2025-06-08 08:16 م

ضرب ليبيا والخيارات الصعبة!!

2016-02-28
بقلم: رابح بوكريش
حذرت المخابرات العسكرية الإيطالية نظيرتها في المغرب والجزائر وتونس من وجود تهديدات جوية مؤكدة تقودها "داعش"، التي دربت عدد كبير من المغاربة للقيام بعمليات "كاميكاز" تستهدف بلدان المغرب العربي . هذا وتقول المخابرات الايطالية أن هناك عدد من المغاربة ضمن المقاتلين الذين تم تدريبهم لتنفيذ عمليات انتحارية بطائرات مدنية وعسكرية متطورة . من جهة اخرى : صحيفة "لوموند" الفرنسيّة بدورها نشرت، مقالاً تؤكد فيه الوجود الفرنسي في الشرق الليبي، وذلك نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية لم تذكر اسمه . التحقيق الذي قامت به "لوموند" دفع بوزير الدفاع جان إيف لودريان لطلب فتح تحقيق بحق الصحيفة التي، وبحسبه، "نشرت معلومات بالغة السريّة . لقد أخذ الغرب منذ عام كل الإجراءات الضرورية لضرب ليبيا ولكنه ما يزال يتردد بسبب مشكلة واحدة ، وتتمثل هذه المشكلة في ما بعد الضربة ! ان هذه الأخيرة بدون شك قضية معقدة وعندما يجري الحديث على ما بعد الضربة فإن المقصود بالكلام " سيدفع بعشرات الآلاف للفرار قاصدين الحدود التونسية والجزائرية والأوروبية طلبا للجوء. في هذه الحالة تستغل المجموعات الارهابية " داعش " هذه الفرصة و تتسلل منتحلة صفة لاجئين ! ويدخلون بلدان المغرب العربي ويقومون بعمليات انتحارية وعندئذ ، ينعكس الوضع كله على مستقبل هذه البلدان ، وتصبع الحرب بين مختلف القوى هي الحاضر الأكبر . وهذا الوضع يمكن أن يسيطر ويغرق بلدان المغرب العربي في حمام دم كبير . اللاجئون السوريون وعددهم الكبير اصبحوا عبئا يوميا على الاقتصاد الأوروبي المتعب والأمم المتحدة ، وهما أمنيا على الصعيد الداخلي من حيث العلاقات مع المواطن الأوروبي والحزازات التي تخلفها الممارسات التي تخلفها الممارسات اليومية ، مما دفع الأمور باتجاه تضخم عامل التأزم في العلاقات بين بعض اعضاء الاتحاد الأوروبي . وبصفة ادق فإن البلدان الغربية التي تريد ضرب ليبيا يخشون الأخطار على أنفسهم . على الصعيد الداخلي ، فإن قضية اللواء حفتر وارتباطه ببعض الدول العربية ، فهو حشر ليبيا في حرب معلنة ضد المجموعات الاسلامية المسلحة ، وهو يعمل على نسف كل الحلول المقترحة " صبت الزيت على النار " . وبذلك تشعبت الصراعات وتداخلت معها الخلافات الداخلية . وجاءت المجموعة الارهابية " داعش " واصبحت خصما شرسا ، خصوصا في الفترة الأخيرة ، لأنهم أدركوا ان نهايتهم في سوريا والعراق قد اقتربت . خلاصة القول أنه مهما كانت نوايا الدول الغربية العميقة فإن الدعوة لضرب ليبيا يمكن أن تكون الخطوة الأولى لتفكيك بلدان المغرب العربي .