2025-06-10 12:28 ص

أردوغان و حبل الكذب القصير

2015-12-30
بقلم: طالب زيفا
لم يعد لأردوغان مجالاً واسعاً لاستمراره في التلطّي لأن كذبه و مراوغاته لم تعد تنطلي على أحد و لم يعُد بإمكانه أن يُوهم العالم بأنه يريد أن يكون جزءاً من أي تحالف حقيقي في محاربة الإرهاب فكل الوقائع أثبتت و بما لا يدع مجالاً للشك بأنه جزء من داعمي الإرهاب ومموليّه وكل الوقائع و المعطيات تثبت يوماً بعد آخر بأنه وراء كُل المنظمات و الجماعات الإرهابية إذ جعل من تركيا ساحة حقيقيةلتلك الجماعات الإرهابية و ما جريمته في إسقاط الطائرة الروسية داخل الحدود السورية إلا برهاناً صادقاً و دليلاً على حنقه وغطرسته معتقداً بأن إسقاط الطائرة سيُحقق له أهداف منها منع التقدم المُذهل للجيش العربي السوري في مناطق شمال سورية وتحديدا قرب الحدود السورية التركية و إمكانية اللعب على الورقة الطائفية و الإثنية لحرف مسار مكافحة الإرهاب و إرباك روسية حتى تُخففّ من ضرباتها لداعش والنصرة و بقية المنظمات الإرهابية المدعومة من حزب العدالة و التنمية و إثارة العراقيل لإضعاف الموقف الروسي و الإظهار للعالم بأن أي اقتراب للقوى الجوية الروسية يُمكن أن تتكبّد خسائر في حال اقتربت من الخطوط الحمراء التي يتصورها في مخيلته المريضة تمهيداً لإقامة" المنطقة الآمنة" تحت ذريعة حماية التركمان ومنع تدّفق اللاجئين إلى تركيا فكيف لعاقل أن يُصدّق بأن الطائرات الروسية الحديثة و التي يدّعي بأنه أنذرها لعدة دقائق و حذّرها لعدة مرات من الدخول في الأجواء التركية و لحظة دخولها لثوانٍ كما يدعي تجد طائرتين تركيتين و بالصدفة يتم إطلاق صاروخ على مسافة 7 كيلومتر و تسقط الطائرة داخل الأراضي السورية بحوالي 4 كيلومترات ومن سوء حظ أردوغان فإن الطيار الروسي الذي تم إنقاذه سليماً معافى قد تحدث لوسائل الإعلام بأنه لم يتلق أية تحذيرات من أي رادار أو جهة عسكرية تركية بأن طائرته قد تجاوزت الحدود السورية التركية و لكن لنتائج هذه الجريمة انعكاسات أولية يمكن تلخيصها بعدة نقاط : 1-حصول سورية على النظام الصاروخي S 300 و قيام روسيا بنصب صواريخ S 400 المتطورة و التي لم تُعطُ ولم تُباع لأية دولة خارج حدود روسيا الإتحادية . 2-تمركز الطرّاد الروسي الفعال (موسكوف) و هو عبارة عن (حاملة طائرات ) و إاستبدلت صواريخه S 300 ب S 400 القادر على المناورة و قصف أي هدف مُعاد على مسافة تصل إلى مئات الكيلومترات و على متنه قوة صاروخية يمكن أن يصل مداها لأكثر من 500 كيلومتر و بإمكانها إصطياد الطائرات و السفن و حاملات الطائرات بدقة متناهية 3- تكثيف الهجمات الجوية السورية و الروسية على الحدود الشمالية لسورية وزيادة زخمها و فعاليتهافي القضاء على العصابات المسلّحة الأرهابية 4-نهاية الحلم الأردوغاني بإقامة ما سُمي "المنطقة العازلة "أو المنطقة الآمنة التي كان يدعو لإقامتها أردوغان إضافة للمنعكسات السلبية للعلاقة بين تركيا و روسيا و افتتضاح أمر أردوغان بأنه يحارب القوى التي تحارب الإرهاب . ومن هنا نلاحظ ردّات الفعل الدولية التي خيّبت آمال أردوغان خاصةً من حلف الناتو الذي حاول أردوغان زجّه كون تركيا جزء من حلف الناتو و الذي يرى بأن أي عدوان على تركيا هو عدوان على حلف الناتو فنأى بنفسه عن التورّط في حرب لا تخدم مكافحة الإرهاب و هنا يذكرنا أردوغان بتشجيع أمريكا لصدام حسين في اجتياح الكويت والكلام نفسه حصل مع أردوغان لكن هذه المرة مع الدب الروسي الذي أراد أردوغان أن يجرحه مخالفا بذلك مبدأ استراتيجي يقول بأن أي تدّخل ضعيف يقوي الخصم ... و الخصم هنا هو دولة عظمى تمتلك جبروت و قدرات نووية و عسكرية لا طاقة لأردوغان بتحمل تبعاتها من كافة النواحي العسكرية و السياسية و لا حتى الوضع الداخلي لتركيا يسمح بنشوب حرب إقليمية هذه المرة طرفها ليس اليونان لا قبرص و إنما اطراف متوثبة نتيجة أفعال أردوغان في تقويض االسلام العالمي وإثارة النزعات والنزاعات الإثنية والطائفية والأنكى من ذلك زعمه بأنه يدافع عن السوريين التركمان ويدافع عن الشعب السوري والسؤال المطروح هل حماية داعش والنصرة هي جزء من مهمته فيما يدعي ؟ ولوكانن كلام أردوغان موضوعيا ومنطقيا لكان على سورية أن تنشىء منطقة عازلة للدفاع عن العرب في كليكيا وأضنه وديار بكر وماردين وأُورفه وغازي عنتاب كونهم ليسوا من القومية التركية وليس فقط عن عرب لواء الأسكندرون ذو الغالبية السورية. يمكننا الإيجاز بالقول إن أردوغان ومن معه يتخبطون وتتساقط أوراقهم ورقة تلو الورقة لأن العالم لا يمكن مهما تلاقت مصالحه مع أردوغان أن يقبل بانتشار الإرهاب الذي بات يهدد العالم وينفلت من عقاله ويصح المثل القائل "هذه نتيجة من يلجئ أم عامر" وسيندمون حيث لا يفيد الندم.