2025-06-09 06:46 م

الطلب العاجل !

2016-01-16
بقلم: حاتم استانبولي
فرنسا وبريطانيا وامريكيا , يطلبون دعوة عاجلة لمجلس الأمن بشان الملف السوري تحت عنوان مساعدة سورية , هذا الطلب يثير الكثير من التساؤلات ان كان من حيث التوقيت او من حيث سرعته؟ فما الذي حصل وكيف يمكن لمجلس الأمن ان يساعد سورية , في ظل تحضيرات للقاء جنيف 3 للحوار بين الحكومة السورية ومعارضيها . من الواضح ان تداعيات المشهد العسكري على الأرض السورية جعل اطراف الأزمة الأقليميين والدوليين يشعروا بالقلق نتيجة الأنهيارات التي حدثت في صفوف المجموعات الأرهابية المسلحة وخاصة على الجبهة الشمالية وارتداداتها على باقي الجبهات , ان اهم حدث ميداني كان هو دخول الجيش السوري لأحدى البلدات شمال بحيرة الرستن بناء على طلب وجهاء القرية وتسليم ابنائهم لتسوية اوضاعهم , برايي ان هذا الحدث كان سببا رئيسيا لتداعي الدول الثلاث لطلب اجتماع لمجلس الأمن ,لفرض قرارا لوقف اطلاق النار هدفه الحفاظ على الجبهة الداخلية للمجموعات المسلحة وعدم انهيار حاضنتها . هذا جاء مترافقا مع تصريح وزير الدفاع الفرنسي, ان الطيران الروسي يستهدف المجموعات المسلحة المعتدلة , وبعد العملية التفجيرية في اسطنبول , والتي كانت مبررا للقصف التركي للأراضي العراقية والسورية, ردا على عملية التفجير التي اعلن الرئيس التركي وبعد ساعات ان منفذها مرتبط بداعش لتسارع بعدها الأوساط الأمنية , بربطها بثلاث اشخاص من اصول روسية واشارت بعض المواقع الى ان الأنتحاري على صلة باحد الصحفيين المعارضين لحزب العدالة وزعيمه , وعلى ما يبدو ان انقرة ستتخذ من الساحة السورية مكانا للتصعيد مع روسيا . ان المشهد السوري والتسوية المزمع فرضها على قاعدة بقاء النظام ومؤسساته تثير حفيظة المحور السعودي التركي , حيث ان كل محاولاتهم لأسقاط النظام في سوريا بائت بالفشل , والأخطر ان هنالك استحقاقات ستتمخض عن اية تسوية قادمة, ا لكونهم سيكونون مجبرين على التعامل مع دمشق من خلال رئيسها بشار الأسد , وهذا سينعكس على الداخل السعودي والتركي حيث كل منهما يريد ان يبقي الأزمة السورية مشتعلة لأستخدامها كورقة للمساومة الأقليمية لكل منهما في الملفين اليمني والكردي . اما عن الداخل السعودي , سترهقه حرب اليمن ,ولأول مرة يصدر عن الخارجية الروسية تصريحا يشير الى مدى المآسي الأنسانية الناتجة عن القصف السعودي للشعب اليمني, وترافق ذلك مع عرض بعض المحطات الأوروبية تقارير عن حقوق الأنسان في الداخل السعودي والتركي. اما التركي فيبدوا ان معركة مفتوحة بدأت مع حزب العمال الكردي والذي سيعيد فتح ملف الأكراد وحقوقهم في حكم ذاتي . ان التعاطي الحكومة التركية مع الملف الكردي سيقوض مصداقيتها في اتهام النظام السوري بانه يقتل شعبه هذا الأتهام الذي طالما كان مبررا لمواقفها اتجاه الأزمة السورية . وكل المحاولات التي جرت لخلط الأوراق مجددا في المطقة من خلال رفع حدة التوتر السعودي الأيراني لوضع عراقيل امام التسوية القادمة لم تنجح . ونصحت بعض الأوساط كل من السعودية وتركيا بان كل يوم يؤخر فيه اتمام التسوية سيكون انتصارا لدمشق . واشارت هذه الأوساط ان عملية تغير في المزاج العام نتيجة الأحباط الذي اصاب بعض الدوائر الأوروبية من الدوريين السعودي والتركي ان كان على الصعيد الداخلي او الأقليمي , وانعكس ذلك في لقاء كيري والجبير وتصريح كيري عن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول والذي يحمل وجهين تدخل ايران وكذلك تدخلات السعودية والتركية في الشان السوري واليمني . ورد الجبير بان السعودية ملتزمة بالحل السياسي في سورية . كل ذلك على ما يبدو دفع الثلاثي لطلب اجتماع لمجلس الأمن ليأخذ قرارا بوقف فوري لأطلاق النار هدفه الحفاظ على معنويات المجموعات المسلحة, ووقف اندفاعة الجيش السوري . وبالنتيجة فان اية حوارات في جينيف او مجلس الأمن او اية عاصمة ستكون على ارضية خطة الطريق , التي وضعها كل من بوتين والأسد . مكافحة الأرهاب اولا والحل السياسي ثانيا. من خلال المنظومة السياسية والتشريعية والقضائية للدولة السورية واية اصلاحات يجب ان تحصل هي في الدستور والتشريع والقضاء بما يحافظ على الدولة السورية ووحدة اراضيها وتنوعها ومدنيتها .