2025-06-08 03:38 م

حزب الله " ارهابياً ".. مكتوب التحالفات السعودية بان من عنوانه؟؟

2016-03-03
بقلم: الدكتور محمد بكر
ليس حدثاً استثنائياً، ولا أمراً مستغرباً على الإطلاق أن تُصدر دول مجلس التعاون الخليجي.  " المُدارة سعودياً " بياناً تعتبر فيه حزب الله اللبناني بكافة فصائله وميليشياته والتنظيمات المنبثقة عنه منظمات إرهابية عادةً أعماله العدائية تهديداً للأمن القومي العربي، وكذلك لم يكن محط استهجان أن يمضي مجلس وزراء الداخلية العرب على درب مجلس التعاون الخليجي ( بامتناع لبنان وتحفظ العراق)، لجهة إدانة ماسماها الأعمال الخطرة للحزب التي تزعزع الأمن والاستقرار، إذ لطالما لم يهدأ الحراك السعودي لحظة واحدة في محاولة للنيل من الحزب، والجميع يذكر كيف سارع مندوب العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في العام 2014 لتقديم مشروع قرار يصنف حزب الله كمنظمة إرهابية، لكن الجديد هو الحيثيات وجملة التطورات المرافقة لهذا الاعتبار، فليس من باب المصدافة أن يتزامن بيان دول مجلس التعاون الخليجي مع زيارة وفد اسرائيلي رفيع إلى الرياض بحسب ما أعلنته القناة الاسرائيلية العاشرة لبحث الجهود المشتركة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، إذ لم تجد القناة أي حرج في أن تجهر بأن السعوديين يؤكدون على الدوام للجانب الإسرائيلي أنهم غير معنيين بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ومايهمهم هو أن  تقف إسرائيل إلى جانبهم لمواجهه كل ما يتعلق بإيران، وكذلك ماعده معهد واشنطن للدراسات بأن انتقال العلاقات السعودية - الإسرائيلية إلى العلن كان بمنزلة المفاجأة الكبرى لصيف عام 2015 ولاسيما بعد اللقاء الذي جمع لذات الأهداف السابقة بين وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد والسعودي أنور عشقي، والأهم من هذا وذاك هو انقشاع الضبابية وجلائها عن الهدف الرئيس لماتم إعلانه سعودياً عن تحالف اسلامي لمواجهة الارهاب بقيادة العربية السعودية باركه وأثنى عليه موشي يعالون خلال لقائه تركي الفيصل في مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، هذا التحالف الذي وجدت فيه السعودية نفسها أن وجهته ليست داعش فقط وإنما كل المنظمات الإرهابية الأخرى.. فهل يأتي بيان دول مجلس التعاون الخليجي كترجمة فعلية لتحديد وجهة التحالف الإسلامي الجديدة، المشكّلة ربما لجوهر الخطة "ب " التي يكثر الحديث عنها ولاسيما سعودياً، وتالياً المباشرة  بالمواجهة العسكرية مع حزب الله، سيما وأن المقاتلات السعودية قد باتت جاهزة في قاعدة انجرليك التركية لمباشرة مهامها ضد داعش في سورية بانتظار توجيهات واشنطن؟  في نظرة تحليلية لتوقيت بيان مجلس دول التعاون الخليجي ( وبعيداً من اعتقادنا الرافض لدخول الحزب على خط المعركة في سورية، والذي كرس بصورة مباشرة مزيداً من انحراف البوصلة وأمّن جسراً مثالياً لإسرائيل تحديداً لتأجيج الأفكار الطائفية ومذهبة الصراع والبناء الفاعل على تبعات ذلك)، فإنه لا يمكن استبعاد ( مع كثرة المعوقات) حدوث ضربات جوية لمواقع الحزب في سورية ولاسيما بعد إطلالة الأمين العام قبل يوم من القرار ليكاثر مفردات التحدي لجهة أن الحزب في أفضل حالاته منذ خمس سنوات داخلياً وخارجياً وأنه لايأبه لأي إجراءات تتخذها السعودية ضده سواء في الجامعة العربية أم في منظمة التعاون الاسلامي وأنه متمسك بمواقفه وجاهز لتحمل المسؤولية والمواجهة حتى لو بقي وحيداً، هذه الامكانية (أي توجيه ضربات سعودية للحزب) ربما  تجد من خلالها السعودية ورقة ضغط على خصومها وفرصة لإثبات الذات والحد من الفشل المتراكم في خزائنها سواء في سورية أو اليمن لجهة عدم تحقق مأمولها وماتصدرت له من مهام جسام، لم يسقط فيها الأسد، ولم تُكسر شوكة الحوثيين، ولاسيما أن هناك جرعة من الاطمئنان تؤمن للعربية السعودية وتحالفها الاسلامي تشجيعاً على خوض هذه الخطوة تتعلق بانشغال تام للجيش السوري في الميدان وصعوبة  انخراط إيران في المواجهة،  وهي الخارجة للتو من "معمعة "سياسية استولدت اتفاقاً تاريخياً سيزيل صخرة "سيزيف " الاقتصادية عن كاهلها، إضافة ربما إلى إمكانية وجود اتفاق ضمني بين روسيا والولايات المتحدة يقضي بعدم تعرض الدفاعات الجوية الروسية للطائرات السعودية، سيما وإن كانت هذه الضربات ضمن حجم وزمن محددين وبمنزلة الثمن ربما لتخفيض السقف السعودي وتغيير اللهجة السعودية فيما يتعلق بأي سيناريو مقبل للعملية السياسية التفاوضية، ومن هنا نفهم ما أعلنه الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار في سورية يجب أن لا يشمل وقف ما سماها الأنشطة الايرانية في سورية التي تستهدف اسرائيل. نعم الحواجز والمعوقات كثيرة لانجاز التوجه السعودي المدعوم إسرائيلياً، في مقدمتها ماهدد به السيد حسن نصر الله بأن لبنان يملك قنبلة نووية في أي عدوان اسرائيلي عليه تتمثل بسقوط صاروخ في إحدى حاويات الأمونيا في حيفا، إضافة إلى الفجوة الحاضرة بين الأميركي والإسرائيلي في التعامل مع تنامي قدرات حزب الله واستراتيجية مواجهته، إذ يدفع الإسرائيلي المثقل بالقلق حيال قدرات الحزب نحو شن حرب على لبنان، وحتى على سورية وإيران، معززاً من قبل تحالف أمريكي عربي، بينما يصر الأمريكي على انتهاج استراتيجية استنزاف طويلة الأمد كان قد تحدث عنها كيري في حديث له في معهد سابان في العام 2014، عندما أكد أنه ولو هزم " داعش "  واستقلت سورية حسب تعبيره فإن الأمر لن ينتهي، وسنستمر بوضع استراتيجية طويلة الأمد مضيفاً أنه ربما يأتي وزير خارجية أمريكي آخر ليتابع مهمة التخلص من تنظيمات إرهابية أخرى موجودة على الأرض. المؤكد أن كل الحراك السعودي وتناميه غير المسبوق المنضوي تحت راية التحالفات والتحديات المشتركة قد بان مكتوبه من عنوان ومدلولات بيان مجلس التعاون الخليجي، وحدها طبيعة ومآلات وتطورات الصراع الدولي من تحدد زمن المواجهة التي نراها من منظورنا مواجهةحتمية.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com