2025-06-11 11:25 م

التحالف الإسلامي العسكري مدخل لحروب وكوارث إسلامية

2015-12-16
بقلم : حماد صبح
في اندفاعة جديدة كبيرة نحو هاويات مخيفة ستعم العالم الإسلامي ؛ أعلن في الرياض ، العاصمة السعودية ، تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة بقيادة السعودية . التحالف الجديد يذكرنا بسابقه التحالف العربي بقيادة السعودية الذي شن حربا ظالمة على اليمن توشك أن تتم شهرها التاسع دون أي أمل في تحقيق أي هدف من الأهداف التي ضج وعج أركانه بالحديث عنها وعن قرب تحقيقها وسهولته ، وبان للعيان أنها حرب خاسرة بكل معيار مهما صغر وتواضع . والآن ها هي السعودية تفاجىء العرب والمسلمين والعالم بتشكيل تحالف إسلامي عسكري حدد هدفه في محاربة الإرهاب ، ولم يشمل بالطبع إيران وسوريا والعراق والجزائر ، وشمل فلسطين ! ودون وفرة في الفهم وعبقرية في التحليل يمكن قول الآتي عن التحالف الجديد : أولا : هذا التحالف _ الذي يذكرنا بمشروع الحلف الإسلامي الفاشل في ستينات القرن الماضي _ وراءه أميركا والغرب وإسرائيل . والأمر ليس جديدا : تأسيس الجامعة العربية وراءه بريطانيا ، ومجلس التعاون الخليجي وراءه أميركا وبريطانيا . ومن وراء المشروعات هو الذي يجني ثمارها . ثانيا : يستهدف التحالف من بين ما يستهدفه دفع العالم الإسلامي إلى حروب بينية وداخلية مهلكة وقودها دماء المسلمين ومالهم . ثالثا : كان من أهداف الحرب على الإرهاب التي قادتها أميركا صرف العالم العربي والعالم الإسلامي عن القضايا السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية الداخلية، والتحالف الجديد امتداد لذلك الصرف . رابعا : وبداهة أن من أهداف التحالف مزيدا من دمج إسرائيل في علاقات المنطقة وشئونها ، والحديث عن " وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين " مثلما جاء في بيان تشكيل التحالف ؛ يلمح إلى ذلك ويفتح الباب له . خامسا : سيفجر التحالف حروبا كثيرة في العالم الإسلامي ، والحروب لها سلاح ، والسلاح يصنع في الغرب وإسرائيل ، وثمنه سيكون من جيوب الخليجيين . الحروب الحالية في المنطقة جعلت مصانع السلاح الأميركية تزيد ورديات عملها ، وتوسع مصانعها . ما الحال مع الحروب القادمة ؟ 60 مليون مواطن أميركي يعتاشون من صناعة السلاح وتجارته ، وسيزداد العدد كثيرا مع الحروب القادمة التي ينتظر أن يفجرها التحالف الإسلامي . سادسا : يستهدف التحالف حماية أنظمة الدول المشاركة فيه من شعوبها الناقمة عليها ، وهو هنا يشكل قفزة على التحالف العربي العسكري الذي فشل تشكيله في هذا العام . دائما يجد أعداء العرب والمسلمين وسائل تحقيق أهدافهم برخص وسهولة من بين العرب والمسلمين .