بقلم: بطرس الشيني
الجامعة العربية عاجزة عن فعل شيء إزاء دخول قوات تركية إلى شمال العراق .الجامعة العربية " تدين " الجامعة العربية العربية تستنكر .. الخ
اختصر نبيل " العربي أمين عام جامعة الدول موقف الجامعة من الاعتداء العسكري التركي على السيادة العراقية بكلمات ندين ، نستنكر " و هي كلمات يحفظها أطفال و عجائز العرب من المحيط إلى الخليج عن ظهر قلب و هي مفردات طالما استخدمتها الجامعة في مختلف الأوقات للتعبير عن عجز معظم الحكام العرب و خضوعهم لسياسات الهيمنة الأمريكية و من خلفها بشكل خاص سياسة الغطرسة الإسرائيلية و احتلالها التدريجي و فق برنامج زمني مدروس للأرض الفلسطينية بالموازاة مع احتلالها المبرمج للعقل العربي من رأس القمة إلى العقول الجامدة المتلقية لآخر نظريات علم نفس الإعلام الغربي و الإسرائيلي
جلس نبيل العربي هادئاً في مقعده الوثير و هو يتلو بيان العجز و الخضوع رقم ألف و ربما أكثر باسم العرب و جامعتهم و كان مؤدباً فهو يتحدث عن " صديق للعرب " سبق له و أذلهم خلال أربعة قرون متتالية و محق ثقافتهم و شتت انتماءهم الأصيل وراكم موروثات ظلامية في أذهان نسيت تلك المنجزات الحضارية الفكرية التي حققها الأسلاف في وقت كان نصف العالم المعروف يعيش في التخلف و الجهل .. و المتخلف الجاهل إذ أصبح حاكماً يسعى دوماً ليحيط نفسه بمن هم أكثر انحطاطاً منه هذا ما أخبرنا به تاريخ الإنسانية في كل حالة انهيار حضاري
لم يتفتف نبيل العربيٍ كما كان يفعل كل مرة يتحدث فيها عن سورية و ضرورة تجميد عضويتها في جامعة " العرب " و من تابع أداء هذه التحفة " العربية " يدرك أن الحماس و الانفعال كانا يدفعانه كل مرة للتفتفة و نشر رذاز بصاقه باتجاه الميكروفونات كلما خرج بتصريح لتأييد أي فعل سلبي يتعلق بسورية خلال أربع سنوات مرت من عمر الحرب الإرهابية الدولية على سورية
بيان الخضوع والذل الأخير لأمين جامعة الدول العربية سيبقى مجرد كلمات تافهة تشبه بيانه إبان الحرب التدميرية الاسرائيلية الأخيرة على غزة والتي أدت إلى مقتل وجرح اكثر من عشرة آلاف فلسطيني معظمهم من المدنيين ونسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء .
بيان الخضوع العربي للمحتل الجديد سيبقى بلا صدى في مجلس الامن والامم المتحدة ولن يستشهد به رؤساء امريكا وبريطانيا وفرنسا لمعاقبة تركيا كما كان حال بيانات الجامعة العربية المليئة "بالتفتفة "المتعلقة بسورية .......يومها فقط اصبح لبيانات الجامعة العربية قيمة وشكلت حجة لاتخاذ اجراءات دولية للإضرار بسورية تحقيقاً لمطالب "الحكام العرب"في جامعتهم وتلبية لنبيلهم "العربي"
الجامعة العربية في ظل هيمنة الريال والدولار والفكر المتخلف ونبيل "العربي "
عاجزة عن تقديم أي شيء للقضية الفلسطينية وعاجزة عن إيقاف الاعدام اليومي للأطفال والشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية ،هي سبق وأبدت عجزها عن فعل أي شيء لليبيا بعد أن ساهمت بهدم وتفتيت ذلك البلد وتسليمه لعشرات العصابات المتطرفة ،وهي سبق لها ووقفت تتفرج على مقتل مليون ونصف المليون عراقي وما زال القتل مستمراً ....هي كانت منسجمة تماماً مع اخلاقياتها بالمساهمة بفعالية دبلوماسية لافتة لتدمير اليمن وقتل وجرح عشرات الآلاف من فقرائه بطائرات "الأشقاء"الاعضاء في الجامعة ،وقبل ذلك كان لها ومازال الدور "الرائد "في دعم الارهاب في سورية تحت مسميات وتعابير مستوردة وغير موجودة اصلاً في قواميس اجتماعات الحكام العرب فكانت الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان هي مجرد أدوات حرب جديد في عصر "عربي"اصبح فيه العربي بهمة الحكام مجرد "ارهابي"يقتل ويذبح ويحرق بمباركة طغاة العالم الغربي .
ماذا فعلت الجامعة العربية بشأن ملف حقوق الانسان في البلدان العربية
ماذا فعلت بشأن حقوق المرأة والطفل .
أي انجاز حققته في مجال الثقافة والفن والبحوث العلمية .
ما الانجازات التي ساعدت على تحقيقها في مجال الرياضة..... أي شيء فعلته الجامعة فيما يتعلق بالصحة وأي انجاز في مجال التعليم .
ماذا فعلت بشأن الاعلام الدولي "إلا إذا كان حجب قناة الميادين وقناة المنار والتلفزيون السوري انجازات
ماذا قدمت الجامعة لأعضائها على الأقل في حالات الكوارث والأوبئة .
في كل ذلك وغيره لم تفعل الجامعة شيئاً بل فعلت السوء .هي فقط نجحت وبشكل لافت بتشويه صورة العرب عبر دعمها للارهاب وهي نافست معظم حكام العرب بفعل ذلك .........
من يتابع أداء جامعة الحكام العرب منذ صنعتها بريطانيا لتكون بيتاً للتفرقة والخنوع وحتى الآن من حقه ان يسأل هل هذه منظمة دولية أم منظمة للذل "العربي" .butros3s@gmail.com