بقلم: د. أنور العقرباوي
أجا يكحلها عماها
تذكرني مناقشات "مجلس النواب" الأردني، بقصة الكلب الذي من شدة غيرته من القط المكحل العينيين، بأن أراد محاكاته بوضع بعضا من الكحل على أصبعه، فما كان منه إلا أن فقأ عينه بعد أن أدخل مخلب أصبعه في بؤبؤ عينه!
بالأمس انتهى النقاش في "مجلس النواب" بالموافقة على إقتراح فيما يتعلق بزواج المجندين بأجانب ينص بأنه "لا يجوز للضابط الزواج من غير الأردني إلا بموافقة من رئيس هيئة الأركان المشتركة أو من ينيبه"، وذلك بعد أن أسقط مقترحات، تفوح منها رائحة المزايدة، بمنع زواج الضباط من حاملي جنسية الكيان الصهيوني، لتصبح الموافقة محكومة بتقدير شخص وهواه!
ومع ذلك فقد "أحسن" المجلس صنعا، عندما تلاشى إحراج من يهمهم الأمر، عندما أسقط كذلك إقتراحا آخر، بمنع الزواج من أجانب إلا في حال التحقق من كون والد الزوج أو الزوجة عربي الأصل وبإذن من رئيس هيئة الأركان المشتركة، ذلك أن مرور هذا الإقتراح، سيعني أنه إذا كان من غير المسموح على الضابط في الجيش الأردني من الزواج من أجانب، فإنه من البديهي و تأسيسا عليه، فإنه لا بد كذلك من التحقق من كون والد أو والدة القائد الأعلى للجيش عربي أو عربية الأصل!
وللحقيقة فإن متابعة مناقشات "مجلس النواب" الأردني، لا تقل متعة و تسلية، عن متابعة المناظرات التلفزيونية لمرشحي الإنتخابات الرآسية الأمريكية، وخاصة عندما يكون مشاركا فيها المرشح اليميني دونالد ترمب، فهو بعيد كل البعد عن نبض الشارع الأمريكي وهمومه اليومية، إلا من بعض المتعصبين عنصريا، تماما مثل بعض السحيجة من دواوين النشامى والنشميات، اللذين أفقدوا لهذه الألقاب معناها ومغزاها الأصلي!
للعلم أن المجلس لم يأتي على ذكر نسبة العنوسة في الأردن، أو ربما فاته التشجيع على لط خدود جنودنا من طين بلادهم..............! *واشنطن