2025-06-15 11:53 م

مصر والازمة السورية

2015-10-30
بقلم: إيهاب شوقي
تبدو روسيا حاليا في امس الحاجة لموقف مصري صريح ينقذها من عزلتها والتي يحاول الغرب ودول خليجية حشرها في ركن ضيق هو الدفاع عن شخص، وهو ليس حقيقة الموقف الروسي الذي يكافح الارهاب بصدق ويعمل على تمكين نظام علماني يوحد سوريا وينأى بها عن مستنقع الطائفية البغيض. هذا الموقف المصري يجب ان يتخذ شكلا اكثر وضوحا وصراحة، حيث تبدو روسيا معزولة لا صديق لها الا ايران وهو ما تلعب عليه دول عديدة لاجهاض التحرك الروسي لما لايران من سمعة سيئة لدى الشعوب العربية بفضل الدعاية الطائفية ايضا والتي تحاول اطراف عديدة وسم الصراع السوري بها وهو ما يخدم الارهاب ويحرف بوصلة المواجهة عنه. الموقف المصري مشرف من حيث عدم الانضمام الى ما يسمى "جماعة اصدقاء سوريا" كما انه دائم التأكيد على وحدة سوريا كما انه متطابق عمليا مع الموقف الروسي المكافح للارهاب ويعلن دعمه له متجاهلا غضب اصدقاء خليجيين للنظام المصري. الا ان اعلان مصر لتطابق موقفها ايضا مع اطراف متعنتة لاترى حلا الا برحيل الرئيس يقلل من اهمية موقف مصر ووضوحه ومن دوره الحاسم سياسيا في ميل الكفة السياسية للخروج بنتائج عملية تترك الشعب السوري هو الوحيد المقرر لمصير بلاده. دعوة مصر وايران للمشاركة في المفاوضات هو لعدم ترك روسيا وحيدة سياسيا في مواجهة من يريدون تدمير سوريا. روسيا اخذت مبادرة عسكرية استراتيجية ولكنهات دولة تحترم القانون والاعراف ولا بد من مساعدتها سياسيا. ومصر لها دورها الاقليمي الذي لايجب ان يهتز مهما كانت ظروفها الاقتصادية، وهذا الدور يفرض عليها موقفا اكثر صراحة وحدة في ترك السوريين يقررون مصير رئيسهم عبر وسائلهم الشرعية ومكافحة الارهاب والقضاء عليه بكل السبل دون شروط مسبقة وعدم مناصرة اي طرف داخلي سوري او خارجي يريد فرض الامر الواقع بالقوة عبر معاونة اطراف غير سورية وفي مواجهة الجيش العربي السوري. ان مكافحة الارهاب لن تتحقق بالقوة العسكرية وحدها دون مواقف مبدئية سياسية، ومصر هي الطرف الوازن للمعادلة لابطال الذرائع الطائفية التي يستخدمها كل من يضمر لسوريا شرا. .

الملفات