2025-06-09 06:49 م

تحرير مكة طريقنا للقدس

2016-01-13
بقلم: محمد شادي توتونجي
على ما يبدو أن نظرية " تسمين العجول " التي أنجزتها المخابرات الصهيو - أمريكية تجاوزت المبتغى منها من التسمين إلى الجنون ، فعجول أمراء التنابل دخلوا مرحلة الجنون ، بعد أن عصفت اليمن بهم بحزم أبنائها ، وقضت على كل أمالهم ، واصطدمت رؤوس تلك العجول بكل الجدران ، من بغداد إلى دمشق فالضاحية الجنوبية فاليمن ، حتى تشققت جماجمهم فركبهم الجنون وأخذتهم العزة بالكفر ، فلا هم حزموا ولا استطاعوا أن يعيدوا شعرة أمل بنصر وهمي ، فسعروا جنونهم وأعلنوا هزيمتهم النكراء في بقصف المقصوف في اليمن ، والهزيمة في لبنان بتجميد المبادرة الرئاسية ، والانكسار في العراق بتحرير الرمادي ، وكسر رأسهم في سوريا بمقتل غلامهم " زهران علوش ". وقبل كل هذه الهزائم على الساحات الدولية ، كانت تتوالى هزائمهم الداخلية بتظهير حقدهم وطائفيتهم الشنيعة ، من قتل الحجاج في منى بذريعة حادث التدافع ، وقتل وسجن أحرار الرأي والكلمة من رائف البدوي المسجون في سجون قبيلة بني سعود ، وإعدام الشيخ نمر باقر النمر طائفياً ، حتى طاولت طائفيتهم وعصريتهم أحرار الرأي في ظل مستبدي الحكم في مملكة البحرين وعائلتها الحاكمة بالتبعية لآل سعود من آل خليفة والشواهد كثيرة من اكتظاظ سجون البحرين بدعاة السلم والحرية والفكر. عائلة آل سعود اليوم تدفع ثمن غبائها المتدحرج وحقدها الأعمى في كل الساحات وتواجه الزوال الحتمي القريب والسقوط المدوي بعد أن فشلت في كل الملفات ، إيران نووية والعلاقات الغربية الإيرانية إلى تصاعد ، وغريمها الأساسي و الأكبر في المنطقة الرئيس بشار الأسد أنتصر بشعبه وجيشه وحلفائه من بحر الصين إلى الضاحية الجنوبية ، و بدأ التهافت الدولي على سورية لإعادة العلاقات ، وإعلان الدول العظمى هزيمتها في سورية بالقرارين 2253 و 2254 الذين أقرا ببقاء الرئيس الأسد وبأن الشعب السوري وحده من يحدد مستقبل سورية السياسي ووحده من يحق له تقرير مصير الرئاسة في سورية ، وفشلت في إرساء معادلاتها في لبنان. قبيلة آل سعود هذه ، فشلت في تشكيل وفد للمعارضات السورية ، وفشلت في تشكيل التحالف العربي ، ثم التحالف الإسلامي ، فاستنجدت بالجامعة العربية لمواجهة إيران وفشلت ولم تنل إلا بيان " جبران خاطر " ، فاستنجدت بالصومال و إريتريا وجيبوتي سياسياً ، وأقامت مجلس تعاون استراتيجي مع المهزوم الآخر العثماني وفشلت. والأهم أن قبيلة آل سعود هذه أصبحت مضطرة عبر صحفها الصفراء وأقلامها المستأجرة أن تروج للمجاهرة بإعلان التطبيع مع " إسرائيل " وبدأت بتمرير الرسائل بقول أحد غلمانها أن التحالف مع " إسرائيل " هو أمر ضروري لمواجهة المد الإيراني. وبالمناسبة منذ مدة ليست بالقصيرة ويتم ترويج و تعميم هذه الثقافة بين أبناء مملكة الرمال عبر استفتاءات إذاعية لإعلاميين شباب صنعتهم المخابرات السعودية عن أهم اللغات التي يرغب الشباب السعودي بتعلمها وكانت معظم الإجابات " العبرية " ، وكان يتم هذا الموضوع بشكل متناسق ومتدحرج على مبدأ دمج الثقافات لفتح الباب على إنه مطلب شعبي وعرضت على صفحات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية صوراً مشتركة لوفود طلابية صهيونية مع مجموعة طلاب سعوديين. وكانت على نفس تلك الإذاعات دست شيوخاً يفتون بعدم محاربة الكيان الصهيوني وأولوية محاربة " التمدد الشيعي الصفوي الفارسي " حسب تعبيرهم ، وبإن " إسرائيل " ليست دولة عدوة و إن الخطر على العرب هو الخطر الفارسي ، وكان اللعب على تغيير وجهة العداء من تل أبيب إلى طهران هو شغلهم الشاغل اليومي ، حتى بلغ بإمامهم في الحرم المكي إعلان أن الحرب في اليمن هي حرب على الشيعة. هذه التخبط السعودي الذي يدفعه حقدهم ، أدى إلى عجر بالميزانية السعودية إلى ما يزيد عن 94 مليار دولار ، نتيجة تخفيض أسعار النفط لمحاربة القيصر الروسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فضلاً عن الأموال الطائلة التي تدفعها قبيلة آل سعود في حربها على سورية من تسليح لمجاميعها التكفيرية المجرمة ، و الأموال التي تدفعها لاستئجار جيوش الانحطاط العربي من السودان و باقي مضارب الخليج العربي ، إضافة إلى الأثمان الباهظة التي تدفعها لإستئجار مرتزقة البلاك واتر وإرهابيي القاعدة لحربها في اليمن. كما تدفع أثماناً كبيرة للصحف الصفراء والقنوات التلفزيونية لإعلاميي آخر الشهر ، وشراء اصوات بعض المسؤولين من النواب والوزراء في بعض الدول العربية لضرب السلم الأهلي فيها وإسقاط أي مشروع لتحقيق الأمن والإستقرار في تلك الدول ، وإفشال كل محاولة لفك العقد السياسية العالقة. وكل هذا الفشل في سياستها الخارجية والداخلية التي يقودها الغلام المتهور يرافقه الأفخاخ التي تنصب داخلياً بسبب خلافات داخل العائلة الحاكمة المحتلة لأرض شبه الجزيرة العربية ، حيث يلاحظ و بشكل واضح للعيان إبتعاد محمد بن نايف عن الواجهة ، وترك بن سلمان ليصدم رأسه بالجدار ، في الوقت الذي يفخخ فيه بن نايف الوضع داخلياً كونه ممسك بالملف الأمني حسب منصبه كوزير داخلية ، وابتعاد القوة الضاربة في ما يسمى جيش عائلة آل سعود من " الحرس الوطني السعودي " بقيادة متعب بن عبدالله عن الحرب في اليمن وترك بن سلمان مجدداً يغرق في المستنقع اليمني. كل هذا دفع بعض أمراء تلك العائلة إلى القول أن تلك العائلة تواجه خطر الزوال والرحيل: فلقد قال الأمير سعود بن سيف الإسلام على حسابه في تويتر موجهاً حديثه إلى أمراء آل سعود من دون أن يسميهم “وكأن التاريخ يعيد نفسه استمرار التعنت والغفلة والتخلي عن المسؤولية وتجاهل خطورة الوضع سيؤدي الى كارثة وكأنهم غافلين عن التحذير”. كما قال الأمير خالد بن طلال شقيق الملياردير الوليد في تغريدة على حسابه في تويتر، “يقول عضو المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أن الحكومة هي معلم الأمة ، وعندما تخرق القانون ، فإنها تؤسس لنموذج يستدعي المحاكاة ويؤدي إلى الفوضى والانهيار السياسي”. كذلك التململ الغربي غير المسبوق في كبريات الصحف و الدراسات الغربية والأمريكية التي فحواها: بأن النظام السعودي نظام مُتخلف وينتمي للقرون الوسطى ، لا ديمقراطية ولا أحزاب ولا حقوق إنسان ، وحاضن للإرهاب فكراً وتمويلاً ، ويقوم بجرائم حرب لا يمكن السكوت عنها وقد أصبح عبئاً على الليبرالية الغربية ، وحان الوقت لاغتياله وبديمقراطية الطوائف كالنموذج العراقي واللبناني وبطابع جمهوري. ومثل هذا الكلام الذي لم يكن معتاداً ، بل كان حتى ممنوعاً إشاعته في الغرب الأوروبي الأمريكي " الديموقراطي " عن تلك العائلة بسبب ترابط المصالح الاقتصادية بها أصبح اليوم يتنامى ويكبر وبالفم الملآن ، وهذا كله لا يمكن أن يصدر إلا بأوامر عليا لتلك الصحف وبداية رفع الغطاء عن عورة تلك الطغمة الحاكمة في شبه جزيرة العرب. كما إن تلك العائلة تؤكد ترابطها العضوي و الوجودي بالكيان الصهيوني بما تقوم به من محاولات لتغيير معالم المدن المقدسة " مكة المكرمة والمدينة المنورة " بطمر مقدسات المسلمين فيها ، وإزالة المعالم النبوية فيها من طمر بيت النبوة ونبش قبور الصحابة في المدينة المنورة ، كما توجه ذراعها الإرهابي لعمل ذلك في سورية والعراق من هدم للمساجد والكنائس ونسف القبور و تدمير كل معالم الحضارات الإنسانية إلا ما تبقى من حصن خيبر فهو مكان ممنوع اللمس والاقتراب في شبه جزيرة العرب ، هذه الأفعال كلها تؤكد ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون بأن ( ازدهار أوعمران أورشليم “القدس” يقابله خراب مكة والمدينة ). ولهذا كنا و مازلنا نؤكد بأن فتح القدس يمر حتماً من فتح مكة والمدينة ولا بد لنا كعرب و مسلمين من تحرير مكة و المدينة من تلك الطغمة الحاكمة في شبه جزيرة العرب لنقطع الذارع الصهيوني الوهابي في العالم والمنطقة ، ويصبح الطريق سالكاً لفتح القدس وتحريرها من الصهاينة المجرمين ، ولتجفيف منابع تمويل الإرهابيين في الأرض ، والقضاء على بذرة الفكر الصهيو – وهابي الذي يعيث فساداً وإجراماً في المنطقة.