2025-06-09 02:42 ص

الدجلُ السياسيُّ ولّدَ صراعاً فكرياً قاتلاً

2016-02-15
بقلم: عبد الغتاح السعدي
هذا مُدرّسُ دينٍ سعوديٌّ يقتلُ سبعةً من زملائهِ ، نتيجةً للجدلِ الدينيِّ المُتداخلِ ، والناتجِ عن الادّعاءِ بصوابيّةِ فكرةٍ متغلغلةٍ في الرأسِ منشؤُها سياسيٌّ ، وموطنُها انجليزيٌّ وهّابيٌّ أعرابيٌّ ، وُلِدتْ كي تخدمَ سيطرةً مقيتةً على أرضٍ مكتنزةٍ بالنّفطِ والغاز مثلاً ؛ أو وُلِدتْ للسيطرةِ على أرضِ فلسطينَ مثلاً ؛ أو إشعالِ الفتنِ في أرضِ العرب . وما زال الكَذِبُ سارياً حتّى أُصيبَ بالعجزِ عن الخداعِ مما أدى للبدْءِ بردودِ فعلٍ مجنونةٍ ترفضُ التّصديقَ . فما زالَ الكاذبون يقولونَ نحنُ مؤمنونَ ومسلمونَ ، وما زالوا يقولونَ سنحاربُ داعشَ ، وهم يعرفونَ أنّهمْ هُمْ أنفسُهم داعشُ ، ومازالوا يقولونَ نحنُ حماةَ الشّعبِ العربيِّ ، وهمْ أوَّلُ من يقتلَهُ ، ويقولونَ نحنُ ورثةَ مُحّمدٍ صلى الله عليه وسلم وهم يدمِّرونَ آثارَ صحابتِهِ ويسلِّمونَ أرضَهُ للغربِ . وحلفاءٌ لهمْ يقولونَ نحنُ أصحابَ الدِّينِ ويسرقونَ حلبَ ، وسوفَ نحمي الشعبَ السوريَّ ، فيقتلونَهُ بالكيميائي ، ويَنكرون كَذِباً . ويقولونَ : نحنُ عرباً ، وهُم عديمو الانتماءِ إلى أيِّةِ أرضٍ حتى لو كانتْ صحراء . فهُمْ لولا النفطُ ، وضغوطُ الغربِ لما استقروا لبضع سنينَ أمضوها في الكَذبِ والقتلِ ، أو مساعدةِ القاتلِ ؛ لأنهم لا ينتمونَ لشيءٍ أصلاً ، فكيفَ سينتمونَ للإسلامِ أو للعروبة ؟! فلا بُشرى لجاهلٍ صدَّقهمْ أو سايرهُمْ رغبةً في مال ، ولا حياةَ لعارفٍ صَمتَ ، ولا لغادرٍ بَصمَ كذِباً ، وهو يعلمُ فدماءُ المقتولِ في خِضَمِّ الصراعِ والجدلِ في رقابِهم ، ودماءُ أطفالِ فلسطينَ وسوريةَ واليمنِ والعراقِ برقابِهم ، لقد غدروا اللهَ قبلَ أنْ يغدروا الناسَ . فتبَّتْ قلوبهُم من سفهاءَ عديمي كرامةٍ وعديمي صدقٍ أو أيمانٍ ، وتبّاً لهم ؛ فما زالوا يكذبونَ ويشربونَ الذلَّ بلذَّةِ الغدرِ والنفاق .
*كاتب وشاعر عربي فلسطيني سوري