النهج المضاء بدماء الرؤوس المقطوعة الأشلاء المبتورة ، نهج الجحيم الأردوغاني المنتقم من النعيم السوري الشريف الأبي الطاهر النقي، وثقافة الفوضى والهمجية العارمة ، والبطش والاستخفاف بالأرواح والدماء والأعراض ، التي توقد بنار النفط السوري والعراقي المسروق ، والشاهد على نتائج هذا النهج وتلك الثقافة أرواح زوار وسائحون أوروبيون في اسطنبول ، لله درك يا أردوغان وقد جسدت إدارة الخراب والدمار ليس في المنطقة فحسب ، وإنما في قلب بلدك تركيا ، والرهان قائم على نواتج ما صنعت يداك من تراكمات عدائية لتركيا ـ الدولة والأمة والشعب ـ يا وسام الشرف الرفيع على صدور اللصوص والقتلة والجبناء ومصاصي الدماء وأكلي لحوم البشر ، غدوت أسماً استثنائياً فريداً بهذا الجنون السياسي ، والمجون الإرهابي ، والعربدة العسكرية ، والتي تريد من خلالها أن تعيد تدوير الزوايا لغايات إثبات الوجود في الداخل التركي ، والإيحاء بأنك ما زلت تمتلك الكثير من الأوراق كشريك في الساحة الدولية ، أي خرف تحاول أن تخدم فيه الإستراتيجية التي قدمت وستقدم الدم التركي بالمجان للقوى الصهيوأمريكية ؟! أنت إرهابي موصوف ومعروف بين اللاجئين والمشردين في المخيمات ،وأسم تردده شفاه الأطفال على شواطئ الموت ، لقد كتبت سيرتهم أيها المثال والأنموذج الإرهابي الدموي لكل سفاحي العالم ، وما زلت وحزبك تزرعون في الدروب أشجار الزقوم ، ليبقى التواصل بين الجحيمين لكل المسالمين والمسلمين والمؤمنين بالإنسانية كنهج حياة وبالأمن الإنساني كضمان لوجودهم في الدارين ، الويل لك ولكل إمام على بوابة جحيم الإرهاب في الدنيا وجحيم النار في الآخرة غربياً كان أم شرقيا، ومع ذلك ما زلتم تنفحون الكون برائحة الشياطين ، ومهما تعرضت تركيا لتفجيرات ستبقون دائماً في الصف الأول وفي مقدمة الإرهاب العالمي وعند ريادة وقيادة أبو بكر البغدادي ، حكمت بالإرهاب وصار الإجرام كتابك وسنتك ، وبغبائك تظن أنك ما زلت قادر على الإمساك بخيوط المشهد الدولي من خلال أمريكا وإسرائيل ، تباً لك ولأمريكا وإسرائيل ، ولكل من يظن أنه الأوحد في هذا العالم ، هناك شركاء إنسانيون انتزعوا عنوة أحادية القرار العالمي ، نتحدث عن أبناء محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي ، وأنت وكل الأدوات كنتم وما زلتم وستبقون في ذيل الأولويات الأميركية، لهذا لا يمكن أن تستوعبوا ما نقول لأنكم خارج النص السياسي والقانوني العالمي ، نعم ، أنتم مجرد أدوات و قطاع طرق إرهابيون مجرمون لا أكثر ، وللعلم والعالم فقط : مهما حاول سيدكم الغبي الأمريكي أن يمارس سياسة التذاكي من خلال سياسته المتخمة بسلبيته القذرة ، فإننا لا نبالي بموضوع الدفع نحو الهاوية ، لماذا ؟ لأننا في الهاوية أصلاً ، المشكلة يا أغبياء عندكم أنتم ، وكلما تأزمت الأمور عندنا وبقي الموضوع السوري بلا حل ، كلما دفعت مجموعة العوامل والأسباب التي تتداخل بالنتائج أمريكا إلى الهاوية ، نعم ، أنتم اليوم تحت التهديد النووي الكوري ، وتحت رحمة الإرهابيين المصنعين أمريكياً ، فيكفي لأن فلم الاستفادة من هذا الإرهاب انتهى ، وأي تعويل إضافي عليه يعتبر انتحار ومغامرة وجودية لا أكثر ، وليفهم ذلك الأمرمن يفهم ،..!!
أما أنت فإنك تردد كما الببغاء المنطوق الأمريكي بحرفيته مع أنك تجهل حرفيته ـ وأقصد تقنيته الفنية لمن يجهل من أمثالك نوضح ما نقول ـ ولا تدري أنك بذلك تؤجج النار في تركيا التي أصبحت اليوم تعاني وبسبب حمقك من خطراً وجودياً ، أمريكا لا ولن تكون رأس حربة ولن تدخل حروب مباشرة من أجل عيونك لا هي ولا حتى الناتو ، هم يمارسون وأمام عينك سياسة الانزواء أو الابتعاد عن المواجهة المباشرة ، وأنت تضرب في الداخل التركي ، وفي سورية عبر أدواتك الإرهابية وفي العراق بشكل مباشر من خلال الجيش التركي ، ما هذا ؟!! ثمة معايير أصبحت خارج اللحظة السياسية وأنت ما زلت تعيش في سنوات سابقة لم يعد لها أي وجود، لا بل وتجد مساحة من الوقت لكي تتشدق وتحاول أن تخفي جرائمك المفضوحة عبر إلقاء التهم على هذا الطرف أو ذاك ، لماذا ؟ من أجل إقناع الشعب التركي بأن سورية الأسد هي مصدر البلاء ، كيف ؟! وبدليل ماذا ؟! هل سرق الأسد ثرواتكم، وأثاركم، وقتل أبنائكم، وهجر أطفالكم،وأستباح نسائكم وأدمى قلوب شيوخكم ، وهل هدم بيوتكم ؟! وهذه الصور عبر التواصل الاجتماعي لابنكم الأستاذ بلال مع قادة التنظيمات الإرهابية لمن ؟! هل هي لـ بشار الأسد ؟! المصيبة أنك بعد أن حولت تركيا إلى خراب ودمار تصر على أن هوية منفذ التفجير الانتحاري في حي السلطان أحمد بمدينة اسطنبول سورية بدلا من التركيز على أنه إرهابي متطرف من تنظيم داعش وتتجاهل عمداً ومع سبق الإصرار والترصد أنه من مواليد السعودية ، لماذا ؟! لأنك شريك في الجرم، بل أنت الجرم ذاته..!!
لا شك أن الرجل يا سادة أخذ بقواعد وعلوم حديثة ونظم متقدمة لرعاية وتمويل الإرهاب ، إلى أن أصبحت تركيا بالكامل رهينة للإرهاب الإقليمي والدولي في آن معاً ، وما حدث وما سيحدث في تركيا ما هو إلا نتيجة طبيعية للسياسة الحمقاء الخرقاء الاردوغانية البلهاء ، وانعكاس حتمي وأكيد للحرب بالوكالة عن القوى الصهيوأمريكية والتي لا ولن تتوقف أثارها عند هذه الحدود ، بل ستشمل أوروبا وستعمل على استنزاف حلف الناتو بعدة طرق وأشكال لا ولن تخطر ببال الأوروبيين الذين ينامون بعسل اوباما الذي لا يجد خطورة اليوم في تنظيم داعش ، بعد أن كان يشكل أكبر خطر على أمن الولايات المتحدة وأوروبا ، ونقول لكامل المجموع المصنع و الداعم والممول للإرهاب : ستكونون أنتم قلب الهدف الإرهابي وفي القريب العاجل؟! أتعلمون كيف ؟! وللإجابة نقول لكم : إن مجرد تبني سياسة العداء الظاهري لهذه التنظيمات يعتبر في تقديرهم بداية مراحل حرقهم ، لهذا لا ولن يتوانوا عن عمل أي شيء وبعقر دار المصنع والداعم والممول ، أنتم في مرحلة ما بعد عدم الاستقرار السياسي ، وهناك سيناريوهات لا يمكن توقعها ، سيما وأن قرارات أمنية تعد لضرب الإرهاب حتى وإن كان تنفيذها بطيء إلا أنها في القاموس الإرهابي تعتبر ضربات نوعية تستوجب الرد لا محالة ، وبالمناسبة : جميعنا يعرف أن داعش أداة للتلاعب والاستغلال ، لكن السؤال هل تقبل داعش أن تكون مطية إلى درجة القبول بإعدامها ودفنها من أجل عيون أوباما أو أردوغان ؟!! ضمن هذا السياق يأتي السؤال عن النموذج التركي و لماذا لا تتعلم الدول التي تعمل على رعاية وتمويل الإرهاب من هذا النهج المتطور في تدمير البلاد وتشريد العباد ؟! سؤال ليس برسم سرقة وبيع النفط السوري، والذي ستدفع ثمنه تركيا تحت أي حكم أو أي تقسيم قادم ، وإنما على اعتبار أن الثقافة الإرهابية ليست حكراً على دولة بعينها فهي إرث صهيوأمريكي مفتوح لجميع الدول التابعة لأمريكا وإسرائيل ، إضافة إلى أن هذه التنظيمات أو الأدوات تأخذ عن بعضها البعض على الرغم من الاختلاف في التبعية ، فمثلاً لا ضير عندهم في التوافق على قطع الرؤوس أو نهب وسرقة المواطنين العزل إلى درجة أن هنالك توافق ضمني وعلني أحياناً تجاه سرقة المساعدات كما حدث في بلدة مضايا السورية ، ولما لا يكون ذلك ما دام أن الأيدلوجية المذهبية تحمل في أعماقها أهم عناصر تأخير هذه الأمة ، ويكفيها التفاخر بقتل العرب والمسلمين بالآلف ، وتهجير وتشريد الملايين من ديارهم ، من أجل ماذا ؟! إقامة ديمقراطيات على النهج الأردوغاني الحديث ، وها هي تفجيرات اسطنبول تأتي لتتوج وتتغنى بما أنجزه المشروع الأردوغاني ، هذا المشروع الذي يواجه تحديات كبيرة ، على الرغم من كل ما فعله بالشعب السوري والعراقي والشعب التركي الكردي ، والسؤال الكبير على طاولة الحكومة التركية اليوم : كيف ننتقل إلى المستقبل إرهابياً الأبشع والأكثر دموية لتركيا تحديداً ؟!! كيف نحافظ على ثقافة قطع الرؤوس ؟! فالمسألة ليست في تقسيم تركيا أو إفلاسها فقط ، وإنما في تدمير الشرق الأوسط كاملاً لتحقيق الفوضى الخلاقة ، من هنا يتحقق الحضور التركي الأردوغاني دولياً بحسب فهمه العميق والمتعمق في الثقافة الإرهابية، والملفت في سياسة هذا النابغة أنه بدأ من صفر مشاكل مع الجوار ، ورويداً رويداً وصل إلى ( فل مشاكل ) حتى مع أوروبا ، حكمة بالغة في تشكيل عداء في الداخل والخارج ليكون الشكل العدائي هو العنوان الأبرز لتركيا اليوم ، ليضمن بذلك أن أي سياق انتقالي لأي من المراحل القادمة يكون ضمن التطور الإرهابي بسبب هذه الثقافة المسكونة في داخل هذا العبقري الذي تحكمه عملية التأخير الدائمة والقائمة على عملية التعليم للإخوان المتألمين من هزيمة المجموعات الإرهابية على أيدي الجيش العربي السوري والمقاومة الإسلامية في سورية الأسد وعموم المنطقة التي ترسم خارطتها بدماء شهداء المقاومة ، حتى لا يعلوا علينا أحد ، ويأتي من يتشدق ويبيعنا بطولات غير موجودة إلا في كتب القوى الصهيوأمريكية ...!!
وأجد من الضرورة ضمن هذه العجالة الإشارة ما حدث بالأمس مع البحارة الأمريكيين العشرة الذين احتجزهم الحرس الثوري الإيراني ، وأطلق سراحهم بعد التأكد من دخولهم عن طريق الخطأ من ناحية ،واعتذار أمريكا من ناحية ثانية ، ونسوق هذه الحادثة لنبين للعالم أجمع ( سياسة الأخلاق ) و( أخلاق السياسة ) في وقت حساس جداً لتنفيذ بنود الاتفاق النووي ، والإفراج عن المليارات الإيرانية المحتجزة في أمريكا، وكيف أن لا مهادنة مع الحزم في السيادة الدولية التي تعتبر خط أحمر يحرق العالم أجمع ، وفي ذات الوقت لا إجرام مع الرأفة بالأسرى ، تعلموا من إيران ، تعلموا من سورية ، تعلموا من المقاومة الإسلامية ، تعلموا من روسيا ، تعلموا معاني ( الإنسانية والأمن الإنساني ) ، ولكن كيف ؟ كيف تتعلمون وأنتم عنوان التخلف والجهل والإجرام والإرهاب ؟!!وقد كتبت بتاريخ 2015-12-11 مقالة تحت عنوان (هل تقسيم تركيا الحالية حتمية أمنية عالمية لضمانة الأمن والسلم العالميين ؟!! واليوم أؤكد لكم جميعاً أن التقسيم لوحده لا يكفي وإن كان حتمية لا مفر منها ، لأن ما ينتظر تركيا لا نتمناه أبداً لهذا الشعب الطيب المسكين المغلوب على أمره ، وقد أوغل أردوغان وحزبه في تحالفات مع كل من يدعم ويمول الإرهاب ، لا بل هنالك اتفاقيات أمنية وعسكرية مع إسرائيل ضد من ؟! وللإجابة نقول : ضد شعوب المنطقة والشعب التركي الأعزل الذي تمارس عليه اليوم أبشع صور الإقصاء و القمع والقتل ، شرائح واسعة في تركيا تصرخ وبأعلى صوتها وليس من مستجيب ، وأردوغان يتمرغ في أحضان إسرائيل ، أنت وحزبك من فجر تركيا من الداخل ، وعليك اليوم أن ترحل وبأسرع وقت وتبحث لك عن ملجأ ، لأن هؤلاء الأحرار الأتراك لن يتركونك وقد جلبت لهم الدمار والخراب ، ولننظر لتركيا ماذا بقي للشعب التركي وبكافة النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ؟!! عبقرية نقلت تركيا من صفر مشاكل إلى صفر تنمية..!!
في الحقيقة حين أتابع بعمق سلوكيات هذا الخرف، أصاب بالاندهاش، وأتساءل هل هذا الرجل حقاً تركي الأصل ؟! وهل يريد مصلحة الشعب التركي ؟! كيف ؟! وإيران منزعجة جداً من السلوكيات التركية في المنطقة ،وقد تسير ضمن المسار الروسي مع تركيا ، والعراق يغلي من الداخل بسبب هذه التدخلات السافرة ، وما يحدث في سورية من دعم للتنظيمات الإرهابية لا يحتاج إلى شرح وتفصيل ، ومصر تشتط غضباً منه ومن حزبه ، وأوروبا أصبحت تشمئز من السياسة التركية التي تمارس عليها الابتزاز في مسألة اللاجئين ، أما أمريكا فهي غير معنية أبداً إلا بمصالحها ولا يعنيها أردوغان وليس حسني مبارك وزين العابدين عنه ببعيد ، أمريكا تهتم برعاية مصالحها ، وللعلم رعاية المصالح للدول العظمى سواء لأمريكا أو غيرها تحتاج إلى نظافة ، وليس إلى وساخة وأيدي ملطخة بالدماء ، ولعلنا لا نكشف سراً إذ قلنا أن أمريكا ستنتهج سياسة التملص من المسؤوليات تجاه كل ما قام به الحلفاء سواء السعوديين أو الخليجيين أو حتى الإسرائيليين فكيف بالأتراك ؟!! ونريد أن نضيف أمراً لغايات التوضيح لا أكثر : أمريكا حين تعرقل الحلول السلمية هي تريد بالدرجة الأولى ألا تسعى إلى كسب الوقت لغايات سياسية فقط ، وإنما لغايات قانونية بالدرجة الأولى تضمن لها استمرارية الولايات المتحدة دون تفكك على غرار ما حدث في الاتحاد السوفيتي ، وبالطبع مثل هذه الأمور لن يتفهمها العبقري أردوغان إلا بعد يوم القيامة بألف عام ونيف ، وللعلم فقط كل حلفاء أمريكا سيكون مصيرهم واحد والبيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية مهيأة لذلك فسيروا يا رعاكم الشيطان على نهج أردوغان لأنه نهج إرهابي تدميري يحتذى به ، ولكنه سيحاسب هو وحزبه فلن يتركه الشعب التركي الحر ، سيما وأن ما يحدث في المنطقة وتركيا هو نتيجة لسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم أردوغان الملطخة يداه بدماء العرب والأكراد والأتراك والأوروبيين ، وما زالت جرائمه لا تستثني أحد ..!! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
نهج أردوغان الثقافي نموذج تدميري يحتذى به إرهابياً ...!!
2016-01-14
بقلم: الدكتور الشريف رعد صلاح المبيضين