ليست هي المرة الأولى التي يتعرض لها الإعلام ووسائله للحجب والتشويش من قبل بعض الجهات التي تعتبر نفسها قيمة على الإعلام ووسائله المرئية والمسموعة والمقروءة , فقد تعرضت منذ سنوات محطات المنار التي تبث من بيروت للتشويش وللتهديد بقطع بثها كما تعرضت قناة العالم لمرات عديدة لقطع بثها وكذلك نشير إلى قطع بث المحطات السورية خلال الحرب الكونية عليها خلال السنوات الأربع الماضية من قبل جهات معلومة وربما جهات غير معلومة أيضاً ولعل الوقاحة بلغت آنذاك ذروتها حين طلبت جامعة الدول العبرية ذلك من إدارة قمر النايل سات وكلنا يذكر كيف استطاعت معظم المحطات السورية تجاوز الأزمة وأوجدت البدائل كي تبقى صامدة في وجه أعتى حرب كونية تتعرض لها من قبل جهات تبدو في الظاهر أنها عربية اللسان ولكنها في الواقع عبرية الهوى واللسان .
ونحن اليوم نشهد فصلاً جديداً من تلك الحرب الإعلامية التي يتعرض لها الإعلام المقاوم الذي يأتي بالدرجة الأولى في وسائل الإعلام التي شهدت السنوات الأخيرة بدوره في إيصال الحقائق بالصوت والصورة وانحيازه للقضايا العربية ولقضية فلسطين أولاً وأخيراً .. هذا الفصل الناقص الذي نفذته إدارة قمر العرب سات بإيقاف بث قناة الميادين التي نحترمها ونجل تجربتها الإعلامية المتميزة خلال ما ينوف عن الأربع سنوات والتي أثبتت بالقول والفعل أنها تناصر قضايا العرب العادلة وهي التي حددت منذ البداية أن بوصلتها القدس وفلسطين التي مازالت تنزف دماً جراء الاعتداءات الصهيونية اليومية عليها والمجازر اليومية التي ترتكب يومياً بحق البشر والحجر دون أن يحرك بعض العربان الذين يرفعون عقيدتهم بالدفاع عن الحريات وهم الفاقدون لها ولألف باء تلك الحريات والديمقراطيات .. فهل يعقل أن دولة كالمملكة السعودية التي لم تعرف يوماً انتخابات ديمقراطية مناداتها بالديمقراطية وإفشاء الحرية في بعض دول الجوار .. أليست هي المهزلة بعينها .. أليست تلك هي سخرية القدر التي تجعل هكذا دولة ترعى الإرهاب وتمده بالسلاح والعتاد منذ سنوات تنادي بالديمقراطية .. أي عقل يمكن أن يتقبل هكذا دعوات .. ألا يفترض مثلاً من يدّعي نشر الحرية والديمقراطية أن يكون حراً .. وديمقراطياً على الأقل .. حتى يكون هناك تقبل من الآخرين لتلك الدعوات .. وهذا أشبه بالعاهرة التي تتحدث عن الأخلاق الحميدة وعن الشرف .. إنه تناقض صارخ لا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال . إن قطع بث قناة الميادين عبر قمر العرب سات لا يمكن تقبله من إدارة تتبع لمملكة تقبع في عصور الظلام والانحطاط خاصة وأنها لم تقدم البديل الأفضل ، فهل نتذكر محطات إثارة النعرات الطائفية التي تبث عبر العرب سات دون أن تتخذ إدارتها أي إجراء ، وهل نذكر محطات التحريض المذهبي التي تحتضنها المملكة ، وهل نذكر دور قناة العربية التي لا تحمل من اسمها أي شيء سوى أنها جاءت في مرحلة عجزت محطات الـ CNN والحرة والـ BBC وغيرها من المحطات الموجهة عن الوصول للمشاهد العربي وذلك كي توصل أهداف تلك الدول التي تتآمر على العرب وعلى قضيتهم الأساس قضية فلسطين ، وهل نتذكر دور تلك المحطات مع شقيقاتها فيما يسمى " ثورات الربيع العربي " التي كانت بالحقيقة مؤامرات لتقطيع الدول العربية القوية والمتماسكة لذلك كانت تلك الثورات المشبوهة التي استهدفت كلاً من تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية وما زال الاقتتال داخل تلك الدول قائماً على الرغم من التغييرات التآمرية التي حصلت فيها .. كما نجحت محطات المنار والعالم والمحطات السورية بتجاوز أزمتها مع قطع بثها في فترات سابقة فسوف تستطيع قناة الميادين المقاومة أن تتجاوز تلك الأزمة وسوف تنتصر على من يحاربها سراً وعلانية فهي تعرف أن أولئك الغربان الذين يقفون في الصف المعادي لمحور المقاومة سوف يخسرون مع أنهم تعرّوا حتى من ورقة التوت التي كانت تستر عورتهم فالحرب التي كانت تبدو من تحت الطاولة في فترات سابقة أصبحت علنية ولم تعد بعض الدول العربية تستحي من إعلان حربها على المحور المقاوم ولم تعد تستحي من مناصرتها للعدو الإسرائيلي وللإدارة الأمريكية سبب الخراب وفي المنطقة العربية ... ولذلك فهي أي بعض الدول تفعل كل ماهو مخز ومعيب غير عابئة بشيء ولذلك يصح عليها المثل " إن لم تستح فافعل ما شئت ".
*كاتب وصحفي سوري
Marzok.ab@gmail.com