بقلم: محمود الشاعر*
عندما يتم تشخيص الداء بدقة فإنه من السهولة بمكان وصف الدواء والقضاء على المرض الذي ينتشر اليوم في الجسد العربي والسرطان الداعشي هو شر مرض ابتليت به الأمة العربية في الوقت الحالي وقد آن الأوان للقيام بخطوة جادة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للضغط على الدول الداعمة للإرهابيين لتجفيف منابع الإرهاب تمهيداً للقضاء عليه قضاء تاماً ومن ثم القيام بحلول سياسية تضمن الاستقرار للبلدان التي ترزح تحت وطأة الإرهاب اللعين وتعاني من وحشيته ومجازره المستمرة بحق أبنائها ومجزرة البغيلية التي راح ضحيتها مئات الشهداء من أبناء دير الزور الصامدين هي دليل قاطع على أن تنظيماً دموياً كتنظيم داعش لايستطيع تجاوز فشله وخساراته وهزائمه المتكررة أمام صمود جيشنا البطل إلا بالقيام بمزيد من المجازر بحق المدنيين لرفع معنويات عناصره التي تنهار وتتقهقر يوماً بعد يوم.
إن هذه المجزرة المروعة بحق الآمنين والعزل تؤكد على استمرار هذا التنظيم الإرهابي في السير على نهج القتل والذبح بدعم كبير من قبل الوهابية السعودية والنظام الأردوغاني الإخواني ولكن ما يثير العجب هو الصمت الدولي حيال هذه الجرائم النكراء التي يرتكبها التنظيم في الوقت الذي تقوم فيه الدنيا ولا تقعد من أجل مجموعة من الصور المفبركة لأشخاص يعانون الجوع والحصار في ( مضايا مثلاً ) مع أن المجموعات الإرهابية هي المسؤولة عن تجويعهم وحصارهم .
إن تورط النظام الأردوغاني في الحرب القذرة على سورية ودعمه المستمر لداعش دفع معارضيه في الداخل التركي إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حكومته وخصوصاً بعد التفجيرات الأخيرة في اسطنبول ولم يعد يخفى على أحد اليوم أنه في الوقت الذي تحاول فيه حكومة أردوغان القيام بخطوات ظاهرية استعراضية ضد تنظيم داعش للتخفيف من ضغوط المجتمع الدولي فإنها تقوم في السر باستخدام داعش كأداة لتحقيق أهدافها وأطماعها في الداخل السوري .
وكما يتفانى العبد في إظهار الود والوفاء لسيده، فإن آل سعود يتفانون في عرقلة أية حلول سياسية تنهي الأزمات في البلدان العربية إرضاء لأسيادهم الأمريكيين وأعوانهم كما أن استمرار الفوضى وإطالة أمد الصراعات في البلدان العربية هو أمر يعتبره النظام السعودي صمام أمان يحمي مملكته من هبوب رياح الربيع العربي المزعوم الذي تخشاه السعودية في ديارها فتعمل على ترحيل أزماتها الداخلية إلى خارج حدود بلادها بدعم الإرهابيين وإعدام كل من يعارضها وذلك لاشعال الحروب في المنطقة وتقسيم البلدان العربية إلى كيانات طائفية يسهل السيطرة عليها اقتصادياً وعسكرياً من قبل أمريكا التي تسعى جاهدة لحفظ أمن اسرائيل ولكي تظهر السعودية أمام الأمريكيين بمظهر الزعيم الذي له دور إقليمي في المنطقة راحت تتدخل في شؤون الغير وتثير المشكلات مع دول الجوار ، لكن انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان وهزائم الارهابيين المتكررة أفقدت السعودية صوابها وأصابها بحالة من الجنون فراحت تفتعل المزيد من الأزمات من خلال هياجها الإعلامي المقيت والمحرض يضاف إلى ذلك رفع العقوبات عن ايران الذي أظهر ما بداخل السعودية من حقد وكره وعداوة لطهران وخصوصاً أن الأخيرة تقف شوكة في حلق الكيان الاسرائيلي الذي تسعى السعودية دائماً إلى ارضائه ومعاداة من يعاديه ، واليوم ومع النتائج المبهرة التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان فإن الحكومة السورية تتجه نحو طاولة الحوار في جنيف بوثيقة ممهورة بتلك الانتصارات العظيمة وتضع نصب أعينها نصر الوطن وإنقاذه من براثن الارهاب وحقد الحاقدين . *صحفي سوري
mmalshaeer@gmail.com