من كان يصدق أن مملكة الرمال يمكن أن يخرج منها كل ذاك الحقد الأعمى على المنطقة العربية وتبدأ نفث سمومها وإرهابها على أقرب الدول إليها مدعية أنها تطبق الشرعية الدولية وتحاول أن تثبّت قيم الحق والعدل والديمقراطية في تلك الدول وهي الأبعد زماناً ومكاناً عن تلك الادعاءات التي تتخرص بها .
ومن كان يصدق أنها يمكن أن تبذل كل تلك الأموال الطائلة في سبيل دعم الجماعات الإرهابية الوهابية التي تقتل وتدمر باسم الدين الإسلامي الحنيف وهي الأبعد عن الدين الذي اتسم بالسماحة وقيم السلام والمحبة بين كل الأديان وكل الطوائف على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم .
ومن كان يصدق أيضاً أن تلك المملكة التي تضم ملكاً قلما يكون صاحياً بسبب غيبوبته الدائمة وبسبب أمرائه المفرطين في تناول المخدرات يمكن أن يكون بيدهم قرار الحرب والسلم حيث أنهم حسبما أثبتت الوقائع أنهم أشخاص يؤمرون ولا يأمرون وكل تلك القرارات التي كانت وبالاً على المنطقة العربية ليست من صنع عقولهم المريضة بل بإيعاز من غرفة العمليات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وضباط كبار في الاستخبارات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية حيث يقومون بتنفيذ مخطط تم وضعه منذ أكثر من عشر سنوات لتقسيم المنطقة العربية مستخدمين بعض الدول العربية كأدوات لتنفيذ تلك المشاريع الامبريالية خدمة للكيان الإسرائيلي ولإضعاف دول محور المقاومة في المنطقة حيث تم توزيع الأدوار على تلك الدول وقد أخذت أو بالأصح فقد تم الاعتماد على مملكة الرمال وقيادتها المحتضرة التي تدار أمريكيا في تمويل ودعم الإرهابيين وتجنيدهم للذهاب الى سورية لإسقاط الدولة فيها حيث استخدمت الإدارة الأمريكية أدمغة وعقول استخباراتها في سرقة المال السعودي والقطري في الحرب على سورية من وراء الستار حيث تقوم ببيع الأسلحة المخزنة في مستودعاتها والتخلص من الإرهابيين في بعض دول العالم وتجنيدهم لقتال الدولة السورية ومن يطلع على الأرقام التي صرفت في الحرب على سورية يصاب بالذهول حيث أن تلك الأموال كانت كافية حسب بعض الدراسات للقضاء على الفقر في أكثر من قارة وجعلها تعيش في حالة من الرفاهية والعيش الكريم ولكن هل تريد الإدارة الأمريكية فعلاً إحلال الديمقراطية .. أم أنها تقول شيئا ً وتفعل شيئاً آخر .. المؤشرات كلها تقول بأن الادارة الأمريكية لم تكن في يوم من الأيام حريصة على الديموقراطية ، ولا على إحلال أي نوع من الحريات في العالم وكل ما يهمها هو مصالحها الخاصة فقط لاغير وعلى هذا الأساس فأن الخطط توضع لكل الدول بما يخدم مصالح الإدارة الأمريكية بالدرجة الأولى وبما يحقق الأمن للكيان الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين ويقتل ويدمر يوميا ً البشر والحجر دون أن تتحرك ضمائر أولئك الحريصين أو الذين يدعون الحرص على الديموقراطية وعلى حقوق الإنسان التي دهست تحت أقدام الأمريكيين في العراق حين احتلتها الإدارة الأمريكية في عام 2003 فهل تحركت ضمائر أولئك حين كان يقوم الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدن والبلدات الفلسطينية ، وهل تحركت حين قام بحربه على غزة وحين يحاصر الفلسطينيين ويمنعهم من القيام بأقل حقوقهم في بلدهم ووطنهم فلسطين إنها كذبة كبيرة تقوم بها الإدارة الأمريكية ولكن الأغبياء هم من يتبعونها دون أن يكون لهم حول ولا قوة فالمملكة السعودية وملكها المحتضر ليس له حول ولا قوة وموظفو الإدارة الأمريكية يحركونه كيفما يشاؤون ووزراؤه يقومون بتنفيذ ما يملى عليهم ليبدو في الظاهر أن المملكة تدعو إلى إحلال الحريات في المنطقة العربية وهي غارقة في عصور الجهل والظلام وهي التي لم تقم بتاريخها بأي انتخابات كيفما كان شكلها ديموقراطية أو غير ذلك والأنكى من ذلك ما قامت به في حربها على جارتها اليمن والتدمير والقتل اليومي الذي تقوم به يوميا ً ... هل يعقل أن مملكة الرمال تقوم بهذا الأمر بوحي من عقول ملوكها وأمرائها الذين يعيشون في غيبوبة دائمة ... وهل يعقل أن كل تلك الجرائم والقتل والتدمير الذي تدعمه في سورية واليمن والذي تفوقت فيه على جرائم إسرائيل يمكن أن يكون من صنعها !...
إن العقل الأمريكي هو وراء كل تلك الجرائم والدليل أنها على الرغم من مرور كل ذلك الوقت لم تقم الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بإدانة أو شجب تصرفات مملكة الرمال وهذا يعني أن كل تلك الأطراف متحالفة مع بعضها وتقوم بتلك الحرب في المنطقة العربية .
على الرغم من مرور حوالي خمس سنوات على الحرب على سورية إلا أن المؤشرات تشير إلى المؤامرة بدأت عدّها التنازلي وأدوات الحرب وعلى رأسها مملكة الرمال ستحصد نتائج أفعالها المشينة هي والرأس المدبر الإدارة الأمريكية التي بدأت تتحسس ملامح هزيمتها وهزيمة مشروعها الذي سقط بفعل الصمود السوري قيادة ً وشعبا ً .
*كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com