2025-06-08 06:59 م

"داعش والنصرة " إرهابيتان .. و كل من يحاربنا إرهابي

2016-02-28
بقلم: ميشيل كلاغاصي
شعبان: قرار الإتفاق سيغير من المنطقة والعالم والتحالفات , و سيكون لسورية وحلفائها شرف هذا التحول . هي صوت سورية الصارخ في اّذان أصماء العالم .. هي من رفع سقف التحدي لنساء العالم و للمرأة العربية و السورية على وجه الخصوص.. هي الوطن .. أم الوطن هي ؟ و بعرف الغرب و من تقاليد شعوبه أن تُرفع القبعة لتحية الكبار, و في عرفنا لا أحلى ولا أغلى من أن يزين جبينها العالي علم الجمهورية العربية السورية . أطلت البارحة , بوجهها الباسم و ملامحها التي لم تكن لتخفي تفاؤلها و سعادتها بالحصار الأممي للإرهاب و بإقتراب أغلبية دول العالم من إعتناق النظرة السورية لأحداث السنوات الخمس الماضية , و تراجع الكثيرين عن حرب سورية , و ما أروع اصطفافهم أفواجا و إعتناقهم دين الحق السوري , و كلها أمل في قصر زمن المخاض الأخير لولادة سورية المنتصرة , و عودتها إلى عالم ٍ ألهبت أطماعه الدماء و الكنوز المسروقة من إبتسامة أطفال سورية و شيبها و شبابها و شجرها و حجرها .. كعودة الروح إلى الجسد الإنساني , فمتى انتصرت سورية تنتصر الإنسانية . و قبيل انتهاء جلسة مجلس الأمن بستين دقيقة , و التي إنتهت بولادة القرار 2268 , عبرت الدكتورة بثينة شعبان عن تفاؤلها بنجاح إتفاق وقف الأعمال القتالية , و أكدت أن مجلس الأمن ماض ٍ نحو إستصدار قرار ٍ أممي يدعم مشروع القرار الروسي – الأمريكي حول وقف الأعمال العدائية في سورية , و قُبيل ساعة ٍ واحدة من موعد سريانه على الأرض . تقول الدكتورة شعبان : أن المسار التاريخي للأحداث واضح ٌ جدا ً, و قد بدأ منذ أن اتخذت موسكو و بكين قرارها ( الفيتو ) لصالح الجمهورية العربية السورية و الشعب السوري , عندما كسرت هيمنة القطب الواحد .. و أن كل ما جرى من بعدها هو محاولة للبحث عن بعض الهيمنة. و اعتبرت أنه كما كان تاريخ 4102011 مفصلا ً هاما ً , فإن قرار الإتفاق الذي توقعت صدوره سيغير من من المنطقة و العالم و التحالفات , و سيكون لسورية و حلفائها شرف هذا التحول . وأكدت أن القرار سيذكر في مقدمته كل القرارات التي صدرت بشأن الحرب على سورية, و سيذكر أيضا ً القرار 2253 الذي صدر تحت الفصل السابع و دعا إلى وقف دعم تمويل و تسليح كافة التنظيمات الإرهابية.. و رأت أن في استمرار مشروع القرار لا يزال يحظى باللون الأزرق طيلة النهار , و لم تستطع بعض الدول كفرنسا أن تعيقه على الرغم من محاولتها . وأوضحت أن التناقضات في تصريحات الرئيس أوباما الذي انتقد الأعمال الروسية واعتبر أنها ساهمت بشكل " كارثي"في سورية , في الوقت الذي أكد كيري أنه :"من الأفضل لنا أن نتعاون مع روسيا " تقول و تؤكد أن ما قلناه دائما ً أن التوافق الروسي – الأمريكي قائم لصالح روسيا .. و أن العجز و التخبط في التصريحات لن يؤثر على المسار الأساسي , فالإتفاقات سارية و مؤكدة , و هناك حرص على السير بها نحو الأمام . و عن الخطة B لجون كيري .. اعتبرت أن أفضل رد جاء في كلام ميخائيل بوغدانوف بحضور جون كيري إذ قال : نستغرب حديث الولايات المتحدة عن الخطة B , و لم يذكر لنا أحد ٌ هذه الخطة , فكان رد جون كيري " لا يوجد خطة B و C و.. و ما يوجد هو فقط ما اتفقنا عليه ". و عن الخارطة الميدانية للجيش العربي السوري و التي سيسير وفقها و يقرر الأماكن التي يتوجب عليه التقدم فيها بعد سريان مفعول الهدنة , و بالرغم غياب لوائح التنظيمات الإرهابية و عدم تقديمها من قبل اللجنة التي شكلتها مجموعة الدعم المنبثقة رحم تفاهمات مؤتمر فيينا , تطغى الصعوبات في ظل هذه الظروف و المعطيات الميدانية المتداخلة , لذلك يبقى المعيار الأساسي لسورية و روسيا هو إعتماد داعش و جبهة النصرة إرهابيتان .. وأن كل من يحاربنا هو إرهابي , كذلك يمكن العودة لتصريح جون كيري الذي قال :" من لا يقبل بوقف الأعمال القتالية في سورية فسوف يتلقى الضربات منّا ". و ذكّرت بكلام الرئيس الأسد في 2011 عندما قال أن الإرهاب خطير, و إذا لم تتم مساعدتنا, فإنه سينتشر في العالم, في الوقت الذي اعتبره المغرضون تهديدا ً و لم يروا فيه توصيفا ً.. كذلك عندما دعا الرئيس بوتين لتشكيل جبهة واسعة للتحالف ضد الإرهاب , و تساءلت مالذي يمنع من تحالف سورية و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و كل دول العالم فيما إذا صدقت النوايا ؟.. الأمر الذي يفسر تصريح الوزير لافروف بتأكيده على عدم وجوب استخدام الإرهاب كبيادق شطرنج . و أملت الدكتورة شعبان في أن يساهم القرار الجديد في طوي صفحة السنوات الماضية , و تدعو العالم لعدم الإفراط بالتفاؤل , لكن من الضروري أن يكون هناك تقدير ٌ للحظة الراهنة.. وأكدت أن بلادها لم تتسلم حتى اللحظة أية لائحة بأسماء " المعارضة " , وعليه فإن سورية لا تعرف مع من ستلتقي في الجولة القادمة لمحادثات جنيف , و تأمل في أن تكون مشاكل الأطراف الأخرى قد حُلت قبل موعد الجولة على الرغم من وضوح القرار 2254 وتوصيات مجموعة فيينا التي دعت إلى تشكيل لائحة لأوسع طيف من المعارضات , والتي اختزلتها السعودية عبر معارضة الرياض , و الجميع يعلم ذلك لكن الإعلام الغربي يتجاهل ذلك ولا يذكره و لأسباب ٍ مفهومة !. وعن التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكي حول مصير و رحيل الرئيس الأسد ... فغمزت بمزيج من الإستغراب والاستهزاء و أكدت أن مثل هذه التصريحات لو خرجت عن غير دول لقلنا أنها دولٌ لا تعرف ماذا تريد , و باعتبار الولايات المتحدة دولة ضخمة و مهمة فنحاول دائما ً البحث عن التفسيرات , و لا بد لتعدد التصريحات و تناقضها أن تحمل عبارات يوجهونها للأصدقاء و اللوبيات خصوصا ً اللوبي الصهيوني و غيره , لكن يبقى القطار على السكة و لا شيء يغير من الواقع . و عن التصعيد السعودي و مدى تأثيره على جنيف, و تراجع الدور القطري عموما ً في المشهد السوري, و المواقف الجديدة للدولة المصرية خاصة ً ما يتعلق برفض التدخل البري في سورية.. أكدت أن السعودية تحاول أن تبرهن قدرتها على التأثير و خلط الأوراق في لبنان و اليمن و العراق, في الوقت الذي لا يعدو هذا أكثر من تأثير إعلامي فقط.. في حين أن تراجع الدور القطري يأتي بعدما رأى الأمور تسير باتجاه ٍ لم يعد يستطيع التأثير فيها.. وأثنت على الدور المصري, و أكدت حقيقة العلاقات التاريخية بين البلدين, و اعتبرت أن المواقف المصرية الجديدة تخدم مصلحة الشعب العربي في مصر و سورية و العالم العربي عموما ً.