2025-06-15 11:02 م

في فينا ... مفاوضات أم كسب للوقت ؟؟

2015-11-01
بقلم: جمال العفلق
أنشغل العالم بمؤتمر فينا الخاص بسورية والذي لم تحضره سورية صاحبة العلاقه ، وان كان حلفاء سورية كانوا في المؤتمر فهذا لا يعوض حضور التمثيل الرسمي السوري بينما شارك في المؤتمر خصوم الشعب السوري وكأنهم مفوضون عن هذا الشعب بتقرير مصيره . فالمؤتمر تحدث عن حل سياسي ي وقت اعلنت فيه الولايات المتحده نيتها عن ارسال مجموعة قوات خاصة للحرب في سورية تحت عنوان محاربة الإرهاب وسبق ذلك تهديدات عسكرية علنية تتحدث عن حل عسكري للازمة يشبة ما يسمى عاصفة الصحراء في اليمن . وبين الحل السياسي والتلويح بالحل العسكري من قبل اميركا ومن معها ، لم تكن مصلحة الشعب السوري على طاولة البحث لديهم كل همهم هو انقاذ العصابات المسلحة وحماية وجود تنظيم داعش والنصره ، فمنذ عام واميركا تدعي انها تحارب داعش في وقت يشتري منها الحلفاء السلاح والسيارات ويرسلوها لهذا التنظيم لضمان استمراره . فهل كانت المفاوضات من اجل ايجاد الحل أم انها لكسب الوقت ومحاولة فرض واقع جديد تحت اسم رفع المعاناة عن الشعب السوري ؟؟ لم تكن الولايات المتحده بيوم من الأيام ومن خلال الادارات المتعاقبه صديقة لأي شعب في العالم ، ولم تبحث او تحمي الولايات المتحده مصالح احد إنما كانت دائما ومازالت تبحث عن مصالحها وكيفية حماية تلك المصالح ، والحرب اليوم في سورية هي بتمويل وغطاء امريكي هدفه لم يعد خفي على احد وهو تمزيق المنطقة واشعالها الى أجل غير مسمى فبنهاية الامر الحرب ليست على ارض امريكية ولا الضحايا امريكين ، انما هي حرب بين الأخوه والدافع للفتاتورة هو شعوب المنطقة ماديا وبشريا . والواضح ان الولايات المتحده ومن خلال مؤتمر فينا واعلان نفس الشروط السابقة والتي تدعوا الى حكومة موسعة وانتخابات وتغيير الدستور وعمل انتخابات تشمل الذين اسمتهم في الشتات دون التطرق الى اجتثاث الارهاب وحاربة التنظيمات الارهابية هو مجرد تضييع للوقت . فأي حكومة وطنية موسعه او مصغره ستتمكن من العمل وبندقية الارهاب مسلطه على الشعب السوري ؟؟ واي انتخابات ستكون حقيقيه وشفافه تحت التهديد بقطع الرأس او حرق البيوت وتشريد من يشارك فيها ؟؟ اذا كانت التنظيمات الارهابية اصلا لا تعترف بوجود جزء كبير من الشعب السوري فكيف ستوافق على تنظيم انتخابات يقرر فيها الشعب السوري مصيره ؟؟ هذه العباره التي تختارها الولايات المتحده دائما وكأن اصبح الشعب السوري يحتاج الاذن في تقرير حياته على ارضة ؟؟ واذا كان مؤتمر فينا بالفعل من اجل حماية حقوق الشعب السوري ، هل سيكون هذا المؤتمر الذي حضر فيها كل اعداء الشعب السوري قادرا على محاسبة من يمول هذه الحرب وتلك العصابات الارهابية ؟ ام ان المؤتمر سيعلن من ضمن قراراته عفى الله عما مضى ؟؟؟ ان تشريد ملايين السوريين واستشهاد اكثر من ربع مليون سوري عدا عن المصابين الذين اخذتهم رصاصات القناصة والعمليات الارهابية من تفجير سيارات مفخخة وقصف للمدنيين بالهاون .. من الذي سيتحمل المسؤوليه عنه ؟؟ هل ستكتفي الولايات المتحده باعتذار يبة ذلك الاعتذار الي قدمة كولن باول بعد تدمير العراق ، ام ستكون الدول الداعمه للارهاب هي التي تتكفل باعادة بناء جزء من الدمار ؟؟ من الواضح ان تحالف العدوان على سورية لم يعجبة دخول روسيا بالحرب مباشره ولم تعجبة الاخبار القادمة من سورية عن تقدم بري للجيش والمقاومة على الارض ، فاختاروا فينا لكسب بعض الوقت لجمع العصابات الارهابية لعلها تحقق تقدم ما على احدى الجبهات الاستراتيجية او توقف تقدم الجيش السوري ليتمكن تحالف العدوان من فرض بعض الشروط على المفاوض السوري . فالميدان هو اللاعب الرئيسي اليوم في هذه المفاوضات وتحقيق اي تقدم للجيش السوري يساهم في كسر الطوق السياسي الذي تريده اميركا . فمن يصدق اليوم ان الشعب السوري سيقبل بما يسمى ائتلاف الدوحه الخائن ممثلا له ؟؟ ومن سيصدق اليوم ان حركة الاخوان المسلمين ذات التاريخ الاسود بحق الشعب السوري يمكن ان يقبلها الشعب السوري لتشارك في الحياة السياسية وتقرر مصير عب لم يعد لدية ما يخسره فالحرب هي الحرب ولم يعد لدى تحالف العدوان على الشعب السوري ما يفعله الا اطالة زمن الحرب لمده قد تطول الى سنه وبالنهاية هناك حسابات اخرى ستدخل منها انهاك الدول الداعمة ماديا وخصوصا ان نفس الدول التي تقصف اليمن هي التي تدعم الجماعات المسلحة في سورية ومع انخفاض النفط وتراجع النمو بالاقتصاد العالمي لن تستطيع تلك الدول بالاستمرار بدعم الارهاب ، وعلى راس تلك الدول تركيا التي بدأت تعاني داخليا من انعكاس الحرب على سورية ومشاركتها في تسهيل عبور الارهابيين من اراضيها الى الاراضي السورية . ان مؤتمر فينا وان كان بموافقة سورية وتفويض لحلفاء الشعب السوري روسيا وايران الا ان غياب سورية الرسمي عن هذا المؤتمر يفقده اي معنى ولا يعني الشعب السوري بشيء ، فرفع الراية البيضاء هو حلم اعداء سورية وهو الحلم الذي لن يتحقق – فأي قرار مهما كان لا يحقق للشعب السوري مطالبة الحقيقية وهي اخراج الارهاب من سورية ومحاكمة الداعمين له وتصفية الخونه اينما كانوا – سيحول الشعب السوري الى خلايا مقاومة لن تنفع كل القوات الامريكية معها وليس فقط ما اعلن عنه البيت الابيض مجموعه من القوات الخاصة حقيقة وجودها اذا ما تم هو لقيادة العصابات المسلحه ضد الشعب السوري وليس لمحاربة داعش . فهل بعد هذا ينتظر الشعب السوري ان تنتج((فينا)) قرارات لصالحه ,, ؟ قلنا سابقا ومازلنا نقول ان جنيف واحد او جنيف عشره او فينا واحد او خمسة هي مؤتمرات لاستعراض القوى واضاعت الوقت فالمؤتمر الذي ينتظره الشعب السوري سيكون في دمشق فعند اهل الشام البداية وعندهم النهاية .