2025-06-12 01:03 م

كل الحق على ايران وروسيا وحزب الله .. وزرياب !!...

2015-12-08
بقلم: نارام سرجون

أمرّ كل يوم على كنز من المنشورات التي يتبرع بها الاسلاميون ويبثونها كنوع من ممارسة الجهاد الالكتروني .. وجهاد اليوتيوب ..وهم "يمجهدون" أي شيء .. فهناك جهاد النكاح والزنا وجهاد الذبح وجهاد سرقة معامل حلب وجهاد الخيانة وجهاد الانتحار في عمليات انغماسية .. وحتى بيع الأراضي والمقدسات سيصار الى تحويله الى جهاد البيع .. حيث باع المجاهد الشقفة لواء اسكندرون الى تركيا مقابل كرسي .. ثم بارك للبواني بيعه الجولان لنتنياهو .. وهناك جهاد الذل والتذلل والتسول حيث يتسول المعارضون السلطة من الناتو ويذلون أنفسهم أيما اذلال مع دول الناتو حتى وان شتمت نبيهم ورسمته مثل قنبلة وهم يبررون ذلك الجهاد بالذل تحت فتوى (ودارهم مادمت في دارهم) .. بحجة أنه جهاد يفضي الى التمكين .. 

هناك نوع من المنشورات التي يغذيها الاسلاميون والتي لاتبحث في اللاهوت بل تتدخل بشكل فاقع فيما لاتعرفه من علوم الدنيا .. فهناك تجارة الاعجاز العلمي القرآني التي تركز على أن القرآن يعرف في الفيزياء والكيمياء .. وهي قطعا لاتستطيع اكتشاف أي قانون في الطبيعة بل تبحث في منجزات العلوم عن مصادفات قرآنية تقرنها بها على أن الآية القرآنية اعجاز وهي الأصل لأنها الأقدم وأن الناتج المعرفي المكتشف هو الفرع لأنه الأحدث .. ولكن يمكننا أن نتحدى كل فلاسفة الاعجاز القرآني وكل الاعجاز الديني عموما أن يكتسفوا سرا في الطبيعة أو قانونا فيزيائيا قبل العلم ثم يثبته العلم .. وليس العكس أي يثبته العلم ونجد له آية تناسبه لاحقا..

التدخل "الثيوقراطي" لرجال الدين في كل مناحي الحياة صار مثيرا للغثيان .. والتفسيرات الألهية لكل مايحدث صارت محرجة وتعرقل النهضة ويجب ايقافها ومناقشتها علميا ودحضها بل والسخرية منها لأن صوابية الاسلام لاتكون بتحويله الى حمّال لكل شيء فهو يحمل الايمان النقي كما نعلم ولكنه صار يحمل الفيزياء والكيمياء والذرة والالكترون وعلم النفس .. فيتحول الشعار السياسي الشهير (الحل في الاسلام) الى شعار يدخل كل تطبيقات ومناحي الحياة في الفيزياء وفي الكيمياء وفي التاريخ وعلم المجتمع وسيكولوجية الانسان والحيوان ..

ومن واجبات النخب الاجهاز المعرفي على هذه الطبقة من الوعاظ الذين يصادرون كل العلوم بطريقة بغيضة لتخدم فكرة نشر الاسلام وترسيخه ولكنها تتحول الى جزء من اعاقة النهوض لأنها ستفضي الى انتاج مجتمع معاق مهما خاض في العلم والمعرفة فانه يبقى مشدودا الى التسليم بأن رجل الدين يعلم أكثر طالما أنه يستند الى الحق الالهي وشرعية العلوم القرآنية الاعجازية واللاهوت الذي يسيطر على دنيا الناسوت وعلومها .. بل يبقى المجتمع حتى وان وصل الفرد فيه الى الفضاء مشدودا ومسلوبا أمام سطوة رجل الدين وسلطة المسجد على علمه رغم أن سلطة المسجد يجب أن تكون على السلوك والايمان ليس الا .. لذلك ظهر لدينا مثلا رائد فضاء مثل محمد فارس الذي كان مشدودا الى الفتوى وحديث الطوائف لاالى العلم والمنطق وسحر الفضاء والأفلاك .. وظهرت مثقفات ومثقفون يدافعون عن كل شيء في الثورة .. العنف والنكاح والوحشية لأن الاسلام لايخطئ والاسلاميون شفيعهم أنهم يكبرون ويرفعون علما عليه شهادة أن لا اله الا الله والقرآن .. وان فعل شيئا قبيحا وقتل أبرياء فلحكمة أرادها الله .. وهو غفور رحيم ..
هذا التدخل الثيوقراطي - من كل المذاهب طبعا - دخل حتى الى علم التاريخ وصار يفسر التاريخ وحركته على هواه .. فمن مادية فيورباخ وجدلية هيغل ومقدمة ابن خلدون وصلنا الى شيوخ يتدخلون في تفسير التاريخ وينشرون الأمر على شبكة النت وكأن علم التاريخ استولى عليه الدين بعد أن وزع شعار (الاسلام هو الحل) وألبس العلوم ثياب (الحل في الاسلام) .. وأضرب هنا مثلا على رجال الدين والوعاظ مثل عمرو خالد وامثاله الذين خربوا الأمة بالتنسيق والتكامل مع المتطرفين .. فالواعظ الوديع يخدر العقل العلمي ويخدر العقل النقدي والتحليلي ليجد المتطرف مثل القرضاوي والعريفي والعرعور هذا العقل جاهزا لثقبه وتخريبه بالفتوى لأن العقل الذي سلم نفسه للتفسيرات الدينية عبر الوعاظ (المعتدلين الوديعين) صار مثل شخص ربط عقله بكابلات ناقلة للكهرباء تنقل أي شحنات كهربائية الى عقله وصار هناك تكامل بين المعتدل والمتطرف فالأول يهيء للثاني شخصا بلا قوة منطقية ليأخذه الثاني الى الانتحار والموت والخيانة والزنا ..

ومنذ فترة رأيت مقطعا لداعية أجده مثالا على طريقة تخدير العقل بهذه الخطب والدروس التي تعتدي على العلم والتاريخ .. فهو يقول أن سبب سقوط الأندلس هو الموسيقي الشهير زرياب تلميذ اسحق الموصلي .. وقال الشيخ في تفسيره لسقوط الاندلس الذي حمله بالكامل لزرياب ان فساد الناس بالموسيقى والرقص قد أسقط الأندلس لأنه صرف الناس عن سماع القرآن والحديث عن السلف الصالح .. واستغرب الشيخ أن يعرف الناس حتى اليوم عن زرياب ولايعرفون عن بعض شخصيات السلف الصالح ..

https://www.youtube.com/watch?v=13zDeSMGmOc&feature=share

وبالطبع لايسأل أحدهم هذا الشيخ كيف أن زرياب ألمانيا (أي بيتهوفن) لم يتسبب في سقوط الامبراطورية الجرمانية وصارت ألمانيا منتجة للحضارة والمعرفة في عصره .. الا اذا كانت ألمانيا هزمت مرتين في حربين عالميتين بسبب وجود كثير من الزياريب مثل الزرياب فاجنر والزرياب شتراوس والزرياب موتزارت .. وامتلأت اوروربا والعالم المسيحي الكافر بكل أنواع الزياريب مثل هاندل وفيفالدي وتشايكوفسكي وشوبان ..

بل اذا كانت الزياريب تسقط الأمم فلم نتعب أنفسنا في حرب تكنولوجية وعسكرية مع اسرائيل؟؟ فبدل تجهيز الجيوش علينا أن نجهز كتيبة من الزياريب أو فرقة نسميها فرقة الزياريب .. وتكون بدل فكرة الانغماسيين الانتحاريين الذين يقتحمون المدن العراقية والسورية ويفجرون مدارس الأطفال في حمص .. وتسمى فرقة الزياريب الانغماسيين ونجهز كل زرياب بآلات الرقص والموسيقا حتى نهلك الحرث والنسل وندخل القدس على ايقاع الزياريب .. ونقصف سديروت وحيفا ومابعد بعد حيفا بزرياب وراءه زرياب ومابعد بعد زرياب .. وندخل الزرياب الى بيت نتنياهو وبيت تسيبي ليفني بدل أمير قطر وحمد بن تميم اللذين "يزيربان" كل الدول العربية والجمهوريات العربية والمجتمعات العربية .. وربما على حزب الله أن يجهز صاروخا من صواريخ الفجر ويطلق عليه اسم "زرياب الفجر" تيمنا بقوة زرياب المدمرة ..

لسنا في مرحلة نتجادل فيها ونختلف عن أسباب هذا السقوط المعرفي الذي جاء بسقوط أخلاقي مخيف تلاه بشكل مؤلم سقوط للوطنية وسقوط للمنطق والعلم .. لأننا صرنا متفقين على أن الفاصل بين الجاهل والمثقف العربي ليس كبيرا أحيانا ان لم نقل بأن المسافة الفاصلة هي صفر وأن المثقف العربي هو الذي يتبني خطاب الجاهل العربي وأن الجاهل العربي هو دليل المثقف ..

لكن كي نوصف الحقيقة فيجب أن نبحث عن الرابط بين الاثنين الذي يشكل الكابلات الواصلة بين العقلين والتي توصل نفس الكهرباء الى عقل الجاهل والى دماغ المثقف .. قد يختلف البعض حول كنه وماهية هذه الكابلات .. هل هي كابلات الثقافة أم السياسة أو الدين .. ويحلو للبعض الحديث عن دور الاستبداد فقط على أنه السبب وراء حالة السقوط الوطني والأخلاقي التي دمرت الشخصية العربية وجعلتها تسير نحو حتفها وظهرت عارية وهي تسير مجنونة في الربيع العربي تدمر البيوت وتقتل وتذبح وتسحل الجثث وتمثل بالموتى وتزني باسم الجهاد وتغتصب باسم حق السبي وترمي بنفسها في البحار .. والبعض يحب أن يعزوه للخلل السياسي في بنية الأنظمة التي أنتجتها مرحلة الاستقلال الوطني والتي تذوقت طعم الحرية دون نضج سياسي .. ولكن الاستبداد والثقافة عندنا يتغذيان من الموروث الديني الذي يشكل المولدة أو محطة الطاقة التي تغذي الثقافة والسياسة .. و سلطة الموروث الديني والمنظومة التربوية يقوم بحقنها في الثقافة اليومية خمس مرات كل يوم الوعاظ والمؤسسة الدينية التي تخترقها وتغذيها منظومة الخليج الوهابية الثرية ماليا واعلاميا والقائمة على التسليم بأن الدين يعرف كل شيء ويفسر كل شيء .. وهذا أفضى الى انتاج التربية الدينية الخاصة التي تزرع الله في العقل على أنه قمح العقل وخبزه وأن الدين هو ماء العقل .. بدل أن يكون الله هو العقل ذاته الذي يزرع القمح ويخبز الخبز ..

هذه قضية شائكة ولكنها تحتاج الى بحث ودرس .. وأشك أن أحدا في العالم العربي قد بدأ بدراسة هذه الظواهر لكني على يقين أن كل الفيديوات والفتاوى والخطب الدينية والوعظية المسجلة على اليوتيوب وعدد متابعيها وتعليقاتهم تتم دراستها في مراكز البحث في اسرائيل والولايات المتحدة وتفكيكها لمعرفة المرحلة القادمة من توجيه الصراع .. تماما كما فعلوا في معسكر غوانتانامو الذي لم يكن معتقلا بل مركز أبحاث وتحليل وحقل تجارب سلوكي على نماذج التفكير الجهادي .. مثلها مثل مئات الكتب والملاحظات المدونة عن رحلات المستشرقين الى الشرق والتي بالمقابل لايوجد في الشرق كله - حسب معرفتي ان لم أكن مخطئا - كتاب واحد لعربي هاجر وكتب عن الشعوب الغربية الحالية التي عاش بينها وصفاتها وطريقة تفكيرها .. وربما كان آخر كتاب عربي في وصف الشعوب هو رحلة ابن بطوطة منذ عدة قرون .. وبعده ملأ العرب والمسلمون اوروربة بالمهاجرين حتى صار يخشى من أسلمة أوروبا دون ان يظهر بينهم ابن بطوطة واحد .. ويحدثك البعض ممن عاش سنوات طويلة في الغرب عن مذاقات كل المطاعم وكل النساء وكل دور الأزياء ولكن لايوجد كتاب واحد يجعلك تفهم الشخصية الانكليزية أو الفرنسية والألمانية وكيف هي مفاتيحها وماذا يستهويها وماهي جوانب ثقافتها .. ويستوي في معرفة الغرب الجاهل والمثقف العربي ..

وهنا يجب دراسة هذه الظاهرة عن سبب الافتراق الظاهري والشكلي والتطابق العقلي والمنهجي بين الجاهل والمثقف .. ويمكن الاتيان بمئات الامثلة التي أفرزها الربيع العربي .. فمثلا يبدو برهان غليون ظاهريا مختلفا عن عدنان العرعور .. فالأول يلثغ بالفرنسية ويرتدي ربطات العنق ويتسلح بعضوية السوربون فيما الثاني لايتحدث بالكاد الا اللغة العربية ولايرتدي ربطات العنق .. ولكن عقل العرعور لايختلف كثيرا عن عقل غليون .. وهو هنا ليس في الموقف السياسي الذي جمعهما .. بل يمكن للآراء المختلفة في الحياة أن تجتمع حول قضية ما .. لكن التشابه هنا هو في مقاربة الأزمة السورية وتفسيرها من قبل الاثنين بنفس المنطق والتعامل معها كما لو أن عقل العرعور هو نفسه عقل غليون .. فالاثنان اتفقا على الترحيب بالناتو وتدمير البلاد باليورانيوم المنضب واتفقا على استعمال الدين وأسلمة الحرية فيما كان على المثقف غليون العلماني أن يحرر الاسلام لا أن يؤسلم الحرية .. والاثنان دافعا عن عنف الثورة ووحشيتها والاثنان شكرا المملكة العربية السعودية على ماتبذله من أجل الحرية رغم ان استاذ السوريون يجب أن يتحفظ على هذا الشكر .. والاثنان لم يجدا غضاضة من التحريض على الشيعة والعلويين فيما كان على العلماني السوربوني أن يلجم عواطفه الطائفية .. وهنا يتساءل المرء عن سبب هذا التلاقي في كل شيء وضيع ولاأخلاقي ولاوطني بين مثقف وجاهل .. الشيء المشترك بينهما أن عقلهما تديره في اللاوعي نفس سطوة التفسير الديني وتعاليم الشيخ الذي يرى في زرياب كارثة تاريخية حولت عربات التاريخ عن مسارها بالأوتار والرقص والغناء علما أن الغناء والموسيقا والجمال والشعر هي التي ناتج مرحلة مجتمعية متكاملة وتستجيب للحظة انسانية في التاريخ وليست هي التي تصنع المجتمع ..

ومن يريد أن يعرف المزيد من الأمثلة عن عقل المثقف الذي يعيش فيه أمثال هذا الشيخ حيث اللامنطقية والتناقض النفسي والمعرفي فليستمع الى تبريرات وتفسيرات وزير الثقافة السورية الأسبق رياض نعسان آغا الأخيرة على احدى المحطات الخليجية والذي كان حديث الشيخ صاحب نظرية زرياب يشبه تماما تفسيرات الوزير الثائر عن الثورة السورية التي رأى أنها تتعرض لتآمر العالم عليها وأنه ليست هناك مؤامرة كونية أو من المجموعة الشمسية على سورية بل ان ماحدث هو سياق وتطور طبيعي لشعب تائق الى الحرية .. وأكثر مايثير السخرية أن الوزير صار معارضا لأنه حالم بالحرية وحالم بالكرامة ولكنه يعيش حيث لاحرية ولاكرامة في الخليج المحتل الذي يحتله الأميريكيون والبريطانيون والفرنسيون بالقواعد العسكرية والمعاهدات وفرض أنظمة حكم قروسطية وعائلية عليه حيث لادستور ولاانتخابات .. المحتلون الذين يعيش الوزير تحت حرابهم في الخليج كل أمة منهم فيها آلاف الزياريب والزريابات مثل الزريابة مادونا والزريابة جينيفر لوبيز والزريابة سبيتني سبيرز .. والوزير المزراب لايقول لنا رأيه في حرية السعوديين ولاحربهم على فقراء اليمن .. ولايقول لنا ان كان يجرؤ على القول بأن شيوخ الأمارات وقطر يسمحون له بانتقاد تبذيرهم وسفهاء شيوخهم في اسطبلات العالم ونوادي كرة القدم الأوروبية ومراكز القمار ..

ولكن عقدة زرياب تظهر في حديث الوزير وتناقضاته من حيث لايدري .. فهذا المثقف الوزير الذي أثنى في المقابلة على الرئيس بشار الأسد ووصفه بأنه مهذب وهادئ ودمث وخلوق (على عكس ماكان يصفه به في بداية ثورته الدينية) وأنه كان طموحا لاقصاء الأمن من الحياة السياسية لايفهم كيف دمر هذا الرجل الهادئ سورية .. ولكنه يضع النتيجة للمشاهد بأن من دمر سورية هم الايرانيون وحزب الله .. وروسيا ... لأنهم قدموا الدعم للأسد كي يعاند ارادة الشعب .. ولايرى هذا الزرياب المثقف ان من دمر سورية هم المال السعودي العلني واستدعاء عشرات آلاف الجهاديين واغداق السلاح عليهم حتى صار صاروخ التاو مثل رصاصة الكلاشينكوف .. ولا يرى المال القطري والاماراتي والمخابرات التركية وحزب العدالة والتنمية ولا الجهاديين ولاالقرضاوي ولاالعريفي ولاالفتاوى الدموية والتكفيرية ولا بريطانيا ولافرنسا ولا دول الناتو ومجلس الأمن الذي دخلت بلعومه عدة دول عربية هي فلسطين والعراق وليبيا وجنوب السودان واليمن .. كان الوزير المثقف اما أنه يكرر ماتلقاه من ثقافة وهابية للوم الفرس والشيعة والأرثوذوكس الملحدين الروس في محنة سورية .. أو أنه فعلا يرى حركة التاريخ بنفس عيون صاحب نظرية زرياب الفارسي حيث زرياب يدمر الأندلس .. أما الآخرون فكلهم ابرياء يتفرجون على المقتلة السورية بل ويتآمرون على الثورة ولايسمحون للثوار بامتلاك مضاد طيران نوعي ..

هذه الطريقة في التفسير للأحداث التي لاترى من المشهد الا الهوية الدينية للذات تشبه تفسيرات الوعاظ وتجدون انها ناجمة عن أن الثقافة والتفكير أسيران للسلطة الثيوقراطية وهي جذر المشكلة العقلية الأخلاقية حيث لايقدر العقل على محاكمة نفسه ولا على لجم خياله .. أي أن ماقاله الوزير في تفسيراته التي لاترى التاريخ ولاحركة رأس المال والكارتيلات المتعولمة وخطوط الغاز وصراع الطاقة يشبه في بساطته وسذاجته ماوجده المؤرخ الواعظ الشيخ صاحب نظرية اسقاط الحضارات بالموسيقا الزريابية .. ووضع كل الحق على زرياب وليس على اكتشاف رأس الرجاء الصالح وظهور المدارس الفلسفية الاوروبية التي قابلها الظلام العثماني على الشرق ولاملوك الطوائف في الأندلس الذين يتكررون الآن .. كل الحق على زرياب هي تماما نفس النتيجة التي يستنتجها الوزير المثقف .. فبعد أن فكر وتفكر .. وجد أن زرياب اليوم هو ايران وحزب الله وروسيا ...... تكبير ..

لم يعد الحق على الاستعمار وهذا الـ "أبونظمي" كما كان الفنان العظيم دريد لحام يقول عبارته المتكررة في مسلسل "وادي المسك" .. بل الحق على روسيا وايران وحزب الله .. وزرياب .. هكذا تكلم زراداشت !!!