بقلم: طالب زيفا
منذ خمس سنوات لا يزال داعمو الإرهاب و قتلة النساء و الأطفال بشتى انواع التفجيرات يواصلون عنادهم و غباؤهم باموالهم التي يصبّون نار حقدهم على سوريّة قيادة و جيشا و شعبا استثمروا في الإرهاب بكل أشكاله في محطّاتهم وبفُجورهم الإعلامي إلى تجييش أكثر من 80 دولة و الذين حاولوا قلب الحقائق من خلال امبراطورياتهم الإعلامية التي لم تألو جهدا لتزوير الحقائق و يبدو يأنهم يتنقلون من خطة فاشلة إلى خطة أكثر فشلا بمعنى يريدون أن يتجاوزوا أغلاطهم بحق سورية و شعبها بأخطاء أكثر دموية و بعناد لا يمكن وصفه إلا بالغباء السياسي الذي جرّ المنطقة برمّتها إلى أتون صراعات لا يعلم إلا الله النتائج و التداعيات التي يمكن أن تطال ليس المنطقة و حسب و ربما العالم كله .
كيف لسورية أن تنسى ما فعله هؤلاء خلال الخمس سنوات حتى هذه اللحظة من تسخير لأموال النفط و شراء السلاح الذي أثقل كاهل ميزانياتهم و الذي كنا نظن بأنه للدفاع عن ممالكهم أو ربما يكون احتياط لتحرير الأقصى و القدس الشريف كنا نستبشر خيراً بأن النفط العربي كورقة ضاغطة على الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية لحل عادل في فلسطين و استرجاع الأراضي العربية المُحتلّة كنا ندعو إلى تضامن عربي ( و إسلامي) للوقوف بوجه الهيمنة الأمريكية الداعمة لوجود (إسرائيل) كنا نُسعد عندما يقوم العرب بعقد قمتهم أملا في أن يتخذوا قراراً لمصلحة العرب و مصلحة القضية الفلسطينية رغم أننا أكتوينا تاريخيا من التشظي و الخلافات العربية العربية وكوميدية تلك القمم و كانت سورية تضع اصبعها على الجرح و الألم من تلك الحكومات الرجعية المتخلفة التي لم يكن همها سوى المحافظة على كراسيهم و عروشهم الخاوية , كانت سورية تنأى عن التدخل في شؤونهم رغم عمالتهم و رغم أنصاف مواقفهم و رغم اعتقادها بأنهم أشباه رجال و إن زدنا نقول أنصاف الرجال بمواقفهم المتخاذلة من القضايا المصيرية في المنطقة.
هكذا عرفناهم خلال الصراع العربي الإسرائيلي منذ بداية تقسيم فلسطين كنا نتجاوزالخلافات أملاً في تضامن عربي في حده الأدنى لكبح المشروع الغربي الصهيوني ولم يُسحب السفراءرغم مواقفهم المتخاذلة مثال (موقف آل سعود من حرب تموز 2006 في لبنان و العدوان الإسرائيلي حيث وُصفت رجال المقاومة اللبنانية بأنهم مغامرون و حملتّهم تبعات وأسباب العدوان الإسرائيلي على لبنان و نحن هنا لا نريد أن نُحصي مواقف الجامعة العربية المتخاذلة و التي ساهمت في ترسيخ الإنقسام العربي و التي رهنت نفسها إلى ما يُسمى مجلس التعاون الخليجي و أصبح أمين الجامعة العربية ناطقا رسمياً بإسم ممالك ومشيخات البترودولار.
كيف للشعب السوري و قيادته أن تنسى بأن هؤلاء جيّشوا للتدخّل الأمريكي و التركي و الفرنسي و غيرهم لضرب سورية كيف للشعب السوري أن ينسى حصارهم الإقتصادي و محاولة تجويعه من أغنى مشيخات وممالك في العالم بالوقت الذي يتباكون على هذا الشعب فإنهم لم يستقبلوا لاجئاً واحدا ممن هجرّتهم عصابات داعش و النصرة و غيرهم من العصابات الإرهابية و عاثوا فسادا في مخيمات الزعتري واستغلال النساء والأطفال وسبي النساء " وجهاد النكاح" و في المخيمات التي نصبتها تركيا الكلام نفسه. و المُضحك المبكي بأن يطالب هؤلاء الحُكام أوروبا بقبول توافد هؤلاء اللاجئين دون شروط مسبقة بينما هؤلاء وضعوا شروطا تعجيزية لدخول ممالكهم وإماراتهم ومشيخاتهم ورموا بهم في غياهب الفقر والتشرد والأمواج العاتية.
كيف للشعب السوري أن ينسى التعاون السعودي القطري الأردوغاني في محاولة تمزيق سورية و إثارة الفتن المذهبية و الطائفية و الإثنية و العرقية و محاولة التدّخل البري لرفع معنويات العصابات الإرهابية التي يدّعون بأنهم يريدون محاربتها في سورية أوليس جديرا بهؤلاء لو كان عندهم ذرة إحترام لعقول البشر أن يحاربوا القاعدة و داعش التي تتمركز في جنوب و وسط اليمن بعد تورّط آل سعود في حرب دموية ضد أطفال اليمن و ضد شعب اليمن تحت عناوين إعادة حكم الشرعية و إعادة الأمل كيف ننسى بنو سعود و آل ثاني و أردوغان و الذين أصابعهم تبللّت بدماء السوريين و اليمنيين و الفلسطينيين ولا يزالون منغمسون بقتل السوريين ويعاندون ويقفون ضد أي حل سياسي لهذه الحرب الكونية على سورية .
لقد إنكشفت مشاريعهم وسقطت كُل أوراق التوت التي حاولوا تغطية عوراتهم و سوءاتهم .
و ما فرحهم عند وقوع أي تفجير إرهابي في سورية هم صانعوه و ممولوه و محرضوه إلا و سيدفعوا الثمن غالياً و إن العالم بدأ يغُير مواقفه بعد أن أدرك بأن الإرهاب التكفيري الوهابي بدأ يُهدّد مصالحه بل حتى وجوده فهل يستفيد هذا العالم المجنون و المتوحش من عبر التاريخ ؟ و أن الوهابية تشكل خطرا داهما يفوق خطر النازية و الفاشية لأنها استخدمت الدين الإسلامي كلبوس و لم تكتفي بالنزعة القومية الفاشستية أو النازية و هنا مكمن الخطورة على استقرار العالم و حضارته في حال إنتشر وباء الارهاب الوهابي العثماني و تمكن في سورية أو العراق لأصبح خطراً داهماً يُهدد البشرية جمعاء .
فهل ستتجاوز القوى العُظمى خلافاتها و تتفق على مجابهة الخطر الأسود الداهم قبل فوات الأوان خاصة بعد أن بدأ الإرهاب يترنح في سورية و العراق و يبحث عن مواطنه و عن داعميه ناشراً القلق و الخوف فيمن موّله و دعمه و درّبه ؟ و القادم أعظم إن لم توجد خطّة دولية لتسمية الأشياء بأسمائها وتبدأ حربا حقيقية على هذا الوباء وعدم الإستهانة به و عدم الإستثمار به لتحقيق مصالح آنية و ضيقة فلقد حان الوقت لوقف الحرائق التي لن ينجو منها أحد بفعل تغليب المصالح الإقتصادية على الأمن و الإستقرار في العالم.