بقلم: جمال العفلق
من الطبيعي ومن المنطقي والبديهي ان يكون لكل سلطة فئة تخالفها ومعارضة لها ، وهذا دليل صحي ان البلاد تعيش حالة حوار مستمر على رأس اولوياته مصلحة الوطن . ولكننا في الحالة سورية اكتشفنا وفي وقت قياسي ان المعارضة العامله على الارض والتي تقدم الينا في الاعلام ليست مهتمه بالوطن ومصالح الوطن ولا تمثل شعب يريد التغيير نحو الافضل من خلال تطوير اليات الحوار والمنافسه على خدمة الوطن وبالقدر الذي يهمنا ان نكشف من هي تلك المعارضة كذلك يجب ان يعرف السوريين اولا والعالم ما هو مقدار الألم الذي تسبب به فرسان معارضة الفنادق واصحاب البنادق المؤجورة .
ونحن اليوم على ابواب العام السادس من الحرب على سورية ومع اقتارب موعد عقد مؤتمر دولي للحل في سورية نكتشف عمق الشرخ بين السوريين والمعارضة التي تدعي انها تمثلهم فبين اسطنبول والرياض والدوحه وعواصم اوربية اخرى تتشابك مصالح الدول الداعمه للارهاب مع مصالح الافراد المنفذين لمشروع تدمير الوطن السوري وتخرج التصريحات من هنا وهناك لتعبر عن حقيقة واحدة ان الساعين للمؤتمر هم مجموعات مختلفة المصالح والاهداف ، فعلى الصعيد الدولي تصر روسيا على الحل السلمي والفصل بين الارهاب والنضال السياسي في وقت تجد الولايات المتحده مصلحتها في اطالة امد الصراع لعلها تريح قادة الكيان الصهيوني من خطر الجبهة الشمالية لفلسطين المحتله ، اما الفرنسيون فلهم حسابات اخرى تحركها مطامع فرنسا القديمة في بلاد الشام فعبارة ها نحن عدنا يا صلاح الدين التي اطلقها الجنرال غوروا بعد معركة ميسلون تدغدغ حلم المستعمرين الجدد في فرنسا . وهذا الاختلاف التقى مع مصالح ضيقه لاصحاب حلم التقسيم والسيطره لتحويل الوطن الى مزارع تقسم على ادواة المشروع الهادف لتدمير المنطقة بالكامل ، اما تركيا والرياض فحسباتهم مختلفه عن الاخرين وان كانت تصب في مصلحة اميركا والغرب واسرائيل من خلفهما .. فالرياض الامر بالنسبة لها هو حفظ ماء الوجه وقبول التفاوض وفق الروط الدولية سوف يعري الجماعات الارهابية وبنفس الوقت يكشف غرق الرياض في مسألة الدعم للارهاب وحال تركيا ليس بافضل حال من الرياض فالبحث بالقضية السورية سيشمل الاكراد السوريين ويعطيهم مساحة سياسية لا ترغب تركيا ان يحصلوا عليها ، ولهذا نجد اليوم الجماعات المعارضة تمثل ضيق النظرة السعودية في التصريحات ويتلاقى معها تصريحات المقيمين في اسطنبول .
ورغم عمليات الاقصاء التي يمارسها المعارضون وتصريحات التخوين التي يطلقونها فقد تسربت انباء ان الاسماء المقدمة للحكومة السويسرية تفوق العدد المتوقع حيث يستغل المعارضون الميزانية المخصصة لهم للذهاب الى جنيف اقصى استغلال فقد قدموا اوراق زوجاتهم واولادهم فهم ذاهبون في نزه وليس من اجل الحوار او البحث في الام الوطن والناس ولا يعنيهم وقف اقتال ولا انهاء الحرب ، فحال المعارضة السورية في الخارج يشبة حال تجار السلاح اذا ما توقفت الحرب كسدت بضاعتهم وهم اليوم يكسبون من الحرب على سورية اكثر من اي وقت مضى .
وبعد هذا كله هل المعارضة السورية بالفعل موجوده وهل لديها شرعيه قانونية ؟؟
من حيث الشكل المعارضة موجوده اما الشرعية القانونية فقد تكون اكتسبتها المعارضة من خلال الدول الداعمه وهذه الدول تدعم المعارضة اليوم وفق مصالحها هي وليس وفق مصالح المعارضة او من تمثل ولهذا يصبح الشكل القانوني ضعيف لانه مرتبط بالاصل بدول ساهمت في صناعة هذا الشكل او الاشكال فنحن لا نتعامل مع طيف واحد . اما الرعية الشعبية فهذا ما يجب التحدث عنه اذا نجح المؤتمر او فشل .
فمن يزور سورية ويتحدث الى الناس لا يخرج الا بإجابة واحده الا وهي من في الخارج لا يمثلنا ، وبالحديث مع الناس نجد ان السوريين يقفون خلف الجيش السوري ويعتبرون ان الجيش السوري قدم تضحيات كبيرة وان صموده انقذ سورية من خطر لا يعلم احد نتائجة ، وما دام الشعب السوري يدعم الجيش فهذا يعني ان السوريين ضد المعارضة او المدعين للمعارضة بتعبير ادق .
ان اصحاب الابجدية الاولى يدركون تماما ان مشروع تدميرهم هو مشروع دولي وان المنفذين على الارض على اختلاف المسميات ليسوا الا ادوات رخيصة اما المتحدثين في الخارج فهم بالاصل لا يعرفون مضمون ما يقولونه لانه يأتيهم مكتوب وجاهز ، وهذا ليس اتهام او تحامل على احد انما مجريات الاحداث تثبت ذلك فكيف لسوري ان يثق بالوعود الديمقراطية لجماعات ترفض الديمقراطية فيما بينها وتتمسك بمصالح الممولين لا بمصالحها ، وكيف سيصدق الشعب السوري ان من يقتل الابرياء ويبارك التفجيرات ويتغنى بنصر هنا او هناك لداعش او النصره سيكون رحيم علية ؟؟
لم نخون احد ولكننا لا نقبل ان يمارس علينا احد الوطنية الزائفة ، فبناء الوطن يكون بالندية السياسية مع الاخر وليس بالتبعية للمال .. ويعلم المعارضون في الخارج انهم لا يملكون قبول شعبي حتى في مناطقهم اذا كان القبول العشائري او الطائفي هو حالة يمكن اعتبارها بالسياسة قوة .
وما حاولت المعارضة قولة في الايام الماضية ليس اكثر من عملية لكسب الوقت فالميدان ليس كما كان قبل سنوات قليله والارض التي اعتبرها ما يسمى الائتلاف محرره اصبحت اليوم حره بالفعل وعادت لاصحابها الحقيقين ، لهذا وجد من يدعي تمثيل المعارضة ان المؤتمر سيفشل فمن يملك القوة على الارض يملك اليد العليا في الحوار وهذا ما لا تملكة المعارضة .ولن يكون لها والفارق الاكبر ان وفد الحكومة السورية يمثل السوريين بينما يمثل وفد المعارضة مصالح مختلفة فإذا ما طلب من المعارضين اقفال هواتفهم وعدم التحدث مع المشغلين لهم فاعتقد انهم لن يستطيعوا الاستمرار بالحوار . وعلى المعارضة ان تتخذ تحزم امرها وتقرر بين الوطن والخيانة للوطن .
المعارضة السورية بين الخيانة والوطن ....
2016-01-26