2025-06-08 07:51 م

مـاذا بعد الهدنة في ســـــورية ؟

2016-03-02
بقلم: جمال العفلق
دخلت الهدنة في سورية يومها الثالث والخروقات المسجله ليست بالشيء المهم وفق اوساط عسكرية تعتبر ان خرق الهدنة لا يكون برشقات رصاص هنا او هناك فأكثر الجبهات الساخنة سابقا تعيش اليوم هدوء حذر يمنع انهيار وقف اطلاق النار رغم ان المستفيد الحقيقي من هذه الهدنة سيكون الجماعات المسلحة التي تشير التقارير الى اتصالالت ساخنة تجريها الرياض مع هذه الجماعات واعتبار هذه الفتره هي فترة تجميع القوة وتخطيط لما بعد الهدنة حيث الاعلام السعودي لم يتوقف عن التشكيك بالهدنة واستمرارها ، او بصيغة اكثر دقة مازالت السعودية تعلن امنياتها من خلال الاعلام في انهيار الهدنة وعودة الاقتتال . وهذا لاسباب يعلمها المقربون من مركز القرار السعودي كما يعلمها المتابعون للشأن السعودي وخصوصا ان السعودية بسياستها الغير مفهومه تضرب بكل الاتجهات ولا تحسب العواقب لما تقوم به . ففي اليمن مازالت المراوحة بالمكان تتطغى على العمل العسكري الذي تورطت به السعودية وما الانتصارات من الجو الا عمليات تسويق لجيش لا يستطيع التقدم امتار على الأرض وهذا بحد ذاته سيكشف مدى خطأ القرار السعودي في حرب اليمن ومدى التورط في ذلك المستنقع الذي لن تخرج منه السعودية مهما طالت الضربات الجوية الا خاسره بنك الاهداف المقرر انتهى ويعاد اجتراره . ولم يبقى في ذلك البلد الفقير الا اكوام من الحجاره والبيوت المهدمة ستعيد الضربات الجوية قصفها . أما في الشأن السوري ستكشف الهدنة وما سيحدث بعد هذه الهدنة من تسويات اذا لم تنهار حقيقة الموقف السعودي وسيكتف العالم ان المملكة كانت تضخ المال في بتاء هيكل الجماعات الارهابية التي تدير المعارك ولن نختلف على تسمية تلك الجماعات فكل من يحارب الجيش السوري والشعب السوري ارهابي وهذا شيء اصبح في يقين كل مواطن سوري ولهذا لا تريد السعودية استمرار الهدنة فاستعراضاتت النصر تحتاجها المملكة اليوم للداخل والخارج ، واحتراق صورة البطوله التي يروج لها الاعلام السعودي ستنكشف مما سيؤدي بالنهاية لفتح حوار داخلي في المملكة قد يصل الى مرحلة المواجهة للبحث عن الذي يتحمل نتائج تلك القرارات المبالغ المدفوعة في هذه الحرب ليست بالشيء القليل وتلك المليارات التي حرم منها عب اغنى بلد وتعيش نسبة لابأس فيها منه تحت خط الفقر سيولد حالة جديده تحاول المملكه تأجيلها ولكن لن تستطيع منعها . فالواضح ان سياسة المملكة المتبعة تريد اخضاع الخصوم وبالأحرى هي لا تعترف بالخصوم وفق مبدئ كل من يخالفنا هو عدو لنا وهذا الامر كان واضحا في موضوع لبنان ووقف الدعم بمليارات طالما تحدث عنها تيار المستقبل كلما اراد التقرب من جمهوره وما تبع القرار السعودي من محاولات الاتباع في لبنان اشعال فتيل الفتنة من خلال مهاجمة المقاومة والحديث عن حرمان لبنان من الهبة السعويدة وطبعا الامر جاء بقرار سعودي يريد اشعال منطقة جديده تمده بأخبار انتصارات اعلامية . لهذا نجد الجبير يردد ما قاله الامريكين عن وجود خطة ((ب )) وهو يعلم تماما ان مثل هذا الخطاب هو مجرد عبث بالعقول الا اذا سلمنا بأمر ان الأوربيين وعلى رأسهم فرنسا ومعهم الامريكين جاهزون اليوم لحرب عالمية ثالثة تحرق المنطقة بما فيها وتغير وجة العالم الى الأبد .. وهذه الرغبة قد نجدها عند الفرنسيين الذين يغازلون جبهة النصره وداعش وان كانوا يدعون عير ذلك ، فالهدف من الاستعراض الأعلامي الحالي هو تبييض صورة الجماعات الإرهابية وهي نفس الجماعات التي تمثل عمليا اجنحة للقاعدة التي يدعي العالم انها تصدر الارهاب ، فحقية ما تريدة تلك الدول ان لا تستمر الهدنة في سورية لأن ما بعد الهدنة لن تتحمل نتائجة كل من السعودية او تركيا وخصوصا ان كلا البلدين غرقا في الحرب السورية ولم يحصلوا على اي شيء ، فتركيا التي كانت تحلم بضم حلب الى الاراضي التركية تجد نفسها اليوم وجها لوجه مع اكراد سورية المدعومين من روسيا واميركا وسورية ، وهذا امر لن ينتهي اذا ما استمرت الحرب في سورية . اما السعودية التي كانت تعمل على ضرب ما تسمية الامتداد الايراني وضرب المقاومة في لبنان لتفريغ الساحة اللبنانية لاتباعها تقف اليوم كما اسرائيل امام تطور قوة حزب الله حيث استفاد الحزب من تجربته من المعارك في سورية واستطاع خلال السنوات القليله الماضية ان يخيب امال السعودية واسرائيل ، حيث كان الهدف توريط الحزب لاضعافه ولكن الواقع اليوم يتحدث عكس ذلك ، فلجأت السعودية الى الاعلام من خلال محاولة تشوية صورة الامين العام للحزب علها تجر جمهور المقاومة الى الشارع . ان السوريين يترقبون صمود الهدنة واذا ما انهارت فلن يكون بمبادرة من السوريين او الجيش السوري انما من الجماعات المؤجورة التي قد تقدم على اي مغامرة شأنها تقويض الهدنة والعوده للقتال . ولكن اذا ما استمرت الهدنة ووصل السوريين للانتخابات البرلمانية فهذا يعني ان الحكومة القادمة ستكون حكومة اعادة الاعمار وترسيخ المصالحات وهذا اذا ما تم سيكون السوريين ودعوا حرب طويله صدرت اليهم من السعودية وتركيا واسرائيل واخرين جربوا تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد وصناعة حدود الدم للمنطقة وما سينتج عن نجاح الهدنة لن تحصد ثماره سورية فقط بل هناك تبعات كبيره ستتعرض لها المنطقة حيث سيعاد النظر بما يسمى الجامعة العربية وسوف تختفي كيانات المعارضة السورية في العواصم الاوربية ولن تتحمل الرياض بقاء ما يسمى مجموعة الرياض من المعارضة السورية وترحيلهم سيكون قسري اذا لم يرحلوا من تلقاء انفسهم ، فنجاح استمرار الهدنة اليوم بيد المشغلين للجماعات الارهابية وابواقها وبيد اميركا التي تقف اليوم عاجزة امام هذه الحرب التي كانت اطول بكثير من المتوقع فمروع الشرق الاوسط الجديد كان ممكن التطبيق بحرب خاطفة تبدل ميزان القوة اما اليوم فلا يمكن لهذا المروع ان يرى النور رغم الحديث عن فدراليات هنا او هناك .