بقلم: الدكتور فؤاد شربجي
إذا كان أمراء الحرب، ولاسيما الإرهابيين التكفيريين يجوعون أهالي مضايا هذين الشهرين فإن صهاينة الغرب وتركيا والخليج يجوعون الشعب السوري كله منذ خمس سنوات.
وللتدقيق فإن تسمية «أمراء الحرب» الدارجة في الإعلام, هي تسمية مضللة, لأن التسمية الحقيقية لتجار الحرب يجب أن تكون (ذئاب الحرب) لأن ما يقومون به ليس إلا افتراساً خسيساً للحياة الإنسانية ومقوماتها على أرضية الحرب المفترسة.
ذئاب الحرب من صهاينة الغرب وتركيا والخليج, ومنذ خمس سنوات يقومون بعملية تجويع مقصودة ومبرمجة ضد السوريين, فهم يفرضون عقوبات اقتصادية تحاصر الشعب السوري, وتمنع عنه مقومات الحياة كما تمنع عنه الغذاء والدواء وهذا التجويع الصهيوني الغربي التركي الخليجي للشعب السوري بوساطة العقوبات والحصار الاقتصادي ما هو إلا إرهاب وحشي لتركيع سورية وشعبها.
وكي تكتمل جريمة التجويع, قام ذئاب الحرب من صهاينة الغرب وتركيا والخليج بإدارة ذئاب الإرهاب التكفيري الذين دمروا البنية التحتية والمرافق الإنتاجية ونهبوا النفط والغاز والقمح والماء والكهرباء,وما تسويق صهاينة تركيا للنفط السوري المسروق إلا فعل إرهابي تركي يسرق لقمة السوريين وزادهم, وما نهب تركيا لمصانع حلب وتفكيكها ونقلها إلى أراضيها إلا سرقة موصوفة هدفها منع الحلبيين من الإنتاج وتالياً تجويعهم, وما ضرب مولدات الكهرباء ومحطات الماء إلا عملية تجويع وتعطيش للشعب السوري. وبكل وقاحة يكمل التحالف الذي تقوده أمريكا قصف البنية التحتية لمؤسسات ومرافق إنتاجية سورية بحجة قصف الإرهاب.
وكما يقول المثل (يقتلون القتيل ويمشون في جنازته) فذئاب الحرب من صهاينة الغرب وتركيا والخليج، يسلحون ويمولون ويدعمون الإرهاب التكفيري، ليدمر أصول الحياة والإنتاج في سورية، وبعد ذلك يطلقون حملات الإعلام الواسعة، ويرتدي الذئب جلد الحمل، وينادي بإغاثة الجائعين في مضايا، متهماً أهل الضحية بجريمته، وبإرهاب الإعلام يريدون تحويل ذئاب الحرب إلى حماة الإنسانية وناشري الرحمة، ومحسنين طيبين، ولكن الذئب لا يمكن أن يتحول إلى حمل مهما امتلك من إعلام، ومهما ارتدى من صوف الحملان، ومهما وضع من أقنعة إنسانية، لأن الجريمة تكشفه وذئبيته تفضحه.
إن في مخزوننا قناعة تقول: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، ولكن ذئاب الحرب من صهاينة تكفيريين، ومن صهاينة الغرب وتركيا والخليج أعملوا في الشعب السوري، قطع الأعناق، وقطع الأرزاق معاً ليثبتوا همجيتهم ووحشيتهم وعداءهم للإنسان والله.
السوريون يقاومون الإرهاب التكفيري المجرم منذ أكثر من 5سنوات، ويقاومون إرهاب التجويع والعقوبات الاقتصادية، ويحاربون إرهاب الفساد المدمر، ومضايا أو الفوعة أو كفريا أو ديرالزور أو.. أو.. أو.. إلخ ليسوا إلا أجزاء من الجريمة الإرهابية الكبرى التي يتشارك بارتكابها ذئاب الإرهاب من الصهاينة التكفيريين وصهاينة الغرب وتركيا والخليج، والفاسدين الطامعين.
إن حساب الذئاب بدأ، والسوريون الذين يقهرون الإرهاب كل يوم سيقهرون كل ذئابه، وستبقى سورية بلد الخير والخيرات، وبلد الإنسان والحضارات، ولا مكان فيها لأي نوع من أنواع الذئاب، لأنها بلد الخير والإبداع، بلد الوفرة والكرم، وجنة الله على الأرض، وفي جنته لا مكان للذئاب مهما كانت.
عن صحيفة "تشرين" السورية