2025-06-10 08:53 ص

وكيف للإرهاب أن يحارب نفسه؟

2015-12-18
بقلم: أنور العقرباوي*
حتى عشية إنطلاقة حالة الفورة الجماهيرية، قبل خمسة اعوام بالتمام والكمال، كانت هنالك بعض الأنظمة العربية، تعتقد أن مسألة بقاءها تحصيل حاصل، نتيجة قبضتها الأمنية وتحالفاتها الغربية، إلى حين باتت تستشعر بأن التململ منها، و إحتمال الإستعاضة عنها ببديل ينطلي على شعوبها، ولا يزعج أصحاب القرار والمصالح المشبوهة، أمر قد لا يستثنيها عن غيرها! تعددت زيارات "المفكرين"، وتعاقبت رحلات "المنظرين" لإسداء النصح والمشورة، وصك التحالفات المستورة! سقطت أنظمة وقامت على أنقاضها أخرى بديلة، وأصبغوا على الوضع السائد صفة "الربيع العربي"، قبل أن يسقط القناع عن آخرين، سرعان ما كشف تعاقب الأحداث حقيقة أضاليلهم بدعوى خدمة الحرمين الشريفين والحرص على شأن المسلمين، و آخرون يعيشون على أضغاث أحلام وأوهام بإحياء امبراطوريتهم المندثرة من جديد، حتى لا نسترسل أكثر بمن يزعمون ما أسموه بمسؤوليتهم التاريخية عن حماية مسرى الرسول العظيم، حين تغاضوا عن تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين! تبدلت لغة خطاباتهم و أساليب مناوراتهم، فمن التشدق حتى الأمس القريب على ضرورة حشد كل الإمكانات والطاقات، من أجل يوم التحرير الموعود، رضخت له الجماهير على حساب كتم الأفواه أملا بالمستقبل المأمول، إلى التحذير في يومنا هذا، من تفشي الإرهاب وتأصله، ومقايضة شره وخطره، بما نعتوه بالإستقرار الأمني، وهذه المرة حتى لو كان على حساب تفشي الفقر، والفساد والرذيلة والمحسوبية! بالأمس طلع علينا من يبشرنا بقيام حلف جديد لمحاربة الإرهاب أضفي عليه الطابع الإسلامي، استثنيت منه دول في مقدمة من يحارب الإرهاب، وأخرى وكأن إسلامها لا يعنينا منه شيء، ومع ذلك لم يتسنى لنا معرفة مفهوم الإرهاب و أدواته و اشكاله، من منظور هؤلاء اللذين سيحاربونه، على الرغم من أن دول الحلف الستيني الغربي، وبعد مرور أكثر من عام على انشائه، فإنها لا تزال تنأى بنفسها عن الخوض في تعريف ماهيته و حدوده، حتى لا تجد نفسها مرغمة على الإعتراف بأن كل مواصفات الإرهاب تنطبق على العدو الصهيوني، وبالسياق على من يدعون محاربته من أدواتهم العربية والمتأسلمة منهم! لن نتكلم عن طبيعة التصنيف الطائفي والغرض منه، إذ هي باينت للعيان لكل ذي ولو بضع بصيرة، ولا عن القدرة على تمويل الحملة المزعومة بعد تدني أسعار النفط، وإن كنا ندرك أنها ستكون على حساب التطور والتقدم البشري لشعوب المنطقة، ولن نخوض في تفاصيل المستفيد الأول والأخير من جراء تأجيج حرب عربية-عربية بأيد مسلمة عربية، فهو أمر لن يختلف عليه إثنان، وسوف نتجنب الحديث حتى عن الدور اللذي يمكن لإيران الإسلامية أن تلعبه في إستقرار المنطقة بعد الإعتراف العالمي بدورها الإقليمي والدولي، إذ ندرك أن ذلك لن يروق للبعض، ولكن اللذي يدور بالخلد: أين قائدة هذا التحالف المزعوم عن دورها الإقليمي التقليدي كقوة إقتصادية، ودينية ومكانة سياسية، وهل فات الأوان عليها قبل أن تعود إلى رشدها؟ وهل أن قضية الإرهاب حلت علينا فجأة، وكأننا لم نعهده بعد ستة عقود من الزمن؟ أم أنها لدى حقيقة أشباه الرجال "مو من الرمانة بس القلوب مليانة"؟ وهل فعلا أن الإرهاب حارب نفسه يوما، اللهم إلا إن أراد صاحبه الإنتحار، أو أن تكون صلاحية القائمين عليه على وشك النهاية؟ وهو أغلب الظن..........والله أعلم!!!!!!! 
 فلسطيني مغترب-واشنطن