2025-06-08 04:19 م

بين الماضي والحاضر مثلً شعبي

2016-03-02
بقلم: معا الشعار*
بين الماضي والحاضر مثلٌ شعبي لكل منا جدةٌ تتربع في صدر المنزل وتجلس موزعةً النصائح ضاربةً للأمثال متفاخرة بالمثل القائل (ماله كبير ماله تدبير) (وأكبر منك بيوم أعرف منك دوم) أحياناً نمر على المثل مرور الكرام وفي بعض الأحيان يعجبنا طابعه الموسيقي وطباق الوزن فيه فنطالب الجدة بالتكرار دونما المرور على المضمون وكبرنا ورافقتنا الأمثال الشعبية حتى حفظناها غيباً ونرددها في كل جلسة نكون حاضرين فيها وكل منا ينسب المثل لجدته وكم تعددت الجدات والمثل واحد كانت جدتي دائماً تقول (عيش كتير بتشوف كتير) ولكن هل كانت تقصد،مانراه اليوم من مأسٍ وأي عيش هذا بعدما فقدنا كل شيئ جميل بيد صبية سرقوا الأمان ودمروا الوطن قد ألمنا هذا العيش وخاصة بعد ان تلقينا صدمة كانت كالصاعقة فقد علمونا أن لاعدو إلا اسرائيل ولكن هناك مثل يقول (حسبنا حساب للثعبان ونسينا العقارب والفئران) نعم هناك من إدعى العروبة وتفاخر بصداقة الشعوب ودعا للوحدة دعاء من نار وتفاخر من جحيم ولكنهم في الخفاء كانوا مثل ماقالوا (مثل حية التبن بتقرص وبتخبي راسها) وعندما يأتيك السم من قريب فهو أوجع ولكننا اعتدنا الجراح وتلذذنا بطعم السم كما اعتدنا في هذه الازمة انتظار رأس الساعة ونهرع مسرعين الى جهاز التحكم معلناً التلفاز عناوين نشرات الاخبار التي أصبحت لاتغني ولاتسمن من جوع سوى اننا نستقصي الحقائق بها باحثين عن الامل والسلام الخبر هنا مجموعة ارهابية تثير فوضى في الاردن بمدينة اربد نشعر بالحزن لأننا تربينا على ارادة الخير لنا ولغيرنا ولكن سرعان ماينطق لسانك المثل القائل(طباخ السم لازم يتذوقه) وفي خبر أخر انفجار في مدينة تركية نعم ( ماتطبخ منه بتاكل منه) مع كل نشرة للأخبار نتقمص شخصية الجدات ونستخرج لكل خبر مثل (الله يرحم أهل الأمثال ماخلو شي وماقالوه) فهم ربما كانت نظرتهم للحياة اوضح وحدسهم اقوى ومع كل هذا ورغم ماقالوه ورغم الألم الذي يلف جراحنا فقد كان لهم قولاً جميلاً يعطي الامل ويبعث للتفاؤل (كلما ضاقت عليك افرح لها) .
*كاتبة سورية