2025-06-15 03:27 م

بعد التدمير العسكري هل بدأ تدمير الإعلامي ؟؟

2015-11-07
بقلم: جمال محسن العفلق
لقد خدعونا ، كلمة يمكن ان نستخدمها اليوم بعد تلك اللعبة الاعلامية الكبيره التي كانت تلعبها الصهيونية من خلال قنوات ناطقة بالعربية اوهمتنا ولفتره طويله انها فنوات تعمل من اجل القضايا العربية ، فهمت تلك القنوات ومن خلال منابرها الكثير من المفاهيم الدينية والقومية ، واستمرت على هذا النحو حتى استاعت ان تصنع لها قاعده ليست بالبسيطة في المجتمع العربي هذه القاعده اليوم هي التي تحمل السلاح وتقتل ابناء جلدتها .. ولكن الحسابات على الأرض لم تكن كما المتوقع على ما يبدوا – فالعراق الذي عقدت امال كبيرة على تقسيمة لم يتقسم وخرجت اصوات من العراق ترفض التقسيم وتعمل على وحدة اراضيه ، أما في سورية فقد عملت العصابات ومنذ انطلاق الرصاصة الاولى على نشر ثقافة التقسيم التي يقاومها الجيش والشعب السوري ، فلم تكن تلك القوى تتوقع ان تطول الحرب كل هذا الوقت بل كانت ضمن اعلاناتها وبرامجها الاعلامية تضع مواعيد بتواريخ محدده لسقوط دمشق الذي لم ولن يحدث . ورغم الجهود الكبيره للاعلام الوطني الا ان الاعلام الصهيوني الناطق بالعربية كان متقدما بخطوات وذلك لعدة اسباب اهمها انه يملك الية العمل والتقنية العالية كما انه استخدم في سياستة التحريرية العبارات التي ترضي المستمع فكان يقدم برامجة على انه محايد ويتبع سياسة الراي والراي الاخر ولكن في الواقع كان الهدف في العبارات التي يمررها كي يكسب الوقت ويشوش على المستمع فاكثروا من استخدام العبارات الطائفية والمذهبية بل ذهب هذا الاعلام الى ابعد من ذلك بانه خصص ساعات بث طائفي تتحدث عن كل طائفة او مذهب في المنطقة وتزيد نار الكراهية بين شعوب المنطقة . وبما ان العقول ليست سواء فهناك من صدق وهناك من شكك ولكن وللاسف كانت الاكثرية في الفترة الاولى من الحرب مصدقة .. وان انحسرت اليوم اكثر وبدأ الناس يدركون حجم الكارثة والهدف من هذه الحرب . في بداية الحرب على سورية حوصر الاعلام السوري من خلال شركة العرب سات والنايل سات في وقت تم فية تقوية بث قنوات اخرى للبث الطائفي والتي تعمل ليل نهار على شق الصف وزرع الفتنه ، وما القرار العربي هذا الا تتمة لمشروع اسكات اي اعلام يخالف النهج ويعارض اعداء المنطقة ، وليست هذه المرة الاولى التي يتحاول فيها اعداء الشعوب العربية اسكات الاعلام ففي عدوان 2006 على لبنان قام الطيران الصهيوني باستهداف مقر قناة المنار وذلك لمنع وصول الصورة الى الشعوب العربية التي كانت تتابع لحظة بلحظة اخبار وصور المعارك من الجنوب اللبناني . واليوم نسمع بضغوط سياسية ومالية على لبنان لوقف بث قناة الميادين او لتغير من سياستها التحريرية حيث وجد اصحاب هذا القرار ان الميادين تمثل صوت نشاز لهم لا يناسب مشروع تدمير المنطقة ويعطل عليهم تزوير الحقيقه ، فممنوع على المواطن العربي ان يرى هزيمة السعودية في معارك اليمن وممنوع على المواطن العربي ان يرى تقدم الجيش السوري والمقاومة على محاور حلب ودمشق والقلمون .. وممنوع ايضا على المواطن العربي ان يرى مشاهد الانتاضة الفلسطينية ومجازر الجيش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الاعزل .. هذه الممنوعات اقرها من اراد تدمير المنطقة لخدمة امن ما يسمى اسرائيل . ومن طلب منع الاصوات التي تخالفة هم الذين يدعون انهم يدعمون ما يمى بالربيع العربي من اجل الحرية والديمقراطية وحق ابداء الراي !! ومن طلب منع بث الفضائيات السورية هم الذين كانوا يزورون بالاخبار ويقتطعون منها ما يناسبهم وهم اصحاب بدعة (( شاهد عيان )) الذي ينقل لهم خبر مدينة في اقصى الشمال السوري وهو مقيم في عمان او بيروت او باريس . في جنيف صورهم الاعلام المقاوم وفي القاهرة كذلك كما صورهم ونقل اخبارهم من فينا ، وكشف ضعف مواقفهم لم يعجبهم هذا الاعلام ، وهم المدعون انهم يدعمون حرية الشعوب .. فهل الحرية ان لا يتحمل الداعي اليها والداعم لها الراي الاخر ؟؟ هذا السؤال تجيب عنه افعالهم وهذا السؤال لا يعريهم فقط بل يعري اوربا التي دائما تعطينا دروس بالحرية وحق التعبير عن الراي هذا لسؤال يعري اميركا التي تتنصل اليوم من كذبة حل الدولتين وتنسى كل وعودها للقيادات الفلسطينية التي غرقت بالمستنقع الامريكي الذي وعد بتحرير جزء من الشعب الفلسطيني . وقريبا سنجد تلك الدول تمارس نفوذها على بعض الدول بالعلن لكي تغلق صحف وتمنعها من نشر المقالات او الاخبار لاننا جميعا نعلم ان هناك ضغوط من بعض السفراء في عواصم عربية لمنع الصحف من نشر اي مقال يدين جرائم داعش ومن في فلكها ، المطلوب هو تغييب العقل العربي عن الحقيقة وتسيير الناس بعصا اعلامية تخدم مشروع امن ما يسمى اسرائيل وتخدم بنس الوقت عمليات القتل الطائفي في المنطقة وغير ذلك فهذا سيعطل المشروع الذي اسس له منذ ثلاثة عقود وهو تقسيم المنطقة ومشروع الفوضى الذي تديره اميركة في المنطقة . منذ مده وليست بالقصيره كانت همجية الاعلام الناطق بالعربية اشد الم من همجية المرتزقة وقطعان الصهيونية . واليوم تزداد الهجمه على المواطني العربي بحرمانه من حق الاطلاع على كل المواقف ومنعة من اتخاذ القرار وكل حسب تحليلة لما يشاهد ويستمع . ان مهاجمة اصحاب المشروع التخريبي للمنطقة للاعلام اليوم جاء بعد تدمير مدن وتشريد اهلها وجاء نتيجة لفشل المشروع واقتراب انهياره ، فالقضية اليوم هي حرب شامله على المنطقة هدفها تدمير الانسان وتدمير العقول قبل تدمير الابنية وحرق الحقول فاذا ما نجحوا بالاولى سهل عليهم الوصول لاهدافهم . وليس مطلوب اليوم التضامن فقط بل المطلوب مقاطعة كل الاعلام المعادي بكل قنواته الاخبارية والقنوات الترفيهية وما اكثرها على جداول البث .