بقلم: ميسم حمزة
عرفوه.. فاحبوه لا بل عشقوه، فما حققه من نصر أسعد كل العرب المخلصين، وأدمى قلوب العملاء والخونة سواء كانوا من الحكام أو الأذيال التابعين. هو الذي رفع لواء العروبة، والوحدة العربية، ويعتبر من القادة الذين كانوا ولا زالوا عنوان ابحاث ودراسات، ومهما اختلف الكتاب والمؤرخون. انه القائد المعلم جمال عبد الناصر... القائد الذي اقسم وهو يرى عمال التراحيل -عمال زراعيين ينتقلون حفاة عراة بين المناطق الزراعية- انه لن يهدأ له بال حتى يرى هذه الظاهرة تنتهي في ارض مصر، واكد في ميثاق العمل القومي على ان الأديان السماوية هي في جوهرها ثورات تبغي شرف الانسان وسعادته، وكل القرارات التي انتهجها خلال حكمه اكدت على اساسيات هي تكافؤ الفرص وتعميم التعليم وتوزيع الثروة على كافة افراد الشعب وذلك لتطوير الأنسان وتقدمه. ان ذكرى ميلاده تحمل معاني هامة للنضال القومي العربي فشكل حدثا تاريخيا اعاد التوازن للحياة العربية واضاء مسيرة العمل العربي عزة وكرامة بعدما فرط بها النظام الرسمي، فمشروعه حمل حلاً لمشكلات الامة وفي طليعتها الحرية والاستقلال الذي تجسده الارادة الوطنية الحرة، فاطلق شعلة التحرر والمقاومة للوجود الاستعماري والاستيطاني على ارضنا العربية، وادخل العامل الشعبي في معركة المواجهة ومقاومة كل محاولات تغطية هذا الوجود باشكال متعددة لأنه ادرك ان الاستقلال والحرية يؤخذان ولا يعطيان، وربط قضية فلسطين بتقدم الامة باعتبارها القضية المركزية العربية الجامعة التي يجب ان تتقدم على كل مشكلاتنا الفرعية، لأن زرع الكيان الصهيوني الغاصب على ارض فلسطين جاء بارادة استعمارية لتصيب الحياة العربية بالضعف والهوان والتخلف. صدقا ان الكتابة عن عبد الناصر تحتاج لمجلدات فهو سيبقى القدوة وستبقى مسيرته دليلاً لكل قائد او حاكم يضع مصلحة الأمة اولاً، وبالنسبة لنا كناصريين تشكل ذكرى ميلاده ذكرى عزيزة لاننا نعي أهمية ما قدمه هذا القائد، ولاننا نؤمن بان كل حركات الاعتراض والمقاومة والممانعة في امتنا تنهل من فكر وتجربة جمال عبد الناصر وما ارساه من قيم ومبادئ تحررية. شمس عبد الناصر لن تغيب وهي ستشرق دائما من خلال جهاد احرار الامة وحركة المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق وعلى كل ارض عربية.