كيف يمكن أن نقرأ إيقاف بث قناة المنار على قمر عرب سات ، هل يمكن أن نضعه في خانة يأس المحور المناهض لمحور المقاومة ، وعجزه عن القيام بأي دور تجاه هذا المحور الذي يقدم يوميا ً الانتصار تلو الانتصار،وتمظهره على كافة الشاشات عبر الأسلوب الجديد الذي اتبعه "الإعلام الحربي" وهو خطوة متطورة ومتقدمة عما قدمه سابقا ً في حرب تموز إبان العدوان الصهيوني على جنوب لبنان وفي ذات الوقت فإنه يظهر خسارة أعداء المقاومة في معظم جبهات القتال التي فتحتها بالحرب على سورية ولأن قناة المنار هي قناة المقاومة بالدرجة الأولى فقد أصدر آل سعود الذين يقبعون في عصور الجهل قرار إيقاف المنار ليسكت صوت الحق، الذي لن يسكت أبدا ً بقرارهم الجاهل واللا مسؤول .
إن قرار آل سعود لن يكون مجديا ً على الرغم من دعم الأمريكان والصهاينة الذين يحيكون المؤامرات تلو المؤامرات ضد دول محور المقاومة التي تقف سورية في طليعة هذا المحور وهي التي سلحت حزب الله ودعمته بالسلاح والعتاد في حرب تموز ومازالت إلى الآن،وذلك لعدة اعتبارات يأتي في طليعتها أن هناك بدائل كثيرة يمكن أن تتبعها إدارة القناة في التعامل مع هذه القرارات كما فعلت قبل ذلك قناة الميادين التي تم حجب بثها على ذات القمر ، إضافة إلى أن الجمهور لم يعد غبيا ً فهو يدرك حجم اللعبة الدولية وحجم التآمر على محور المقاومة وعلى فلسطين وعلى سورية أيضا ً ولذلك فإنه لم يغير بوصلته في مشاهدة تلك المحطة ولاغيرها لأن هناك ترددات أخرى يمكن أن تبث من خلالها رسائلها الإعلامية وعبر أكثر من قمر اصطناعي يقوم بهذه المهمة إضافة إلى أن قناة المنار قد استفادت من تجربتها في حرب تموز حين قصف مقرها ولم يتوقف بثها إلا لدقائق إذ نهضت من تحت الركام وقامت بالبث وتقديم برامجها وهذا ما لاتستطيعه كبرى المحطات التلفزيونية المدعومة من قبل دول البترو دولار وذلك لسبب بسيط أن تلك المحطات لم تتعلم بعد ثقافة المقاومة ولم تتعلم إلا ثقافة التآمر والخنوع لسيدها الأمريكو صهيوني الذي يوجه دولها ومحطاتها الإعلامية التي تبدو أنها ناطقة بالعربية وهي لا تبث إلا السموم للشعب العربي المفعمة بحبوب المخدرات التي يتاجر بها أمراء السعودية ودول الخليج .
إن الدور المناط بتلك المحطات يقتصر على تخدير الشعوب العربية، وقبل ذلك تخدير ملوك وأمراء تلك الدول ومن ثم تعميم ذلك التخدير، فهل يمكن أن نفسر تلك المحطات الإعلامية الكثيرة لدول الخليج التي تهتم بالرقص و(الفقش) وتقديم الأغاني والأفلام والمسلسلات على مدار الساعة إلا تخدير الشعب العربي..وهل يمكن المقارنة بين التطور العلمي في إيران مثلا ً وبين التطور العلمي في السعودية ودول الخليج ... اعتقد أننا سنجد الهوة كبيرة بهذه المقارنة لأن إيران أصبحت دوله نووية بسبب استثمار نفطها وعائداته في العلم والبحث العلمي والسعودية استثمرت نفطها في الدعارة وتجارة المخدرات وتخدير الشعوب عبر محطاتها الإعلامية وهذا بالطبع مرسوم له من قبل الإدارة الأمريكية التي لا تريد للعرب أن يكونوا باحثين وعلماء ولهم حضورهم في العالم وهذا أيضا ً يفسر قتل العلماء والباحثين العرب لأنهم يعتبرون خطرا ً على الإدارة الأمريكية وبوجودهم سينحسر الوجود الأمريكي ولن يكون لهم ذلك الدور الفاعل فمصلحة أمريكا وأوروبا أن يبقى العرب غارقين في تخلفهم كما هي المملكة السعودية القابعة في عصور الجهل والانحطاط وملكها لا يعرف أن يفك الحرف وهو الذي وصف الشعب السعودي بالشقيق فهل كان قد تناول حبة أم إبرة جعلته لا يميز شعبه عن الشعوب الأخرى .
نعتقد أن من يريد أن يبقى في عصور الانحطاط سيبقى ومن يريد أن ينهض سينهض،ومحطة المنار لن تتأثر بقرار منحط من عصور الانحطاط وستبقى دائما ً شعلة لن تنطفئ مهما أراد لها أعداؤها أن يطفئوا نورها المتقد على الدوام .
*كاتب وصحا في سوري
marzok.ab@gmail.com