجزر النائية كما حجز من بدا الحرب علينا مكانا له فيها .

الملفات