تبدو مشاعر المتشوقين لدور مصر الريادي لتستعيد به امجادها القومية ومكانها الصحيح في محور المقاومة متباينة بين الاطمئنان والقلق وبين الرضا والسخط، نظرا لبعض التضارب في الانباء وكذلك في الممارسات.
الا ان هناك لحظات حاسمة تستوجب حسم المواقف واخراجها من ميوعة الدبلوماسية الى جدية العسكرية والامن ومن رخاوة الرهان على الاستفاقة لذوي غيبوبة الغرور والعمى الطائفي والاستراتيجي الى صرامة اعلان الموقف الحقيقي دون مواربات.
الموقف المصري في لحظات الحسم بدا يعلن حثيثا بأنه في المكان الصحيح من التاريخ وان قيدته عوامل مختلفة عن ان يكون موقفا صريحا جريئا وملائما لمكانة مصر .
السعودية التي بدأت باغلاق بنوكها في لبنان في بادرة عقابية لبلد لم يستسلم لغرورها واجندتها التدميرية، ينتظر ان تقوم باجراءات صريحة على غرارها في مصر اضافة الى اجراءاتها الغير معلنة كدعمها اللا متناهي لاثيوبيا في معركة حرب المياه على مصر وكخنقها للقرار المصري بالانفتاح على محور المقاومة وابتزازها واختراقها لمؤسسات مصرية على رأسها الازهر والاعلام المرئي والمسموع والمقروء.
لاشك ان موقعا مثل اليوم السابع ورئيس تحريره هم اول من يبادر لنفي وجود اي خلافات مصرية سعودية ويستنطق الخارجية المصرية استنطاقا لنفي هذا الامر، وهو ليس مستغربا وليس مجال هذا المقال القاء الضوء على هذا الموقع ومموليه فلربما هو موضوع يفسح له مقالات اخرى.
ولكن الشاهد هو انزعاج اللوبي السعودجي في مصر من عدم الانسياق المصري حتى الثمالة ومن عدم الانزلاق الى الهاوية السحيقة التي تأبى المملكة الا وان تشد اخرين من ملابسهم ليسقطوا سويا بها.
على الجانب العثماني، هناك ساقط اخر يحاول هدم المعبد الدولي على رؤوس ساكنيه ويحاول بكل ما اوتي من قوة توريط الساحة الدولية في حرب عالمية جديدة ولم يجد الا اليد السعودية والاسرائيلية في مشهد يشبه ثلاث مطلقات جمعتهن المحنة ليتفقن على قتل من غرر بهن ولم يثبت كفاءة في حمايتهن فطلقهن وتركهن وحيدات.
بذات الكيد الانثوي تسير السياسة الخارجية لهذه الدول، رغم محاولات الزوج الامريكي تهدئتهن حتى لا تكون الخسارة شاملة وتقتصر على الخسارة الحالية.
وهناك عدة اسئلة، هل ستصمد مصر وتقوى على ثمن مخالفتها؟ وهل ستقتصر خسارة المطلقات الثلاثة على سوريا ام سيمضين الى نهاية الشوط؟ وهل سينتهي الشوط بسقوطهن ام بحرب عالمية شاملة؟
الاول، ستصمد مصر فيما يتعلق بسوريا لان عقيدة الجيش لن تسمح له بحرب في جانب واحد مع اعدائه الملوثين بدمائه ودماء المصريين ولعلم مصر بانها معركة خاسرة عسكريا واخلاقيا، وكنا نتمنى ان يكون المعلن اكثر صرامة واتساما بالطابع القومي واعلان ان الجيشين المصري والسوري شقيقان ورفاق سلاح وان الامن القومي العربي يقتضي وقوفهما صفا واحدا في مواجهة الارهاب وداعميه، الا انه يبدو ان ليس في الامكان ابدع مما كان ويكفينا عدم التورط.
والثاني يبدو ان الامور تتراوح بين الرغبة والقدرة، فيبدو ان حلف المطلقات الثلاث يرغب في تفجير الامور لانه وصل بحساباته انها تبدو معركة اخيرة وان نجا من هذا الحلف احد فلربما ينجو الكيان الصهيوني وحده الى حين.
ولكن هل يملك هذا الحلف القدرة على اشعال الموقف وايصاله الى حرب شاملة قبل التورط الانفرادي والنهاية السريعة له؟
هناك اذن سباق دبلوماسي واعلامي وعسكري بين نقطة التورط الاحادي وحمل تبعات المعركة وثمنها وهو سقوط وانهيار هذا الحلف الاسرائيلي التركي السعودي والمتورطين معهم، زنقطة تطور الامور لحرب عالمية شاملة هي البديل الافضل والنهاية الاسعد لهذا الحلف.
مصر بموقفها رجحت الكفة تجاه نقطة التورط الاحادي للحلف الطائفي الذي اعلن موشي يعلون تدشينه، وهو ما يرجح ان يكون عقاب مصر شديدا من قبل هؤلاء والضغوط عليها متصاعدة.
والحسم هذه المرة اصبح يقاس بالايام لا بالاشهور ولا حتى الاسابيع.
هل ستصمد مصر في مواجهة حلف "المطلقات الثلاث"؟
2016-02-18
بقلم: إيهاب شوقي