2025-06-10 05:04 ص

قراءة في خطاب السيد المقاوم نصر الله!

2015-12-28
بقلم: حاتم استانبولي
مرة اخرى اكد السيد المقاوم حسن نصرالله , انه قائدا وطنيا قوميا , فقد اظهر الطابع الأنساني التحرري لجوهر الفكرة الدينية ووضعها في اطارها الوطني والقومي والأنساني . واعطى بذلك للشهيد سمير قنطار بعد المكان من حيث المولد وبعد المكان من حيث الأسر وبعده من حيث الأستشهاد , واخرج كل معانيه من خلال الزمان ... ان سرد حياة ومواصفات الشهيد كان لها خصوصية واضحة في هذا الظرف واكد ان مهمة الشهيد كانت خياره الشخصي لتحديد دوره المستقبلي . لقد ظهر اليوم السيد نصرالله بعباءة اهل البيت ولكن بمضمون وطني تحرري قومي انساني . وكانت فلسطين البداية والنهاية في مسيرة الشهيد . واكد ان الرد اصبح في يد المجاهدين المعنيين وحدد انهم يجب ان يقلقوا في الداخل والخارج وعلى الحدود , لقد اكد اليوم على البعد الديمغرافي للمقاومة من خلال حديثه عن ضرورة التمسك بالأرض , وعدم تركها تحت اي ظرف . ان معركة التمسك بالأرض هي من اهم المعارك ولا تقل اهمية عن المعارك التي تخاض على الجبهات الأخرى , ان هدف اسرائيل هي الأستيلاء على الأرض , وهذا يعني ان التمسك والصمود هي الرد الطبيعي وليس مطلوب من جماهير شعبنا في 48 سوى الصمود . اما على صعيد المواجهة الشاملة فقد اكد ان المواجهة بين المشروعين هي مواجهة ارادات , ان العامل الحاسم في الأنتصار هي جماهير شعبنا التي تمتلك الأرادة , وهذا ما اكده الشهيد سمير قنطار عندما خرج من فلسطين لكي يعود اليها , وهذا ما يؤكده كل يوم الجيل الثالث من الشعب الفلسطيني . ان الشاب الفلسطيني او الشابة او المرأة والرجل يخوضون كل يوم مواجهات مباشرة غير متكافئة يستشهدون ولكنهم يؤكدون ان ارادة المقاومة باقية ومتصاعدة في ظل تخلي ألأنظمة عن واجبها في حماية الفلسطينيين . ان الفلسطينيين والمقاومين يجب ان يخطوا استراتيجية قائمة على انهم وحدهم في ميدان المواجهة وان اهم سلاح يملكوه هو ارادة المقاومة والصمود والتحدي . اما عن الجانب الأهم فان اغتيال سمير قنطار كان قرارا صعبا لأسرائيل , وهي تدرك ان انعكاساته ستكون حاسمة . وهنا فان اي تدقيق بما قاله ان قرار الرد اصبح في ايدي المجاهدين المعنيين , فانه اعطى اشارة بان يكون الرد شامل في الداخل والخارج وعلى الحدود. وهنا فان الرد من على الحدود ستكون من المكان الذي عمل عليه الشهيد اي الجولان , لكي يؤكد ان ما عمل عليه الشهيد ورفاقه ما زال قائما . وان قرار فتح هذه الجبهة قد اتخذ وأشار لمدى حساسية هذه الجبهة بالنسبة لأسرائيل , كونها تعمل على ان تكون الجولان هي مكافئتها لدورها منذ خمسة سنوات في الأزمة السورية. وهي تعمل مع راعيتها وبعض الدول الغربية لتقسيم سوريا وهذا نتيجته القانونية ان تزال الدولة التي حاربت اسرائيل وانشاء دويلات قائمة على اساس ديني ومذهبي ولا يهمها موضوع سورية كوطن ودولة ومحصلة ذلك تكون الجولان قد اصبحت اسرائيلية قانونيا . وقراءة مدققة في كل كلمة تحدث بها اليوم فقد كان يحدد لجمهور المقاومة خطة طريق للمواجهة الشاملة , واعطى فهما جديدا لقوى الخصم حيث حدد انها اسرائيل وتوابعها في بعض العواصم العربية . والأهم ان اسرئيل لا يمكنها ان تصمد في ظل مواجهة يومية دائمة . ان الشعور بعدم الأمان هو مفتاح الأنتصار في معركة الأرادة , ان الصمود يعبر عن ارادة المقاومة , ان استمرار وجود الفلسطيني في الضفة وال48 وغزة يعبر عن التحدي لمشروع يهودية الدولة , و ظهوره اليوم بالعبائة السوداء له معاني خاصة لمناصري اهل البيت (تخص عملية الثأر) , فالشهيد وطني عروبي قومي (درزي). لذلك فان اعطاءه هذا الخصوصية في خطاب منفرد , اكد الطابع الوطني العروبي القومي لدوره كقائد للمقاومة . واخيرا اكد ان المقاومة لن تسكت على استهداف قادتها وكوادرها , وظهر واضحا انه اذا كان السكوت يعني المذلة فان الحديث كان قنطارا من التحدي .