بقلم: جمال العفلق
لم يعد ممكنا الحديث اليوم عن مؤامرة دولية او عربية على سورية فاليوم الحديث عن عدوان عربي ودولي متعدد المصالح والأهداف ومقسم بين مجموعة تخطط وتدعم واخرى تدفع المال وتنفذ ، ما كان يدعية الإعلام المعادي للشعب السوري ان خطاب المؤامرة هو مجرد خيال لا واقع فيه ، اصبح اليوم واقع ومعلن وقد أخذت الدول مواقعها من الشعب السوري وحددت مواقفها القريبة منها والبعيده ، وتخلي الجامعة العربية عن دورها في منع او عدم التدخل في الشؤون العربية اسقط وتحولت الجامعة العربية الى منبر معادي للشعب السوري والمقاومة وتشابة خطاب الجامعة العربية مع تصريحات الكيان الصهيوني الى حد التطابق وذلك خلال سيطرة المال القطري على الجامعة والدول الفاعلة والمؤثره . واليوم ومع انتهاء السنه الخامسة للحرب على سورية ، واعلان الدول العربية والاسلامية مواقفها الجديده عبر الاعلام مهدده الشعب السوري بدخول بري واعتداء سافر على سييادة سورية لإكمال ما فعلتة العصابات الإرهابية من تدمير وقتل اصبح من حقنا ان نقول من دمشق هنا دمشق .. لم يستفد اعداء سورية من تجربة السنوات الخمس الماضية مخالفين بذلك كل منطق وعلم حيث تكرار التجربة بنفس الوسائل لهدف الوصول الى نتيجة مختلفة هو غباء يعبر عن ضيق الافق وعدم فهم لكل ما حدث ، ولإننا لم نتعود ان نعيش مهزومين ولا نقبل بالخصم الضعيف نجد من واجبنا ان ننبه الخصوم ان الباب الذي تفكرون الدخول منه هو باب اللاعودة .. ونتألم اليوم على دفع الشباب العربي الى الموت وهذا التدمير الواضح لاقتصادنا واقتصاد الدول العربية الداعمة للحرب والمشغلة لها ولكن حسبنا اننا ندافع عن وطننا ولا نعتدي على احد .
فحلفاء واشنطن يراهنون على تغير المعادلات على الأرض ويحاولون تقديم اي شيء لأخذ الضوء الأخضر منها لدخول الحرب او وعدهم بذلك على الأقل ، أما الناتو الذي حذر تركيا بعدم الوقوف الى جانبها والتخلي عنها اذا ما بقي اردوغان المكروه شعبيا واقليما يصعد عسكريا مع موسكو . فالناتو يدرك خطورة ارض الشام أكثر من العرب الذين نسوا من هي الشام ومن اوصى فيها . في وقت تخرج السعودية برسالة الى لبنان مفادها حرمانه من مليارات وعد بها منذ سنوات ومازالت تستخدمها على مبدأ العصا والجزرة وتستثمر فيها لدفع جزء من لبنان الى اعلان الحرب الداخلية على المقاومة معلله ذلك ان المد الايراني هو خطر على لبنان وان محاربة هذا المد يجب ان يكون بالتخلي عن المقاومة وطعنها بالظهر كل ما حانت الفرصة . والواضح ان الملف اللبناني في السعودية رغم قدم وجوده لم ينبة السعوديين ان لبنان المتنوع يجيد فن الحياة وان الخلافات السياسية لا يمكن ان تصل بجيل التحرير الى الصدام المباشر رغم ان هذا يسعد المانحين ويعطيهم الشعور بزهو الانتصار .
من دمشق هنا دمشق حيث الجيش السوري وحلفاؤة يعيدون الى سورية واقعها ويمسحون تلك الخطوط الطائفية التي رسمها العدوان العربي والدولي على الشعب السوري حيث يكتب الشعب السوري شروط اي حوار بدمة ، ي وقت بدأ تراجع في الخطاب الأعلامي للمعتدين .وهذا لا منع السوريين من توقع الغدر او مغامرة من حلف العدوان وحينها يجب ان تتغير الخارطة العربية والدولية فالمال الذي يشتري ذمم حكام يبيعون شعوبهم تحت اسماء تحالف عربي او دولي او اسلامي لن يكفي لاتمام المشروع وهذا بدوره سيدخل المنطقة بمرحلة لم تشهدها من قبل . فكلمة صفر مشاكل التي تدعيها تركيا لن يبقى لها وجود اما الانتصارات الوهمية التي يتحدث عنها اخرون هي بالواقع نزيف داخلي كالذي يلعق المبرد ويتلذذ بطعم الدم غير مدرك ان هذا الدم هو دمة . ان انتهاء الجيش وحلفاؤة من تفكيك الخلايا الإرهابية اليوم هو اسرع بكثير من المهله التي اعلن عنها للعودة للمفاوضات في الخامس والعشرين من هذا الشهر اذا ما تم اللقاء حيث نجد ان ما يسمى ائتلاف الدوحه الخائن يتخبط ي التصريحات ولكنة لا يشعر بالورطة التي وضع نفسه فيها نتيجة التبعية العمياء للغرف السوداء ودوائر الاستخبارات العربية والاقليمة . فهذا الكيان الذي لم يكن يوما ولن يكون ممثلا عن الشعب السوري يعيش تحت رحمة المال الممنوح له والموزع وفق حصص الغارق بالخيانة لوطنة اكثر يأخذ الأكثر ، ولا يملك وللاسف حتى اليوم برنامج او خطاب واحد حقيقي عن الوطن و رغم تطعيمة بشخيصيات كانت تعمل في السياسة الا ان جميع من فيه يتحدثون عن سورية من نوافذ الطائفية والعرقية وبحقد لم ترى سورية او اي امة حقد مثله .
ويبقى ان نعلم جميعا ان اعادة بناء سورية لن يكون بنفس سرعة تحريرها ولكنه سيتم وسيعود كثير من السوريين وخصوصا الذين وقعوا اسرى اللجوء الى بيوتهم ، هذه التجربة المكلفة ستفرز جيل البناء والعزيمة ، وامر ترتيب البيت الداخلي ليس بالمعجزة مادمنا نعلم جوهر الانسان السوري وحقيقة تمسكة بالارض والوطن .
وكما قال الجواهري : دمشـــق صبــــراً علـــى البلــوى فكـم صُهـرت .. ســـــبائك الذهــــب الغالــــــي فمــا احترقـا
مـن دمشـــــق هنا دمشـــق ...
2016-02-21