2025-06-09 10:48 م

الدور الوظيفي للصهيونية الوهابية في تدمير الحضارة الانسانية

2016-01-09
بقلم: جمال رابعة*
ليس من قبل الصدفة ما نشهده اليوم من سلوك وأسلوب وممارسة ممنهجة بتدمير التراث الإنساني والتاريخ الحضاري لبلاد الشام من قبل هؤلاء القادمين من خلف التاريخ ويعتنقون فكرا" هداما" لا يصبو إلا لتدمير الإنسان والمعاني الإنسانية والمادية للبشرية فكرا" أستقدم من عفن الأخلاق والقيم المنحطة استولدتها الوهابية لتغيير القيم والأخلاق النبيلة والحميدة التي تمتع بها الإسلام المحمدي عبر تاريخه الإنساني ببضاعة بريطانية لتصدير اسلام على مقاساتهم ووفق توجهاتهم تحدد وتنفذ مشاريعهم كما هي فما فعلته الوهابية وآل سعود في شبه الجزيرة العربية يتقاطع وبشكل متكامل ويتشابه من حيث الأهداف والأسلوب مع هذه القطعان التكفيرية من داعش وغيرها يقول فاروف اختر مدير اللجنة الملكية نقلا عن جون ماريو مؤلف كتاب مجلس بيلاتس في الصفحة 199 مما قاله بيفن رئيس الوزارة البريطانية امام مجلس العموم في احدى خطبه يوم 26 شباط عام 1947 ميلادية ((ان ال سعود منسجمون معنا في السياسة المرسومة ضد العرب والمسلمين عن طريق فلسطين والقضية اليهودية )) وذكر جون بتي في كتاب الصهيونية لعبتها امريكا ترجمة دار النشر للجامعين بيروت في الصفحة 92 ((كشف عبد العزيز ال سعود في اوراقه لاصدقائه الانكليز اانا نعترف باسرائيل ونفخر اننا كنا اول من مد لها يدنا )) كتب الرئيس السابق للكيان الصهيوني ("اسحاق بن زفي") كتاب "الدونمة" بالعبرية و ترجمه الى الإنكليزية "اسحاق عبادي"ونشر في أمريكا عام 1957.. في الصفحة 232 يقول بن زفي"بالحرف": "هناك طوائف دينية لاتزال تعتبر نفسها من بني اسرائيل_وأعضاء هذه الطوائف استمروا على اقامة شعائر الدين اليهودي و من هؤلاء طائفة السامريين الذين يعتنقون صراحة الدين الموسوي_وطائفة هامة هي الطائفة الوهابية وهي مسلمة في الظاهر إلا أنها تقيم في السر شعائر الدين اليهودي". ........... من بعد استقراء تاريخ بداية انتشار الوهابية في بداية القرن التاسع عشر سيكشف الكثير من أوجه الشبه ما بين النهج العنيف الذي كانت تتبعه هذه الحركة بعد تحالفها مع بني سعود لفرض وجودها وما بين العنف الذي يتبناه تنظيم داعش لفرض أفكاره وبسط نفوذه تجلى ذلك في المناهج الدراسية التي فرضتها داعش في الرقة تدرس في المملكة الوهابية فما تشهده اليوم مدن العراق وسورية من تدمير للمساجد والحسينيات والمزارات والقبور الصوفية ومن محاكمات لا شرعي تقيم الحدود وتنفذ الإعدامات الجماعية العشوائية0 نكاد هنا نجد شبيها له في تاريخ بني سعود الذي يستند على الفكر الوهابي كاأداة تشريع وفتاوى لكل جرائمهم بحق الانسانية والتاريخ ما بين عامي 1904-1925 حيث قاموا بتدمير مقابر أهل البيت وصحابة رسول الله محمد وهدموا المساجد وبيوت الأولياء ودمروا القباب والمزارات وكما روى أبن الريحاني في كتابه تاريخ (نجد الحديث وملحقاته) أن الحادث الخطير في دعوة محمد بن عبد الوهاب هو قطعه لشجرة (الذيب) في منطقة الجبيلة التي كان يتبرك بها الناس فتبعه أعضاءه تدمير القباب وتحطيم القبور بما فيها قبور أصحاب النبي محمد0 تذكر كتب التاريخ أن حرب بني سعود المسنودة شرعا الى الوهابية ذهب ضحيتها أكثر من سبعة الاف قتيل وانتهت بأقامة المملكة الوهابية و التي تعهد ملوكها متبني الفكر الوهابي المتشدد وكمذهب رسمي للدولة 0 تقوم على فرض تطبيق الشريعة بعد تحريفها واعتماد قوانينها الصارمة وهو ما يقول اليوم تنظيم داعش ويسعى اليه 0 ما يمكن القول أن 90% من الأثار الأسلامية في الحجاز قد تم تدميرها فقد ابادت وازالت التراث الحضاري الاسلامي والانساني في مكة المكرمة تبيد تراث في مكة في العام 1924فقد تم ازالت مقبرة (المعلى ) التي تضم قبر السيدة خديجة زوجة الرسول وقبر عمه ابي طالب وبعد عامين 1926 في المدينة المنورة هدمت مقبرة البقيع التي تضم قبور عدد من أهل بيت رسول الله ومنهم ابنته فاطمة الزهراء وحفيده الحسن بن علي كما هدمت المساجد السبعة في المدينة 0مسجد الفتح أو (الأحزاب) ،مسجد سليمان الفارسي، ومسجد أبي بكر، و مسجد عمر، ومسجد فاطمة ،ومسجد علي، و ومسجد القبلتين0 وقاموا بهدم قبة قبر الحمزة بن عبد المطلب ،و ازالوا مقبرة شهداء أحد ،و أزالوا طريقي بدر، و أحد0 بالمقابل هناك مواقع تم الحفاظ عليها والاهتمام بها وترميمها: كمنطقة خيبر ما تزال تحتوي على اثار مرتبطة بتاريخ اليهود و هي منطقة يؤمها اليهود حتى اليوم لزيارة تلك الاثار واثار اليهود في المدينة المنورة باقية فمازال حصن كعب بن الأشرف موجود في منطقة السد في المدينة و مكتوب عنده (منطقة اثرية) وكذلك خيبر0 _نتساءل كيف يحافظ بني سعود الوهابيين على اثار اليهود ولا يحافظون على اثار النبي وال بيته وأصحابه0 اما ما اصاب(المكتبة العربية التاريخية العالمية )على يد الوهابيين ا التي أحرقوها و تعتبر من أثمن المكتبات في العالم قيمة تاريخية ولا تقدر بثمن لقد كان بهذه المكتبة (60000) كتاب من الكتب النادرة و فيها (40000) مخطوطة نادرة من مخطوطات (الجاهلية )0 ان ما بدأه بني سعود و الفاشية الوهابية في تدمير الحضارة الاسلامية و التاريخ الانساني في شبه الجزيرة العربية يكمل فصوله داعش في بقية جغرافية المنطقة العربية فها هي حضارة بلاد الرافدين و ما بين النهرين في سوريا و العراق تعرضت أثارها للإزالة كما حصل ل مدينة النمرود و حضر و متحف الموصل في العراق و كافة القبب و المقامات الاثرية التاريخية ،و في سورية ذات الايدي الهمجية من رعاع الوهابية التكفيرية الفاشية النازيين الجدد قاموا بتدمير معالم اثرية في مدينة تدمر كمعبد بل و المدافن العامودية و القبب و المزارات التاريخية والتي كان آخرها تدمير معبد «بعل شمين» الروماني الشهير، و هذا ما حصل للتراث الحضاري في بقية المحافظات السورية في حلب و ادلب و درعا و حماة من نهب و تدمير لذك التراث ،مديرية الآثار والمتاحف السورية، وعن طريق خريطة تفاعلية يتم تحديثها باستمرار تمكنت من توثيق 785 منطقة أثرية متضررة في سوريا، موزعة على جميع المحافظات السورية ،اما في اليمن فقد تكفل الطيران الوهابي بتدمير التراث التاريخي في اليمن من الجو و تكفلت ادواته من داعش و القاعدة بتدمير ما تبقى على الأرض اما المواقع الأثرية الليبية، على رأسهم مدينة لبدة الكبرى، وهي مدينة يعود تاريخها لعصر الإمبراطورية الرومانية، ومدينة صبراتة ومدينة شحات، وهما مستعمرة يونانية قديمة، مدينة غدامس الواقعة جنوب ليبيا، وهي التي لقبتها منظمة اليونيسكو بـ"لؤلؤة الصحراء في ظل تمدد داعش في الجغرافية الليبية فمصيرها مجهول بالختام استطيع القول ان الوهابية الفاشية لها تاريخ من القتل و الاجرام و الارهاب و هي كانت ملهمة للنازية بتدمير البشرية اما بني سعود و دورهم الوظيفي في المنطقة المعلن وغير المعلن بتغييب وازالة كل المعالم الاسلامية والحضارة الانسانية فهم يرفعون راية الوهابية شعارا و طريقا و عنوانا فهم حصان طروادة بين امتنا العربية خدمة للكيان الصهيوني.
* عضو مجلس الشعب السوري.