اختلف الكثير من المحللين منذ بداية الأزمة السورية المستمرة منذ ما يقارب الخمس سنوات على تسمية أو توصيف هذه الحرب الكونية بين خيارين :
هل هي الحرب على سوريا , أم الحرب مع سوريا ؟؟؟؟
نعم أصاب الكثيرين بتحليلاتهم و قراءتهم من وجهات نظر مختلفة من كلا الفريقين , واتفقوا في كل التحليلات التي قدموها , في كتاباتهم , و إطلالتهم التلفزيونية أو حواراتهم الصحفية أو مقالاتهم الصحفية , على أن الحرب وسوريا هما القاسم المشترك ولكن:
هنا أرغب أن أطرح مجموعة من التساؤلات التي ربما كانت واضحة منذ البداية والتي يمكن تحدد الفرق بين كلمتي " مع أو على " وهي :
هل أنهم كانوا يقصدون جميعاً بكلمة سوريا " سوريا الأسد " ؟؟؟
فلو كانت سوريا بغير هذا الأسد فلماذا دفع نعاج قطر وبعير الوهابية الأموال لمحاولات إغتياله إن كان فعلاً لا يعني هو بشخصه كل رمز للشرف والكرامة والقوة و السيادة والعروبة ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا اليوم بغير هذا الأسد ستخاض كل هذه الحروب عليها ؟؟
وهل لو كانت هذ السوريا بغير هذا الأسد ستحشد لها كل قوات الناتو ومن لف لفيفها من عرب وأعاجم وعثمانين جدد ومتأسلمين إتخذوا دينهم لبوساً لإرهابهم وعهرهم وشهواتهم لهز كيانها وتحييدها عن نهجها المقاوم وتغيير البوصلة التي أرتضتها لنفسها آلا و هي القدس ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد كانت لِتحتضن كل فصائل المقاومة الفلسطينية وأمنت لها معسكرات التدريب والحماية وكافة أنواع الدعم المادي واللوجستي على أرضها منذ أيام القائد الراحل حافظ علي سليمان الأسد؟؟؟
وهل لو كانت سوريا بغير هذا الأسد لتحتضن كل العرب من العراق ولبنان وفلسطين عندما دمرت بلدانهم وانتهكت حرماتهم جراء الغزو الديموقراطي الغربي الصهيو-أمريكي وبتمويل بترودولاري؟؟؟
وهل لوكانت هذه السوريا بغير هذا الأسد ستقول للأمريكي لا " بكل بترغبيه وترهيبيه" عندما كان له 150 ألف عسكري على حدود سورية في العراق ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد سيطل رئيسها ويقول إن أردتموها حرباً مفتوحة فأهلاً وسهلاً بالحرب ؟؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد في عام 2006 ستقول للنعاج والمستعربين يا أشباه الرجال في زمنٍ عز فيه الرجال ؟؟؟
وهل لو غيرت هذه السوريا بغير هذا الأسد مبادئها وانبطحت في عصر الإنبطاح العربي والتهافت على التخالف مع الكيان الصهيوني ، وتخلت عن دورها المقاوم والداعم للمقاومين في العالمين العربي والإسلامي وكل حركات التحرر العالمي ستبقى تحت هذه الضغوط ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد ستبقى موحدة قوية صامدة شامخة لا طائفية فيها ولا أفرقاء لا مذاهب متناحرة ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد سيتمكن كل ابنائها من التعلم مجاناً من المرحلة الإبتدائية حتى الشهادة الجامعية ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد سيتمكن أبنائها من تلقي العلاج بأسعار رمزية وتتحمل الدولة كل باقي النفقات ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد كان شعبها سينعم بأمن " يبكي اليوم دماً لإستعادته " ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد سيبقى جيشها متلاحماً قوياً صامداً ملتفاً حول عرين أسده متحدياً كل أرهاب العالم لتبقي هذه السوريا بهذا الأسد شامخة سيدةً حرةً أبيةً صامدة ؟؟؟
وهل لو كانت هذه السوريا بغير هذا الأسد لرأيت الأمهات والآباء الثكالى على أبنائهن وبناتهن والنسوة على أزواجهن وأخوانهن وأخواتهن ليقولون وهم يزفون شهداءهم وشهيداتهم عرسان للجنة " فدى الوطن وقائد الوطن " ويطالبون بقية أبنائهم بالإلتحاق بركب الشهداء لتبقى سوريا الأسد حرة وشامخة؟؟؟
وهل لو كانت هذ السوريا يحكمها أخوانيٌ منافق أو أعرابيٌ منبطح أو عميلٌ صيهو-أمريكي كما هو الحال في أغلب الدول العربية هل كان كل هذ الحشد شيحشد لها ويستقدم لأرضها كل عهار الكون من أرهابيين ومرتزقةٍ وهابيين ، وإخوانٍ شياطين ، وعلماء مأجورين وللأسف خونة من أبنائها ليعروها ويستجلبوا لها كل هؤلاء من أجل مال ممزوج بدماء أهلهم في وطنهم ؟؟؟
أعتقد يقيناً بأن الكل متفق الآن على أن القائد الزعيم والرئيس الدكتور بشار حافظ علي سليمان الأسد هو القاسم المشترك لهذه الحرب الكونية على ومع سوريا الأسد ....
ملاحظة : نذكر أسم القائد بأنه بشار حافظ علي سليمان الأسد لأننا نعرف نسبه وشرفه فهل هناك من كل أؤلئك الذين يحاربوه من يعرف نسبه ؟؟؟؟؟
أسئلة مطروحة للجميع ,,, وأعتقد أن جوابها واضح ,,, وسيراه الكون بأجمعه ممثلاً بكل السوريين والعروبيين ملتفين حول أسدهم "بعد تتويجه زعيماً مكرساً للأبد" في ساحات النصر في سوريا قلب العالم النابض في إحتفالات النصر المؤزر المبين , هذه الساحات التي سترسم منها خرائط العالم الجديد بدماء أبناء سوريا الشرفاء المقاومين أشرف الناس وأطهر الناس وأعز الناس , الذين أمنوا بحتمية أنتصار الدم على السيف بمثلث لا يقهر قائد وجيش وشعب مقاوم .
بل وأعتقد يقيناً أن العدو الصهيوني هو من أثبت صحة ما قلناه عن الحرب على الرئيس الأسد في مؤتمر مفكريه وقادته الأخير ، الذي أشار إليه سيد المقاومة سماحة الأمين حسن نصر الله في خطابه حيث خلص هذا المؤتمر على أنه أمام فرصة كبيرة لتغيير النظام في سورية ، وأنهم يعتبرون أن سقوط النظام في سورية سيلحق ضربة قاصمة لمحور المقاومة ، ولدرجة صرح فيها العديد من أركان نظام الكيان الصهيوني بأن داعش والقاعدة أقل خطراً على أمن ووجود الكيان الصهيوني ،ولذلك يجب عليهم العمل بكل طاقاتهم مع حلفائهم الأتراك والسعوديين مع الولايات المتحدة الأمريكية على تعطيل أي تسوية سياسية في سورية يقودها الرئيس الأسد ولا تؤدي إلى رحيله ولو كلفهم الأمر إدخال المنطقة والإقليم في حرب لعشرات السنين ، لأنهم يعلمون وكما أكد الرئيس الأسد في لقائه الأخير مع محاميي سورية أن بقاء عروشهم وأنظمتهم مرتبط بحل الأزمة في سورية ، وخصوصاً إذا ما كان الحل في صناديق الاقتراع التي يترشح فيها الرئيس الأسد والتي تقر الغالبية العظمى من وسائلهم الإعلامية ومؤسساتهم الإحصائية بفوز ساحق للرئيس الأسد فيها.
في النهاية لا بد لي من توجيه الشكر للرئيس بشار حافظ علي سليمان الأسد وكل طاقمه الديبلوماسي والرئاسي والحكومي والأمني وكل القيادات العسكرية الوطنية الشريفة في سوريا الأسد و لكل ذرة غبار على حذاء كل جندي عربي سوري في الجيش العربي السوري ولجان الدفاع الوطني وكل الحلفاء من طهران إلى موسكو مروراً بالعراق والضاحية الجنوبية التي ترسم في كل لحظة تاريخ من الشرف والعزة لهذا الوطن ولكل شرفاء هذا الكون قاطبة .....
يرحلون وتبقى
2016-02-17
بقلم: محمد توتونجي