2025-06-14 06:03 م

تفجيرات النيويورك وتفجيرات باريس وتشابة الخطاب ...

2015-11-18
بقلم: جمال محسن العفلق
كانت ردود الافعال بعد تفجيرات باريس متشابة ، وخصوصا في الغرب ، أتفق الجميع على ان ما حدث هو صدمة للانسانية !! واتفق الجميع على محاربة الإرهاب واتفق الجميع على ان داعش خطر ولكنهم لا يريدون تبني الموقف الروسي الذي طرح في انطاليا خلال قمة العشرين فلماذا اجمعوا اذن ان الارهاب خطر على العالم أجمع وان اي عاصمة عربية كانت او غربية مرحه ان تعيش جمعة دامية كتلك التي عاشتها باريس ؟؟ ان التصريحات القادمة من عواصم العالم تعيدنا بالذاكره الى تلك التي اتت بعد تفجيرات 11 ايلول في النيويورك حيث كان العالم مصدوم واستطاعت الحكومات حينها اقناع الشارع بنظرية محاربة الارهاب وارسال قوات برية لتنفيذ العملية فكان لها ذلك وتحركت الطائرات والسفن الحربية لتلقي بأحمالها على افغانستان ومن ثم تحتلها بحجة ان اجتثاث الارهاب هو حرب يمكن ان تكون لها بداية ولكنها لا تنتهي الا بالانتهاء من المهمة .. وبعد هذه المدة الطويله لا الارهاب انتهى ولكن اكثر تلك القوات عاد الى قواعدة . ولأننا اليوم نعلم ان من صنع الارهاب هو الذي يدعي محاربتة دائما ولكن تلك الادعاءات تأتي في سياق المصالح والاهداف ، فالحرب على الارهاب يجب عنها رجل الشارع العادي ولا تحتاج الى محاضرات وندوات ومنشورات ترهق عقل المتابع دون نتيجة . وللتذكير فقط فاننا نعلم ان من صنع القاعدة ودعمها بالسلاح والمال هو الذي حاربها عندما وجد ان دورها انتهى ويجب اخراجها من المشهد العام للحياة السياسية ، فكانت تفجيرات النيويورك نقطة التحول التي استدارت فيها اميركا وقررت حينها ضرب من دربتهم وعلمتهم القتال وفنون تفجير السيارات وتصنيع الانتحاريين . واليوم صانعوا داعش يدعون انهم يريدون ضربة والانتهاء منه فهل هذه هي اهدافهم الحقيقية ؟؟ فمنذ بداية الحرب على سورية دأبت الحكومة السورية على توثيق الارهاب القادم اليها عبر البوابات الحدودية ولم تتوقف الدبلوماسية السورية عن تزويد الامم المتحده ومجلس الامن بالوثائق والصور والتحقيقات التي تثبت تورط دول تدعي محاربة الارهاب بالعمليات الارهابية وتمويلها ولكن مشروع العدوان على سورية كان يرض الاستماع او الاعتراف بهذه الوثائق فالهدف هو تدمير المنطقة وفتح الطريق نحو اوربا الشرقية وصولا الى روسيا ومحاصرة ايران بعد فشل الحصار الطويل عليها والوصول الى اتفاق نووي لم يكن لدى الغرب اي فرصة للتهرب منه . فهل ستعيد تفجيرات باريس ذكرايات الحرب على الارهاب ويختار الغرب الدخول البري على سورية بحجة ملاحقة الارهاب ؟؟ ان رفض الغرب في قمة انطاليا المقترح الروسي الذي طلب تجفيف منابع تمويل الارهاب يصب في مصلحة الحرب على الجماعات الارهابية وتضييق الحصار عليها هو رفض غير مبرر لان من اصول الحرب واضعاف الخصم هو الحصار كيف يريد الغرب محاربة داعش وهو الذي يفتح لها ابواب التجارة بالنفط السوري والعرقي ويسلمها الاموال التي يدفع منها داعش الرواتب ويتري السلاح لعناصره ويؤمن لهم التنقل والسفر وحجوزات الفنادق واستئجار السيارات ؟؟ والواضح ان عملية باريس هي شماعة الحرب الجديده او بمعنى اكثر دقة يريد الغرب تغيير قواعد الاشتباك على الارض من خلال ارسال قوات بريه او تدخل دون الرجوع الى مجلس الامن او الى البرلمانات .. فهذا رئيس وزراء بريطانية ديفد كاميرون يعلن انه في حال مكبل بقرار البرلمان بخصوص محاربة الارهاب ي سورية وان حكومتة ستتخذ التدابير اللازمة دون الرجوع للبرلمان وهذا التصريح بحد ذاته هو اعلان حرب على سورية قبل الارهاب ، لان الحكومة البريطانية تدرك تماما ان اسرائيل وتركيا والاردن بالاضافه الى دول عربية حليفة لبريطانية هي التي تدعم الارهاب وبريطانية نفسها هي التي فتحت ابوابها لقيادات من الجماعات الارهابية واعطتهم لجوء سياسي وانساني ويعملون على اراضيها . فلا يوجد الان ضامن ان تلك الدول اذا ما قررت ارسال قواتها بالفعل الى سورية سيكون هدفها محاربة الارهاب فالهدف الغير معلن هو دعم الفصائل المسلحة والتي سوف يتم تلميع صورتها على انها تحارب داعش وبالنتيجة الهدف هو محاربة الجيش السوري لبا محاربة الارهاب .. تأتي هذه التطورات في ظل تقدم القوات السورية وحلفاؤها على الارض وتحت غطاء جوي روسي ينجح في تحقيق اصابات مباشره لمراكز الارهابيين وتجمعاتهم .. والانتصارات في حلب هي التي تقلق اليوم تحالف العدوان على سورية لان تحرير حلب من الارهاب سوف يعيد الامور الى نصابها ويضع تركيا في الزاوية حيث سيكون اي تحرك جديد للعصابات الارهابية من الاراضي التركية التي تقوم اليوم بدور الخط الخلفي الداعم للارهاب . فالحرب اليوم هي حرب دولية لانهاء سياسة القطب الواحد الذي سيطر خلال العقدين الماضيين على العالم واعادة التوازن الدولي ستحدده نتائج الحرب في سورية ، وان كان اليوم الشعب السوري هو الذي يتحمل العبئ الاكبر في معركة محاربة الارهاب ولكن النتائج القادمة ستغير وجه العالم من جديد . ان الغباء الفرنسي الذي تجسد في شخص الرئيس هولاند يعيد للاذهان الدور الفرنسي في الحرب العالمية الثانية حيث اتبع الفرنسيون حينها نفس السياسة فسقطت باريس واصبحت فرنسا تحت الاحتلال . واليوم يعيد هولاند نفس اللعبة فدعم الارهاب ثم اعلن انه يدعم محاربتة فسقطت باريس من جديد تحت ضربات الارهاب الذي جلبة هولاند نفسة اليها . وسيكون على الاوربيين اليوم مراقبة تلك الاحزاب التي تستثمر في المهاجرين واللاجئين لتحقيق مصالح سياسة هي في النهاية لا تخدم السلم العالمي الذي طالما ارهقنا بالاستماع الى خطابات فرسانه الذين لا يجدون في اسرائيل اي خطر بينما يجدون في الشرق كل الخطر . واخيرا اذا كانت منطقتنا تريد المستقبل فعلى شعوب المنطقة الوقوف خلف الجيش السوري والمقاومة لانقاذ ما تبقى من الارض العربية – فواقع الامر ان اكثر الاراضي العربية هي اراضي محتله وتخضع لسياسة الادارة الامريكية التي لم تكن بيوم من الايام تهتم لمصالح شعوبنا العربية ولا يعنيها عدد الضحايا فمازالت فأساس الفكر الامريكي بدأ بالعنصرية ومازال ، وما السجاد الاحمر الذي يفرش لاستقبال الزعماء العرب الا وسيله من وسائل الوهم ان اميركا والغرب ينظرون لهم على انهم حلفاء ولكن حقيقة الامر هم ينفذون ما يطلب اليهم .ز فكم هو مؤلم ذلك التضامن مع ضحايا باريس المائة وثلاثون .. بينما يموت بتفجيرات الارهاب يوميا في عواصمنا الالاف .