" لن تنسى له إسرائيل ما فعله بها " ، هذا ما قاله يهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الذي شن الحرب على حزب الله في يوليو 2006 للقضاء النهائي عليه ، وانتهت الحرب بعد 31 يوما بفشل إسرائيل في تحقيق ما أرادته ، بل بانتصاره عليها مثلما اعترف بعض قادتها العسكريين والسياسيين والقاضي الذي حقق في أحداث الحرب ، والرئيس الأميركي بوش الابن الذي أورد في كتاب له أن أميركا أنقذت إسرائيل من الهزيمة في تلك الحرب حين سعت لإصدار قرار مجلس الأمن الذي أوقفها . ومثلما قال أولمرت ، وكعادة إسرائيل والغرب الأميركي والأوروبي المناصر لها والمحافظ على بقائها ؛ لم ترفع العين عن الخطر الوجودي الكبير الذي يكونه حزب الله على إسرائيل ، وما قد يفرخه من نماذج تتحداها وتهددها على مثاله ، وهو ما فعلته المقاومة الفلسطينية خاصة في حرب 2014. في حرب 2006 اتصل أكثر من مسئول خليجي وعربي يلح على إسرائيل لمواصلة مقاتلة حزب الله حتى استئصاله ، وبعد الحرب دفعت دول خليجية 9 مليارات دولار لإسرائيل تعويضا عن خسائرها في تلك الحرب .وأيقنت إسرائيل أن أي مواجهة جديدة مع حزب الله ستكون أسوأ عاقبة عليها من حرب 2006خاصة أنه عاظم من قوته بعدها في اطراد سريع . واصطنعت أحداث سوريا في سياق أكذوبة الربيع العربي ، وأحداث سوريا تحديدا ، كان في صدارة أهدافها جر حزب الله إليها لكسر شوكته الصلبة . ورغم ما أصابه من جراح وخسائر في مناصرته لسوريا إلا أنه حافظ على قوته في مواجهة إسرائيل وبتعاظم متواصل . وكان لابد من اصطناع ثغرة جديدة لإضعافه والقضاء عليه . الثغرة الجديدة هي ما نراه هذه الأيام في الحملة السعودية الخليجية عليه . ونترك الحملات الإعلامية والمذهبية التي لم تتوقف لحظة ، وننظر في الذروة التي جاءت في إلغاء السعودية هبتها البالغة 4 مليارات دولار للجيش اللبناني والأمن الداخلي ، والطلب من رعاياها مغادرة لبنان ، وتابعتها في الطلب الإمارات والبحرين وقطر والكويت ، والتهديد بطرد العمالة اللبنانية من الخليج ، وغير ذلك من التهديدات مثل سحب الودائع المالية الخليجية في لبنان . السعودية جعلت حزب الله دافعها للوصول إلى هذه الذروة متهمة له بأنه خطف لبنان ، ووسعت عدوانيتها عليه ، فاتهمه أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي على قناة " الحدث " السعودية مساء الأربعاء بأنه يتدخل في حرب اليمن إلى جانب الحوثيين تدريبا ومشاركة في العمليات . حرب 2006، ومشاركة حزب الله في مناصرة سوريا بالقتال إلى جانبها ضد عدوان عالمي يسهم فيه مرتزقة من أكثر من 80 دولة ، وتسهم فيه السعودية وإسرائيل وقطر ، كل ذلك لم يضعف حزب الله ، فلزم فتح الثغرة الجديدة التي يريد منها أعداء الحزب وأعداء الأمة تفجير حرب أهلية في لبنان لعلها تقضي على الحزب . ونركز انتباهنا على أن هذه الثغرة فتحت بكل هذه السعة بعد أن هدد سماحة الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله بضرب مخازن الأمونيا في ميناء حيفا ، ووصف ضربها بأنه قنبلة حزب الله النووية التي قد تقتل 800 ألف إسرائيلي . بعد ذلك التهديد انفجرت إسرائيل قلقا في مستواها السياسي والعسكري ، ورعبا في مستواها الشعبي . وجرى تحريك أنصارها وحلفائها في المنطقة ضد الحزب ، فتحركت السعودية ومن ورائها أربع دول خليجية لعل حربا أهلية تنفجر في لبنان يهلك فيها بعد أن فشلت حربان في القضاء عليه او إضعافه في الأقل . الحملة العنيفة الشاملة الآن على حزب الله تعيد إلى البال الحملة التي وجهت ضد صدام حسين والعراق حين هدد صدام بحرق نصف إسرائيل ، وكان بعد ذلك ما كان له وللعراق وللمنطقة . حزب الله الآن في عين عاصفة أعدائه الإسرائيليين وحلفائهم في الخليج وأميركا وأوروبا . كبار الحوادث قادمة . محظور تهديد إسرائيل .
حزب الله في عين عاصفة أعدائه
2016-02-25
بقلم : حماد صبح