ما الذي يدع المفاوض (الأسرائيلي ) يماطل؟ ولماذا تسكت العواصم العربية ؟ ولماذا تستمر في صمتها ؟ ما هو هدف المفاوض الأسرائيلي ؟المفاوض الأسرائيلي يقول ان قرار التقسيم والذي وقع عليه يقضي باقامة دولتين عربية ويهودية , وهذا القرار قد نفذ بانشاء الدولة (العربية )الأردنية ودولة (اسرائيل) , ولا حديث عن دولة فلسطينية, وانما الحديث واضح عن دولة يهودية , من هنا فان التعاطي مع هذا الطرح, وعدم كشفه لجماهير شعبنا في الأردن وفلسطين, والتكتم عليه ومحاولات البعض التعاطي مع نتائجه ,من خلال احياء بعض الخطوط القديمة , وابراز شخصيات موالية لهذا النهج واختلاق المشكلات الداخلية بين ابناء الشعب الواحد هو الهدف من الطرح ا(لأسرائيلي) .ان اصرارنتنياهو على ان المشكلة, هي ان الفلسطينيين لا يريدون الأعتراف بيهودية الدولة, هو تلاعب من خلاله يريد ان يحقق اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة. وسيتبعها اعتراف عربي, مستندين لأعتراف اصحاب البيت. (على حد قولهم) عندما ببرروا تطبيعهم بانهم لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك , ولذلك يجب الحذر من تكرار ذات السيناريو , ويدفع الصراع للبيت الفلسطيني الأردني ويجلس الأسرائيلي, ويراقب هذا الصراع ويأججه ويمارس على الأرض سياسة قضم الأراضي ,ومصادرة الممتلكات ,وتفريغ الأرض من سكانها . ان التلاعب في المكونات الداخلية للدولة هو الهدف الأسرائيلي من اجل تفكيكها واعادة تركيبها بما يتلائم مع شروط يهودية الدولة , وهنا فان بعض الأصوات التي تشرع الجهاد في سوريا , واولويتة على الجهاد في فلسطين, هو في جوهره يخدم هدم صيغة الدولة في سوريا وتسليم القوى الدين السياسي السلطة في سوريا ,وستكون نموذجا لتفكيك الدولة الأردنية واعادة تركيبها , بما يتلائم مع اعلان الدولة اليهودية واعتراف (القوى الدينية )بها. فهي من حيث الجوهر لا تختلف مع اسرائيل كدولة دينية اذا ما سمح لهم باستلام السلطة التي يحلمون بها منذ مائة عام . ان جوهر الفكر السياسي الديني لا يؤمن بفكرة الوطن المتعدد الجامع لكافة الأتجاهات الأنسانية , فهي تتعامل باستخفاف مع المكان والأنسان , والعلاقة بينهما بالمعنى التاريخي والأنساني ,فتراها تدمر كل ما يرتبط بالفكر والتاريخ الأنساني .لذلك فان المخاطر التي من الممكن ان يتعرض لها الوطن من الدين السياسي ,لا تقل عن المخاطر التي يتعرض لها من الكمبرادور السياسي. الذي لا يقيم اي اهمية للوطن, ومصالحه ويتعاطى باستخفاف وتآمر مع صيغة الوطن. وما هو قائم الآن من تحالف بين الأسلام السياسي وفئة الكمبرادور ما هو الا تحالف مصالح سياسية لا تمت للوطن او الوطنية بصلة . والمدقق في الصورة العامة, من شحن معيشي وخدمي وتنامي التطرف الديني السياسي. وانعكاساته بمشاركة الشباب في القتال في سوريا والمراة مؤخرا الا مؤشر على تنامي التطرف , واذا لم تتدارك اوساط النظام التي تحرص على صيغة الدولة, فان تحالف الكمبرادور السياسي والديني سيذهب في البلاد للفوضى , التي ستكون مدخل لأستكمال شروط يهودية الدولة . فاعادة تصحيح البوصلة السياسية للنظام بشان ما بحدث في سوريا, هو مهمة للحفاظ على صيغةالدولة في الأردن .ناهيك عن البعض , الذي تدغدغه صفة التمثيل الفئوي, والمناطقي لتحقيق مكاسب شخصية, تحت شعارات تتعلق في الحقوق المدنية هذه الشعارات تعبر عن طفولة سياسية تستخدم من بعض اوساط الكمبرادور السياسي في تاجيج الأنقسام الأهلي. ان مجابهة هذه الأخطار تشكل مدخلا لدرء خطر الأنقسام الأهلي ,(الحقوق المدنية حق لكل المواطنين يكفلها الدستور) .المطلوب هو تفعيل بنوده فالتضرر من عدم تفعيلها يشمل جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم , ولكن يجب عدم استخدامها للتفريط في الحقوق الوطنية والقومية . فالمطلوب تعديل السياسات المتعلقة في النظر لحل القضية الفلسطينية, فتكون من خلال مساندة الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني, والعمل على احقاقها بكافة الوسائل ,وهي ستكون مدخلا للضغط على المجتمع الدولى وتنفيذ قراراته المتعلقة بهذا الشأن . اما عن المفاوض الفلسطيني يجب ان لا تستهويه التحريضات الأسرائيلية بشان الدور الأردني , فالمصلحة الأردنية تكمن في الدعم الغير محدود للحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطبني , والمصلحة الفلسطبنية تكمن في التنسيق الواضح, والشفاف مع الدولة الأردنية, وتشكيل وجهة نظر مشتركة قائمة على الحفاظ على الدولة الأردنية, والعمل المشترك لتحقيق الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني بكل الوسائل .
الذي لا يقال خارج غرف التفاوض!!
2015-11-13
بقلم: حاتم استانبولي