2025-06-15 06:11 ص

دعموا الإرهاب فارتد عليهم ...

2015-11-15
بقلم: جمال العفلق
ليست المرة الأولى التي يطال فيها الإرهاب المدن الاوربية ولن تكون الاخيره وليست هي المره الاولى التي تجد فيها فرنسا نفسها وجها لوجه مع الإرهاب ، ولكن هذه المرة كان عدد الضحايا كبير مقارنة بالمرة السابقة كما ان التفجير المزدوج يدل على مدى الاختراق الأمني لبلاد تتغنى دائما انها بلاد الحرية والامان داعش او اي اسم اخر هو ارهاب اعمى لا يميز بين كبير وصغير ولا رجل او امراه .. اصاب فقراء بيروت قبل ان يصيب عاصمة النور . ولكن الفارق بين الحادثين ان التفجيرات التي اصابت بيروت هي استهدفت من يحارب الارهاب ، أما في باريس اصابت من يدعم الارهاب ويشكل غطاء سياسي له . لقد كانت اوربا في صف من يحاربون سورية واجمعت المواقف الاوربية على محاربة الشعب السوري ودعم من يسمونهم ثوار تحت غطاء سياسي هو ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن الذي يقوم بدوره بتسويق الجماعات الارهابية على انها قوى ثورية . ولكن فرنسا التي تورطت في ليبيا سابقا وهي متورطه اليوم في المسألة السورية كانت من اشد الداعمين الاوربيين للارهاب الذي يضرب سورية منذ خمس سنوات تقريبا هذا الارهاب الذي يتلقى دعما لوجستيا وسياسيا من فرنسا وحليفتها بالامس تركيا التي تشير اصابع الاتهام ان الارهاب العابر منها الى اوربة هي على علم فيه . فهذا الارهاب يعبر بجوازات سفر وحقائب اموال من مطارات اسطنبول الى عواصم العالم كما انه ياتي اليها ليعبر منها الى سورية والهدف هو القتل فقط . عمليات الارهاب هذه اتت مقدمة لمؤتمر فينا الذي تحاول فيه اميركا تجميع نوع جديد من المعارضة الملونة لتمرر اسماء داعمي الارهاب او المتورطين فيه ولاعطاء الوقت للممولي من الارهاب من العرب للبحث عن اوراق جديده يمكن تقديمها فمن التنسيقيات الى مؤتمر اسطنبول الى الدوحه الى باريس الى اسطنبول مره اخرى استنفذت الدول المعادية لسورية وشعبها كل الاسماء جربوا العلمانيين فاكتشف الشعب السوري ان العلمانيين متورطين بالارهاب قولا وفعلا جربوا الاسلاميين فكانوا اشد سوء واكثر تطرف من السابق . واليوم يدعي العالم انه يعيش صدمة نتيجة تفجرات باريس هذا العالم الذي لم يصدمة بيوم من الايام تجيرات في دمشق او بغداد او بيروت ؟؟ هذا العالم الذي يخضع اليوم لارهاب اردوغان حيث تجد الجماعات الارهابية تتجول في شوارع تركيا .. وفنادقها تعج بالقيادات الارهابية التي يحميها الامن التركي ويأمن تنقلاتها .. فالواضح ان تركيا تريد فرض ما يمى منطقة عازلة في سورية من خلال محاولة اقناع اميركا واوربا ان فرض مثل هذه المنطقة سسوف يمنع انتشار الارهاب وتمدده باتجاه الغرب .. والواضح ايضا ان الحكومة الفرنسية متورطة تماما في هذا الارهاب حيث سارعت الى اقفال حدودها وهي بذلك تريد اللعب على قضية اللاجئين مره اخرى واستثمار هذه الجريمة الارهابية لاقصى درجة ممكنه . لقد وقعت التفجيرات اثناء مبارة ودية لفريقين الاول فرنسي والثاني الماني .. ومثل هذا التوقيت لا يمكن ان يكون مصادفة فالرساله الى اوربا وليست الى فرنسا وحدها . واللافت للنظر ان تفجيرات بيروت وباريس تمت بنفس الالية حيث استخدمت الاحزمة الناسفة وهو ما يير الى نفس المصدر ونفس المحرك لكل جرائم الارهاب التي تحدث اليوم في العالم . فهل سيفهم العالم اليوم بعد هذه الجرائم ان الارهاب لا يعرف صديق او حليف ؟؟ ان التعنت الغربي والامريكي في رفض محاربة الارهاب الا في نطاق ضيق وضمن تغطية اعلانية للاستثمار السياسي هو الذي اوصل المنطقة والعالم الى هذه النتيجة القاسية . ورفض اوربا عموما وفرنسا تحديدا التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري الذي يحارب الارهاب منذ خمس سنوات هذا الرفض الغير المبرر هو الذي اوصل الامور الى هذا الحد . فالامريكيون والاوربيون يعلمون تماما ان تمويل حركة الارهاب الدولي ليسس بالامر السهل وتقف خلفة دول غنية تدفع المال بدون حساب كما ان وصول السلاح والمعدات للجماعات الارهابية لا يتم عبر بقالة الحي انما تقف دول وطائرات واجهزة استخبارات متمكنه لتستطيع ايصال ادوات القتل لهذا الارهاب زنقل عناصره من مكان الى اخر . واليوم تصر الولايات المتحده على تمييع الوضع السوري بان تقدم تشكيل حكومة موسعه او انتخابات مبكره على محاربة الارهاب ، فهي بذلك تريد اعطاء وقت اضافي للجماعات الارهابية لقتل الابرياء وحصد ارواحهم بتفجيرات تطال تجمعات المدنيين والاسواق الشعبية . واذا ما استمرت اميركا بهذا النهج لن نستغرب ان يكون الارهاب قد وصل الى مدنها وحينها سوف يصدم العالم من جديد تحت عنوان سقوط ابرياء !! يعتقد المراقبون ان المماطلة الامريكية في المسالة السورية هي لاعطاء الوقت للجماعات الارهابية على الارض لتجميع صفوفها وكسب اي نقاط جديده تدعم ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن بالمفاوضات . ولكن هذه المماطلة دفعت باريس ثمن لها اليوم وقد تكون برلين او لندن غدا فلا احد يعلم اين ومتى تتحرك هذه الخلايا النائمة . فما حدث في باريس امس اثبت وجة النظر الروسية بعدم انتظار الارهاب ان يصل الى اوربا بل يجب الذهاب الية ومحاربتة حيث هو موجود . وهذا يعني يجب ملاحقة الجماعات الارهابية في العراق وسورية وتركيا حيث هناك تجتمع كل الخيوط . اما الدول العربية الداعمة للارهاب عليها تذكر تجربة ما سمي بالافغان العرب الذين عادوا الى موطنهم الاصلي وتحولوا الى جماعات ارهابية تحارب كل من يخالفها ولا تقبل اي حوار . فالمقاتيلن العرب في سورية اليوم سيجدون طريق العودة الى بلدانهم وحينها لن ينفع الندم فرفض تلك الدول الوقوف بجانب المقاومة والشعب السوري واستمرارها في دعم الارهاب والحركات المتطرفه سيكون له اسوء انعكاس على مستقبل المنطقة اذا لم تجتمع دول العالم اليوم لتحمي مستقبل الشعوب من هذه الدموية والاجرام .