الصراعات داخل حركة فتح، دفعت ببعض قياداتها الى البحث عن قوى مساندة من خارج البيت، ووقعت في المحظور، لأن هذه الصراعات مبنية على المصالح الخاصة والمنافع الذاتية.. صراعات متهورة قاتلة، تنم عن أحقاد شخصية متحكمة في المتصارعين، ولا تمت بصلة الى البحث عن تحقيق مصالح وطنية تهم المواطن الفلسطيني، الذي تزداد معاناته حدة.
قيادات في حركة فتح انطلقت في كل الاتجاهات بحثا عن تحالفات من خارج الحركة للفوز بمنصب هنا وموقع هناك.. ووصل الأمر بها الى مد أيديها نحو جهات خارجية متآمرة حشدا وتجييشا مقابل أثمان خطيرة، بدلا من أن تتجه الى قاعدتها طلبا للمساندة.
وتحركات هذه القيادات "مع علامة استفهام على كلمة قيادات"، لم تعد تخفيها الأهداف واللقاءات في الغرف المظلمة، والتبريرات غير المقنعة التي تبثها أبواق مليئة بالسموم والغبار، وتدعي القيادات المذكورة بأن الهدف من تحركاتها هو البحث عن قواسم مشتركة تعيد اللحمة الى الساحة الفلسطينية، وما يثير الاستغراب أن هذه القيادات تبحث عن "البلسم" الشافي في مشيخة قطر، الوكر الصهيوني الأمريكي، انها ادعاءات للتستر على الأهداف الحقيقية من وراء الحج الى الدوحة، وتتمثل في البحث عن "تقارب وقتي مصلحي" مع حركة حماس من أجل رئاسة أو تقدمة لذلك، من خلال تشكيل حكومة وحدة، لقد حطت هذه القيادات الرحال في مشيخة قطر، بترتيب شخصي بعيدا عن مؤسسات الحركة صاحبة القرار.
انها خطوة شبيهة الى حد كبير عندما ارتحل البعض الى جنيف مع شخصيات اسرائيلية، وعادوا بمبادرة أطلقوا عليها مبادرة جنيف للسلام، وما أشبه اليوم بالبارحة، لكن، المسؤولية في هذا التفرد والجنوح سببه عدم حسم وحزم مؤسسات فتح والقيادة الفلسطينية، ما يجري ف يقطر من كولسات ولقاءات هو اشعال فوضى وفتنة، وليس البحث عن مصالحة، ما تشهده المشيخة هذا الوكر الجاسوسي، هو توزيع حقائب لمرحلة قادمة، تسبقها فوضى مدمرة وقد تكون دموية، فما هو رد فعل حركة فتح، وموقف القيادة!!