2025-06-09 06:50 م

أنتم مشكلتكم في مضايا .. ونحن مشكلتنا في سورية ..

2016-01-16
بقلم: جمال العفلق
ما كدنا ننسى التضليل الاعلامي الذي رافق الاحداث في سورية واستمر لسنوات ، وتلك القصاصات المصورة التي كانت تتحدث عن موت واتهامات بالجملة حتى عاد اصحاب تلك الافلام الى الواجهة من جديد من بوابة مضايا ذلك المصيف السوري الذي يدير شؤونه عصابات مسلحة تدعي انها فصيل ثوري مهمته حماية الناس من بطش النظام كما اشاعوا بين الناس ومازالوا ،، فهم الذين قالوا أنهم حملوا السلاح لحماية المدنيين ، وأي حماية كانت تلك ؟؟ وأنا لا انكر وجود وضع انساني مزري وحالات قاسية بين الأطفال والنساء تؤكد ان عملية التجويع لم تأتي مصادفة إنما عملية منظمة ومدروسة كانت تجهز لتقديمها للعالم في الوقت المناسب ، فالصورة مؤلمة والواقع اشد ألم بالتأكيد فهل بالفعل عجز المسلحين عن تأمين الغذاء الكافي للمدنيين الذين وضعوا دروع بشرية كلما ضاق الخناق على العصابات الارهابية .. واذا كان ممولي الارهاب قادرين على ايصال السلاح للمسلحين المحاصرين فكيف عجزوا عن تقديم الغذاء للمدنيين ولماذا لم يصاب المرتزقة بالهزل ولم يعانوا من نقص الغذاء ؟؟ هذه اسئله بسيطة يجيب عليها اهل مضايا انفسهم فهم الاعلم بما حدث طوال تلك الفتره في بلدتهم .. ولأن الوضع الانساني في مضايا او في اي مدينة سورية هو امر يعني كل السوريين وكل شريف بهذا العالم فإن للسورين الحق ان يسألوا المتحمسين للصور الوارده من مضايا عن حصار مدن سورية اخرى عن ضرب لصوامع القمح او سرقتها عن حصار غربي وعربي لسورية حرم الشعب السوري من كل شيء حتى ابسط انواع الادوية مفقودة اليوم من الاسواق وحليب الاطفال الممنوع ارساله الى سورية ، كما الطيران المدني الذي حرم مئات الالف من السوريين من زيارة بلدهم ، اليس الشعب السوري كلة محاصر ؟؟ ألم يمنع العالم عن السوريين تأشيرات الدخول وسمح فقط لمن يريد اللجوء بالدخول وطبعا ليس دخول مجاني حيث يتكلف اللجئ مبلغ لا يقل عن خمسة الاف دولار ليركب قوارب الموت التابعه لعصابات ما يسمى معارضة وداعميها . نعم مضايا وجع كل سوري شريف وسورية وجع لكل سوري ريف ولكل شريف في هذا العالم ، فالصور الوارده من هناك تتحدث عن الام اطفال سوريين حرموا من كل شيء حتى التعليم في المراحل الاولى كما حرم ابناء ديرالزور والرقة وحلب وحمص من ابسط الحقوق بالحياة – ألم يتذكر اصحاب النفخة الانسانية قطع المياه عن حلب ؟؟ ومنع وصول الطعام لاهل الوعر وضرب الطرق الرابطه بين المدن السورية وسلب اي سيارة تعبر عليها . فنحن اكثر اصرار من كل العالم على توصيل الدواء والغذاء لاخوتنا في اي مدينة سورية محاصره ولكننا لسنا ملتزمين باطعام من يحمل السلاح ضدنا ويقتلنا ويعرف العالم كلة انه ارهابي . ونذكر جميعا ماذا فعل زهران علوش وعصابته بأهل دوما والغوطة الشرقيه حيث سرقوا ونهبوا من بيوت الناس الامنين المال والطعام والدواء ولم يرحموا طفل او شيخ او امراه .. كما داعش الذي ذبح الناس في الشمال وحرمهم من كل شيء بحجة تطبيق الشرع والجهاد .. فهل للعالم الانساني ذاكرة تعيد تلك الاحداث ؟ وما حدث في مضايا ليس ببعيد عن نهج الصهيونية التي تحاصر الشعب الفلسطيني منذ عقود وتحرمه من كل شيء فالعصابات الارهابية هي التلميذ النجيب للصهيونية ، والقادر على ايصال السلاح يملك القدره لايصال الغذاء اذا ما اراد ذلك ولكن الورقة المدنية هي اخر اوراق تلك العصابات حيث سلمى وباب الهوى والشيخ مسسكين واقعة تحت ضربات الجيش السوري وحلفاؤه واليوم تم وضع دير الزور على القائمة ، بعد الانتصارات في حلب واتفاق حمص وتحرير ريف اللاذقيه فقد اعداء السوريين الكثير من اوراق الضغط التفاوضي وصار من الطبيعي ان نرى صور وملفات انسانية لاحراج القوى العامله على تطهير الاراضي السورية من الارهاب . ولأننا تعودنا من الغرب عموما واميركا خصوصا على سياسة الكيل بمكيالين فلن يكون مستغرب ان نرى دموع اوباما على اطفال مضايا ولكنه لن يتذكر حصار الفوعه وكفريا . حيث تصنف اميركا نفسها اليوم مع التحالف الاسلامي وتصفه بالسني لمحاربة الارهاب !! ويسوق لهذا التحالف اعلام البترودولار في العالم العربي ، فمضايا اليوم تعيدنا بالذاكرة لبطانيات وعلب حليب اتت من لبنان عبر قوافل انسانية ولكنها اتت بصناديق سلاح مصدرها اميركا ومستوردها عربي وناقلها تجارالسياسة واتباع المال . ففي سورية لم يعد يعنينا قلق الامين العام ولا صدمة الاتحاد الاوربي ولا الاندفاع العربي لدعم عمليات القتل في سورية ، ما يعنينا اليوم انقاذ المتبقي من اطفالنا واعادة الحياة الطبيعية لبلد محاصر من كل العالم منذ خمس سنوات ، وعلى كل القلقين ان يطلبوا من ممولي العصابات الارهابية ان يفتحوا الابواب للمدنيين في المناطق المحاصره للخروج وسوف نكون جميعا في استقبالهم فالشعب السوري لا يحتاج لدروس بالانسانية من احد ، وعلى الجميع اعادة الحسابات من جديد وعلى المهزوم الاعتراف انه استطاع تدمير البنية التحتية ولكنه لم يستطع نزع روح الانتصار من الشعب السوري الذي مازال صامد . وعلى العالم ان يفهم ان مصايف مضايا وبلودان سوف تستقبل المصطافين في الصيف القادم .